السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رفض الطفل النوم بمفرده «مناورة عاطفية» متعددة الأسباب

رفض الطفل النوم بمفرده «مناورة عاطفية» متعددة الأسباب
27 فبراير 2011 21:03
(أبوظبي) – لا غرو أن رفض الابن النوم في سريره الخاص أمر يُزعج غالبية الآباء والأمهات. وتختلف الدوافع من أبوين إلى آخرين، فالبعض ينظر إلى تعويد الطفل على النوم بمفرده منذ صغره ممارسةً صحية تُساعد الطفل على الإحساس باستقلال شخصيته، وتتيح لأبويه في الوقت ذاته قدراً من الخصوصية. وإذا كانت الأم تضطر إلى إبقاء الطفل بجانبها لترضعه في الأيام الأولى من ولادته، فإنها ليست مضطرةً للقيام بذلك عندما يكبر وتنمو مداركه. بل عليها أن تتحاور معه إن رفض النوم وحده وتقنعه بأن حاجتها من النوم تختلف عن حاجته كماً وكيفاً، وأنها بحاجة أيضاً إلى قضاء وقت مع أبيه كما أن ابنها يُحب قضاء وقت معها. وقد يستاء من الأمر في البداية ويحاول أن يظهر لوالديه أنه لا يرتاح بنومه وحده، لكن ذلك يكون مناورةً من مناورات الأطفال وأسلحتهم العاطفية التي يستخدمونها لفرض إرادتهم على آبائهم، ولهذا يُنصح الأبوان بعدم الانصياع لرغبة الابن. الشعور بالأمان تقول جوان نيجيتو، أخصائية رعاية أسرية، “تعاطي الأبوين مع رفض الابن للنوم بمفرده ينبغي أن يختلف حسب كل حالة. فإذا كان الطفل مثلاً متعوداً على النوم وحده ثم طلب فجأةً من أحد أبويه النوم معهما، فهذا قد يؤشر على أنه لم يعد يشعر بالأمان في غرفته أو في سريره، وقد يكون ذلك بسبب رؤيته كوابيس تخيفه أو بسبب تخيُله أشياء ترعبه. وتقول نيجيتو إن ما يتراءى لبعض الأطفال من صور مخيفة في أحلام أو كوابيس من ديناصورات أو مخلوقات فضائية يبدو لهم حقيقياً، لا سيما أنهم يكونون في طور تعلم التمييز بين الحقيقة والخيال. وإذا حصل هذا، فيجب على الأبوين مراجعة ما يسمحان للابن في مشاهدته على التلفزيون أو ألعاب الفيديو ونهج سياسة انتقائية تقوم على توجيهه إلى نوع أفلام الكرتون التي يشاهدها وألعاب الفيديو التي يزاولها، فجميعها ينبغي أن يكون هادفاً ويُسهم في بناء شخصيته وإشعاره بالقوة والأمان، لا الخوف وعدم الاتزان. وهو يحتاج في هذه الحالة إلى حب الأبوين واستيعابهما واحتوائهما حتى يسترجع إحساسه بالأمان ويتعود مجدداً على النوم بمفرده. ويجب أن تتعامل الأم مع الابن بقدر عال من العقلانية والصراحة، فتزوده بالحلول التي من شأنها مساعدته على التغلب على ما قد يكون السبب في شعوره بالأمان. فلو كان يتخيل وحوشاً في غرفته أو أشياء تخيفه، يمكنها أن تعطيه جهاز إضاءة محمولا يوجهه إلى المكان الذي يعتقده مصدر ظهور ما يخيفه حتى يتأكد من أن ذلك مجرد تخيلات. ويمكن للأم أن تهجع مع ابنها في سريره حتى يخلد إلى النوم. ثقافة النوم يغفل الكثير من الآباء بعض الأمور عندما يرفض الابن النوم وحده. فبعض الأطفال حساسون جداً ويشعرون بالاستياء من أي شيء قد يُنغص عليهم راحة النوم كالقليل من البرد أو الحرارة أو الرطوبة أو الضجيج أو وجود رائحة ما في فرشة السرير أو ضيق ملابس النوم أو بسبب عدم استحمامه قبل النوم كالعادة أو شعوره بالعطش أو جفاف حلقه أو غيرها. ولذلك، يجب على الأم أن تحاول في البدء أن تعرف سبب استياء الابن أو شكواه من النوم في غرفته. من جهة ثانية، ينبغي للأبوين أن يُثقفا الابن بالمعلومات الخاصة بالنوم ويشرحا له أن بعض الناس ينامون بسرعة وآخرون يحتاجون إلى نصف ساعة أو أكثر قبل أن يجد النوم طريقه إلى أجفانهم، وأنه من الطبيعي جداً أن يستيقظ المرء في الليل، فمعدل استيقاظ كل نائم هو 3 مرات إلى 5 مرات كل ليلة، وأن ما عليه عند الاستيقاظ ليلاً إلا معاودة إغلاق أجفانه لإكمال نومه. عقارب النوم تنصح نيجيتو كل أبوين بتعويد أطفالهما الصغار على النوم باكراً كل مساء وإلهائهم في النهار عن النوم حتى لا تضطرب ساعة نومهم البيولوجية ويختل برنامج نومهم الروتيني. فالطفل يحتاج إلى قسط وافر من الراحة. ويمكن اللجوء لبعض الحيل لتعويد الطفل على النوم وحده ليلاً ومن بينها: - منح الطفل وقتاً كافياً لممارسة أنشطة هائدة تسبق النوم وتجنيبه مشاهدة الأفلام المخيفة أو العنيفة التي لا تتناسب مع سنه، بالإضافة إلى تجنب الإكثار من جدولة الزيارات الليلية حتى لا يُحرم الطفل من النوم باكراً كما اعتاد. - وضع برنامج روتيني ثابت وتعويد الطفل على الالتزام به. فما أن يسمع دقات عقارب الساعة على الثامنة مساءً-مثلاً- حتى يهرول إلى الحمام لغسل أسنانه بالفرشاة والاستحمام وارتداء لباس النوم ثم لعب لعبة فيديو هادئة أو الاستماع إلى أغنية ما قبل النوم أو قراءة حكاية ما قبل النوم ثم تقبيل أبويه وتمني النوم الهنيء لهما قبل إطفاء أنوار الغرفة والخلود للنوم. - تغيير ديكور وتصميم غرفة نوم الطفل ودرجات إضاءتها من فترة لأخرى وحاول أن تكون ألوانها هادئة حتى تساعده على الاسترخاء والنوم. ترجمة: هشام أحناش، عن موقع “mcall.com”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©