الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريما عودة: ثقافة «لا» تجلب إحترام الذات.. بشروط

ريما عودة: ثقافة «لا» تجلب إحترام الذات.. بشروط
27 فبراير 2011 20:52
«لا» كلمة نفي بحرفين، بسيطة في النطق سلسة لكن معانيها كثيرة ! من الذي يمتلك القدرة على قولها ؟ وهل تحسن استخدامها ؟ فتعرف أين، ومتى، وكيف، ولماذا، ولمن نقولها؟ بماذا تشعر عندما تتلفظ بها ؟ هل هي كلمة سهلة عليك؟ أم هي صعبة ؟ وإن قلتها هل تضعك في خانة النبذ ؟؟ هل تشعر بشيء من الذنب أو الارتباك عند التلفظ بها ؟ (العين) - تقدم إليك صديق وطلب منك مساعدة في وقت إجازتك العائلية وهذه المساعدة تُكلفك من الجهد والوقت الشيء الكثير، وأنت لا ترغب بالمساعدة ماذا تقول ؟ هل تعتذر ؟ أم تشعر في مثل هذا الموقف بالتورط وبدلاً من الرد بشكل مباشر تقول: «أعتذر، لا أستطيع مساعدتك، إنني أود ذلك لكنني مشغول الآن» أم تجد نفسك مضطراً لاختلاق أعذار وقصص لتتخلص من هذا الموقف. إذن هل تعتقد أن هذه المواقف تسبب لك الضغط والتوتر؟ هل حصل مرة أنك قمت بعمل أشياء لا تريد القيام بها لمجرد أنك عاجز عن قول كلمة «لا». إذا كانت إجابتك عن الأسئلة السابقة «نعم» فحتما أنك ظلمت نفسك أولاً وقدمت المساعدة للآخرين على حساب نفسك. عن صناعة ثقافة لا تقول ريما عودة- مستشار إداري وتطوير قيادي : «أتفق علماء العلوم الإنسانية على أن من أهم الأسباب التي تجعل الشخص يقول نعم يرجع إلى الرغبة الأكيدة في أن نبدو لطفاء، حرصنا الشديد على أن نجعل الآخرين يحبوننا ويقبلوننا، خوفنا من فقد الأصدقاء أو الوظيفة، تقديرنا المتدني لذواتنا والذي يفقدنا الإحساس بأننا لا نحيا إلا عندما نقول نعم». وتستشهد الاستشارية ريما بقول الكاتبة المبدعة «كورين سويت : «إن من يقول «نعم» طوال الوقت، بدلاً من «لا» عندما يريد قولها، لا يكون عادة سعيدا جداً، ولا يشعر أيضاً بالرضا عن نفسه، وقد تبدو الحياة مليئة بالأعباء، وما يثير الحزن هو شعوره بأنه ينبغي عليه تجنب الآخرين وعزلهم عن حياته، بدلاً من أن يتعلم كيف يتعامل معهم جيدًا». قرارات سلبية تسترسل الاستشارية ريما: «لابد لنا أن نجيد فن صناعة ثقافة لا وذلك حفاظاً على حقوقنا المادية والمعنوية، أيضا لابد من إجادة هذا الفن الراقي والواعي الذي يسمو بكل من أجاده، لأننا عندما لا نضع لأنفسنا حدودًا مع الآخرين حتى مع أقرب الأقربين إلينا، فإننا بذلك سنجعل أنفسنا عرضة للاستغلال وإساءة التعامل من قبل الآخرين، وبعد ذلك نطلق الصرخات بالشكوى. وتؤكد الاستشارية : «كل ذلك لا يعد موضعاً لاحترام الذات والثقة بها لذلك يجب أن نضع حدودًا لذواتنا وأن تلتزم بها بشكل صارم وهذا لن يتحقق إلا إذا كنا سنتعلم قول «لا» بشكل فعال. مشيرة «لأننا نتعرض لكثير من المواقف العديدة في حياتنا اليومية، وتلك المواقف تتطلب منا البوح بمشاعرنا وإصدار قرارات سلبية والتلفظ بها». متى نقولها هل فعلاً يمكننا صناعة هذه الثقافة؟ عن ذلك تجيب الاستشارية ريما وتقول : «نصح الكثير من علماء النفس بعدم تضخيم نتائج مواجهتنا للآخرين، وتغيير قناعاتنا السلبية بإننا يحق لنا أن نقول «لا» لكل ما يتعارض مع قيمنا، ولكل ما يمس ذواتنا ولكن بشرط أن نعرف متى نقولها. وتتابع ريما: «علينا استخدام هذه الكلمة في الوقت والمكان والشخص والطريقة المناسبة من خلال إجادة طرق جديدة للتصرف بحزم وإيجابية، مع تغيير الفهم والإدراك» وتؤكد على ذلك قائلة: بإمكاننا أن نتعلم قول «نعم» لأنفسنا و»لا» للمثاليات المرهفة والنماذج الضعيفة، لذلك يجب أن يعلم الشخص أنه لا يمكنه الفوز بالحب بتكريس نفسه لخدمة الآخرين. وتلفت ريما «إذا أراد أي فرد أن يغير طريقة تصرفه، سيكون لزاماً عليه في البداية أن يعترف بما يفعل ويتقبله كأمر واقع، لأن الحياة بكامل ضغوطها لن تتغير والشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغير هو الفرد نفسه» يمكنك أن تتغير من حيث اتجاهك الفكري وسلوكياتك، يمكنك الآن قول «لا» وباستطاعتك أن تثبت على مواقفك وآرائك وأن تشعر بالراحة والرضا التام عنها. تصمت ريما قليلاً وتتابع: إنك وحدك صاحب القرار وهذه من الأركان الأساسية للنجاح مع الذات، ووحدك من يستطيع إدارة حياتك والمسئول عن مواقفك وقراراتك وسلوكياتك، وقول لا بشكل فعال يجلب لك احترام الذات. وتؤكد: إذا تعلمت كيف تقول «لا» بفعالية ستسمو بعالم الاحترام والثقة بالذات والانجاز في عالم الإبداع، أما في حال واجهتك صعوبة في قول «لا» فهنا ستجد صعوبة في إظهار ذاتك الحقيقية، وإظهار نجاحاتك وإنجازاتك ومن هنا هناك احتمال كبير أن تقع في حظيرة الخوف والقلق، وبالتالي تصبح عرضة للتشتت والإحباط». حيلة نفسية إن الاعتقاد بأنك إنسان طيب 100% اعتقاد وهمي وحيلة نفسية لمحاولة تدعيم وتعزيز تقدير الذات والثقة بالنفس تشير الاستشارية ريما إلى ذلك وتقول: «إن هذا الاعتقاد يعد دفاعاً ضد انتقاد الآخرين لأنك تقول في نفسك كيف ينتقدوني وأنا طيب، وأنا قد فعلت كذا من أجلهم وضحيت بوقتي وجهدي في سبيل راحتهم. مضيفة «من المعروف أننا نفرغ مشاعرنا الدفينة أو السلبية على أشخاص أو أشياء أخرى أمنه بالنسبة لنا مثل الأولاد أو غيرهم، لكن هذه المشاعر السلبية المكبوتة تسلبنا قوتنا وتركيزنا وتسبب لنا القلق الدائم، لذلك يجب عينا أن نتعرف عليها ونتقبلها ونخرجها بدون أي تردد أو إحراج، حتى لا نجعل استجابتنا للحياة سلبية وغير مرنة، فلا يجب علينا أن نتقيد بماضينا، كما لا يجب علينا تكرر أحداثه». تقديم المساعدة تتابع ريما: «بإمكانك تقديم المساعدة في إطار حدودك وحدود ما يمكنك أن تقدمه بالفعل من وقت وجهد واستطاعة، وأهم من ذلك رغبة نابعة من صميم القلب بتقديم المساعدة. مع ذلك يبقى بإمكانك قول لا مع الاحتفاظ بأصدقائك وحب الآخرين لك، عن طريق تعلم كيف تصرح بمشاعرك وبنفس الوقت كيف تتميز بين الأنماط السلوكية والأشخاص. عن ذلك تتابع ريما: تأمل سلوك الناس تجاهك بمشاعرك وكن صادقاً معها وأخرجها بكل حزم وثقة بالنفس، أجعلها تطفو على السطح ففي الحياة الواقعية يجب أن تكون أكثر واقعية، يجب أن تتوقف عن التفكير أو القلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنك، لأنهم لا يستطيعون مضايقتك إلا إن سمحت لهم بذلك, إن اهتمامك بالكثيرين يجعلك مشتتا». استراتيجيات ثقافة «لا» عن استراتيجيات صناعة ثقافة «لا» توضح الاستشارية ريما: «يجب على كل شخص امتلاك الثقة لتحظي بكنز كلمة «لا» ? توقع مشاعر جديدة، بل ورحب بها واقبلها، قد تشعرك بالإحراج وعدم الألفة في البداية، إلا انه مع الممارسة تكون أكثر من عادية. ? استبدل قول «نعم» بقول (سأفكر بالأمر، لا أعلم، الموضوع صعب جدًا) حاول فمجرد محاولة واحدة ستحدث اختلاف وإن لم يكن بشكل مرضٍ. ? اجعل الأمور معلقة إذا طلب منك شيئا وصعب عليك قول «لا» ? ومن أجل تخطي الشعور بالتوتر من ذلك تنصح ريما بقول«سأرد عليك لاحقاً، ? أعطني وقتا حتى أتأكد من مدى إمكاناتي على القيام بهذه المهمة، وعندئذ يجب عليك التفكير فقط في كيفية إبلاغ الطرف الآخر برفضك بأقصى حد من الفعالية. إن هذه العبارة تمنحك وقتاً للتفكير وتحديد ما إذا كنت تستطيع أو ترغب حقاً في تقديم المساعدة أو لا ترغب، وبذلك تكون قد تعلمت قول لا تدريجياً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©