الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاتحة مرشيد في أحدث دواوينها «آخر الطريق أوله»

فاتحة مرشيد في أحدث دواوينها «آخر الطريق أوله»
11 يونيو 2009 03:00
في حلة أنيقة، وبطباعة فاخرة، تطل علينا الشاعرة والروائية المغربية فاتحة مرشيد بعملها الشعري الذي جاء تحت وسم «آخر الطريق أوله»، وذلك عن المركز الثقافي العربي في الدار البيضاء ـ بيروت، ويقع في 136 صفحة من الحجم المتوسط ويشتمل على 10 قصائد وهي: «يوميات الحزن بجدة»، «أنا العابر.. مقيم فيك»، «لو كان بالإمكان»، «معبر للوهم»، «ما استأنست بالجوار»، «لا موعد لموت أكيد»، «غوص البجع»، «فتيل الفضيحة»، «هذا الغامض»، «آخر الطريق أوله». تفتتح فاتحة مرشيد قصائد ديوانها بقولها: «إلى الذين تعثرت بهم ذات طريق وعلموني، في غفلة منهم، معنى النهوض»، وبمقولة معروفة للشاعر الإسباني فرناندو بسوا التي تقول: «الأدب هو الدليل على أن الحياة لا تكفي». قصائد مرشيد في منجزها الشعري هذا تستنطق تفاصيل الحياة الخفية، ونبض الذات الجريحة والمنكسرة، قصائدها تناوش الحب، الحرية، الموت، الفرح، الجسد، الخطيئة.. عبر لغة تحبل بالقلق الوجودي والبوح الأنثوي. قصائدها تبئر عمق الإحساس بالفقد واليتم والفجيعة. في قصائدها نلمس رغبة الشاعرة في التحليق عالياً بأجنحة غير مكبلة، فهي تتمرد على من يريد الحدّ من حريتها وانطلاقها. تقول في «يوميات الحزن بجدة»: «يقول الجمركي/ من سيستلمك يا حرمة؟/ قلت لنفسي/ ما استلمتني يوماً/ غير نفسي». وتقول في مكان آخر من القصيدة: «يقول أحد المارة/ «غطي شعرك يا حرمة»/ قلت:/ لقد دفنت غطائي عندكم/ وأفردت الروح/ للريح/ عند انبلاج فجر/ غير منتظر/ بين حشرجتين/ وغضتين/ أحط/ كنورس حزين/ بمطار جدة».أو حين تقول: «وأنا/ كسرت قيودي/ يوم ولدت/ وجعلت كفني/ ورقاً أبيض/ كيف يستقيم/ بعدك الحرف/ وفي سجنك/ تحررت كلماتي؟». نجحت فاتحة مرشيد، من خلال منجزها الشعري هذا في أن ترسل إشاراتها الضوئية الحابلة بتموج صورها الشعرية وإيقاعاتها التعبيرية القوية في أن تنصت لخسارات الذات الشاعرة في مشهدية تراجيدية تحبل بالفلسفة والحكمة والأسطورة والقلق الأبدي وإحساس بالعزلة والغربة والتشظي، تقول: «على ضفة البحر الأحمر/ حيث لا موج/ لا بحار/ لا مد/ ولا جزر/ بحيرات صامتة/ كوجوه تحت حجاب/ نساء تنظر من خلف سواد/ ورجال ترى ما خلف السواد/ وأنا البريئة/ من كل انتماء/ كيف تستفزني/ الصحراء/ ولي في كل حبة رمل/ رثاء؟. عملت الشاعرة فاتحة مرشيد على تأثيث ديوانها بقصائد تشبه الومضة وإلى حد ما قصائد الهايكو وكمثال على ذلك نقرأ: «لو كان بالإمكان/ قفزت إليك/ قبلة واحدة» «بدل/ تلعثمي/ على الورق اللعين/ لو كان بالإمكان/ قضيت العمر/ في حلم/ كنت به/ بدل اليقظة/ يضيق السرير» «لو كان بالإمكان/ بمنشفة التيه/ أمسح/ خرائط المكان» «لو كان بالإمكان/ سددت/ إلى السماء/ إعصاري» لو كان بالإمكان/ زرعت لي/ قلب نورس». قصائد هذا الديوان تنهل من مشاتل أحاسيس أنثوية وومضاتها الصافية، كما تترفع على اليومي الغارق في الواقعية بلغتها العذبة والشفيفة. يأتي ديوان «آخر الطريق أوله» للشاعرة فاتحة مرشيد بعد أعمالها الروائية والشعرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©