الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل تطلب تهدئة و «السلطة» ترفض

إسرائيل تطلب تهدئة و «السلطة» ترفض
25 فبراير 2013 00:15
عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي (رام الله، غزة) - أضرب الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي عن الطعام أمس وشهدت الأراضي الفلسطينية مسيرات واعتصامات وإضرابات عن العمل احتجاجاً على استشهاد الأسير عرفات شاهين جرادات، من أهالي الخليل، في سجن «مجدو» العسكري الإسرائيلي جراء تعرضه للضرب والألم في أنحاء جسده وإرهاق شديد خلال استجوابه لفترة طويلة، فيما طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من القيادة الفلسطينية تهدئة الوضع في الضفة الغربية المحتلة وحاول ترضيتها بالإفراج عن دفعة من أموالها التي صادرتها حكومته، لكنها رفضت ذلك. في تطور لافت، أعلنت السلطة الفلسطينية أن المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات الذي توفي أمس في سجن إسرائيلي قضى نتيجة التعذيب وليس بأزمة قلبية. وقال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع في مؤتمر صحفي لعرض نتائج التشريح الذي شارك فيه طبيب فلسطيني، إن “نتائج التشريح أثبتت تعرض الأسير جرادات للتعذيب وبينت أن قلبه سليم تماماً ولا يوجد به أي آثار لتجلطات قلبية”. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الأسرى في سجون الاحتلال كافة أضربوا عن الطعام ليوم واحد، حداداً على جرادات (30 عاماً) وتنديداً بسياسة الاحتلال القمعية المتصاعدة ضد الأسرى. وقالت المتحدثة باسم إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية سيفان وايزمان لوكالة «فرانس برس» إن نحو 3 آلاف أسير رفضوا تناول وجبات الطعام الثلاث. وعمت احتجاجات واسعة مدن الضفة الغربية وقطاع غزة. وتوجه محتجون إلى سجن «عوفر» العسكري الإسرائيلي غربي المدينة، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية عليهم وأُصيب الفتى وليد زياد هبَّ الريح بجروح خطيرة والشابان يوسف نضال جمهور ومراد يوسف جميل بجروح متوسطة الخطورة وأُصيب 10 شبان على الأقل وعدد من طالبات وطلبة المدارس بجروح وحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال على المحتجين في الخليل، فيما شهدت محافظتا الخليل وجنين إضراباً شاملاً عن العمل غضباً وتضامناً مع الأسرى. كما خرجت مسيرات احتجاج في العديد من المدن والبلدات ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وسرعان ما قمعتها القوات الإسرائيلية، ما أسفرت عن إصابة مئات الفلسطينيين بحالات اختناق وإغماء. ودعا المتظاهرون في غزة الفصائل الفلسطينية إلى الانتقام لجرادات ولجميع الأسرى في السجون الإسرائيلية. واعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي الشاب ساهر غزاوي لدى محاولته دخول المسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية والشاب رازي النابلسي لدى مشاركته في تظاهرة مناهضة للاحتلال وسياساته العنصرية تجاه الأسرى في حيفا. وأصيب مزارع فلسطيني بجروح في قدمه اليسرى جراء إطلاق قوت الاحتلال الرصاص على مزارعين قُرب بلدة جباليا شمال قطاع عزة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس أصدر تعليماته إلى قادة قوات الاحتلال باستكمال “الاستعدادات الضرورية تحسباً لاستمرار أعمال الشغب التي يقوم بها فلسطينيون وتدهور الأوضاع أمنيا في الضفة الغربية». وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الجهاز الأمني الإسرائيلي بأكمله وخصوصا إدارات السجون «في حالة تأهب معززة». وذكرت الحكومة الإسرائيلية في بيان أصدرته في القدس المحتلة أن مستشار نتنياهو القانوني ومبعوثه الخاص إسحق مولخو نقل منه إلى السلطة الفلسطينية رسالة طالب فيها بشكل لا يقبل التأويل بالعمل على تهدئة الخواطر في المناطق الفلسطينية. وقالت «إن اسرائيل قدمت طلبا واضحا الى السلطة الفلسطينية بتهدئة اراضيها. وحتى لا يكون عدم دفع أموال الضرائب التي تجمعها اسرائيل للفلسطينيين حجة لعدم تهدئة الوضع في مناطقها، أمر نتنياهو بتحويل أموال شهر يناير الماضي إليها». ورداً على ذلك، صرح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بأن المطلوب من اسرائيل وقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية فورا واطلاق سراح الاسرى من أجل إيجاد بيئة هادئة. وقال لصحفيين في رام الله «المفروض أن تقع مسؤولية تهدئة الأوضاع في المنطقة على اسرائيل والمطلوب، إنْ ارادوا التهدئة، إطلاق سراح الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام فوراً». وأضاف «لا يوجد سبب لتوتر المنطقة، إلا الاحتلال الاسرائيلي وممارساته من اعتقالات واستيطان وقتل وعليهم وقف كل هذه الممارسات لخلق بيئة هادئة تسمح باعادة تحريك عملية السلام الميتة». وقال المفوض السياسي العام في السلطة الفلسطينية والمتحدث باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري، في بيان أصدره في رام الله. «إن ما ينظر له نتنياهو وجنرالاته حول انتفاضة فلسطينية ثالثة، يمثل رغبتهم وأمانيهم في اندلاع العنف للخروج من أزمتهم السياسية وموقفهم غير الأخلاقي من الشرعية الدولية”. وأضاف أن طلب نتنياهو تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية هو «رسالة» ملغومة أراد من خلالها توجيه اللوم للرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما يتناسى أسباب التفجير المتمثلة في القمع الإسرائيلي وسلوك المستوطنين الإجرامي على الأرض واغتيال الأسرى وقمعهم. وتابع «نتنياهو يبحث عن تصعيد العنف بجيشه ومستوطنيه ليحمل الجانب الفلسطيني المسؤولية ويشكل حكومة حرب لمواجهة ما يسميه العنف الفلسطيني». وخلص إلى القول«إن المقاومة الشعبية الفلسطينية للاحتلال بالوسائل السلمية، حق ودفاع عن النفس يقوم الاحتلال بقمعها واجتياح المناطق الفلسطينية لحماية المستوطنين أثناء تنفيذهم جرائمهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©