الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تراجع جرأة الصحف في الجزائر

تراجع جرأة الصحف في الجزائر
2 مايو 2008 01:14
فشلت سلسلة من جرائم القتل في سحق الصحافة الجزائرية المزدهرة خلال التسعينيات لكن بعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها وحل محلها سلام يشوبه التوتر ربما تكون الصحافة فقدت في عهد الحرية ما اكتسبته في عهد الحرب· وفي بلد قتل فيه الصحفيون العلمانيون إما رمياً بالرصاص أو بالذبح كانت مسألة حرية الصحافة في الذاكرة القريبة مسألة حياة أو موت· ويقول عمر بلهوشات رئيس تحرير صحيفة الوطن الجزائرية الذي نجا من محاولة اغتيال في عام 1993 ''اليوم استطيع الجلوس والاسترخاء في أي مقهى· لم يكن هذا ممكنا من قبل، كنا نعيش حياة شبه سرية''· لكن الصحفيين يقولون إن تغطية الصحافة المستقلة الغضة باتت أقل جرأة وهو نهج يعزوه البعض لمحاولات أنصار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لدرء الانتقادات الموجهة له قبل الانتخابات المقررة عام 2009 والتي من المحتمل أن يخوض المنافسة فيها· وقال محمود بلحيمر وهو نائب رئيس تحرير صحيفة ''الخبر'' اليومية التي تنتقد القطاع الخاص الراكد والبيروقراطية الحكومية ''مساحة الحريات ضاقت بالمقارنة مع التسعينيات''· وساهم ارتفاع أسعار النفط والغاز اللذين يمثلان 98 % من عائدات صادرات الجزائر إلى حد بعيد في بلوغ نسبة النمو الاقتصادي 4,6 في المئة خلال عام ·2007 ويقول بلحيمر ''الصحفيون باتوا أقل حماساً وعزماً وأقل جرأة في مقالاتهم· نحن في مرحلة تراجع''· وحكم على عدد من الصحفيين بالسجن بتهمة القذف خلال السنوات الأخيرة، ورغم أن أيا منهم لم يدخل السجن ولايزال يزاول مهنته فإن الخطر لايزال قائما بانتظار نتائج الاستئناف· ويقول رؤساء التحرير إن أضرار فرض القيود على الصحافة لا تقتصر على السياسة فهي تساعد على ترسيخ ثقافة الكتمان في الحكم الأمر الذي يعرقل إقامة اقتصاد سوق معاصر يقدر على خلق فرص عمل وتعزيز الاستقرار الاجتماعي· ويشير بلهوشات رئيس تحرير ''الوطن'' التي تصدر باللغة الفرنسية بقوله ''نحن نخوض شكلا من أشكال حرب العصابات مع السلطات، هناك ضغوط من جميع الأنواع، الأمور اليوم متوترة إلى حد بعيد''· وينبع حديث الصحفيين عن الجرأة والمعارك مع السلطات من جذورهم· فقد أتيح إنشاء صحف مستقلة بعد رفع احتكار الدولة للصحافة عام 1990 لكن ذلك تزامن مع تجربة كارثية للتعددية السياسية في البلاد· وفي عام 1992 انزلقت الجزائر إلى هاوية العنف بعد أن ألغت الحكومة المدعومة من الجيش نتائج انتخابات كان حزب إسلامي متشدد حديث العهد آنذاك مهيأ للفوز بها· وقتل أكثر من 150 ألف شخص في أعمال العنف، واستهدف مقاتلو ''الجماعة الإسلامية'' المسلحة الذين يسعون للإطاحة بالحكومة الصحفيين العلمانيين متعهدين بأن ''من يهاجمنا بالقلم سيموت بالسيف''· وقُتل أكثر من 60 صحفياً ونحو 20 من العاملين المساعدين بينهم موظفون في وسائل إعلام حكومية، ولجأ عشرات الصحفيين للعــــــــيش تحت حماية الدولة في فندق المنار بسيدي فريج قرب العاصمة الجـــزائر، وفي خضم ذلك نمت روح قتـــــالية، وظهرت عشرات الصحـــــــف اتسم كثير منها بالصراحة، واليوم يوجد أكثر من 65 صحيــــــــــفة يومية رغم أن البث الإذاعي والتلفــــــزيوني لايزال حكراً على الدولة، وتبيع الصحف اليـــــــوم 2,1 مليون نسخة يومياً بين السكان البالغ عددهم 33 مليون نسمة· وتصدر نحو 70 في المئة من هذه الصحف باللغــــــة العربية و30 في المئة باللغـــــــــة الفرنسية، ويفضل الجيل الأصغر الصحف العربية في حين يميل متوسطو العمر وكبار السن والنخبة الحاكمة للصحف الفرنسية·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©