نواز شريف يعلن إعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم

أكد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف أمس أنه ستتم إعادة القضاة الذين أقالهم الرئيس برويز مشرف إلى مناصبهم· بينما أصيب ثلاثون شخصاً بجروح بعملية انتحارية استهدفت مجموعة من المتشددين في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان، في ما يبدو تصفية حسابات بالمنطقة التي كانت واشنطن اعتبرتها المعقل الجديد لتنظيم ''القاعدة'' وحركة ''طالبان''· وقال شريف بعد يومين من المحادثات في دبي مع آصف علي زرداري زوج رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت في ديسمبر ''لقد تقرر وتأكد أن إعادة القضاة المقالين إلى مناصبهم ستتم وفقاً للاتفاق المبدئي''· وأضاف للصحافيين ''لا يوجد أي غموض أو شك حول هذه المسألة، سترون قريباً نتائج المحادثات''· وكان زعيما الحزبين الرئيسيين في الائتلاف الحكومي استأنفا بعد ظهر أمس مباحثاتهما حول إعادة القضاة المقالين في نوفمبر إلى مناصبهم· وتفاهم الرجلان قبل الانتخابات على إعادة القضاة المقالين إلى وظائفهم بعد شهر من تشكيل حكومتهما· وكانت هذه المهلة انتهت أمس الأول لكنهما قررا مواصلة مباحثاتهما· ولا يرى زرداري مانعاً للتعايش مع مشرف وفقاً لاتفاق سري أبرم بين بوتو ومشرف الخريف الماضي، في حين يصر شريف على إقالة الرئيس· وكان شريف حذر لدى مغادرته باكستان من فشل جديد في المفاوضات قد يؤدي إلى عواقب كارثية على الديمقراطية وباكستان· أمنياً، أصيب ثلاثون شخصاً بجروح في انفجار هز مكتب أحد رجال الدين في منطقة خيبر القبلية بشمال غرب باكستان أمس· وتوجد تقارير متباينة بشأن سبب الانفجار الذي وقع في مكتب مجموعة دينية يطلق عليها ''الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'' في بلدة بارا بمنطقة خيبر القبلية الواقعة على الحدود الأفغانية· وتردد أن ثمانية من 30 شخصاً نقلوا إلى مستشفيات مختلفة في بيشاور في حالة خطيرة وتوفي المهاجم في الانفجار· وقال مسؤول الإدارة المحلية رفقت جول إن انتحارياً فتيا جداً فجر نفسه في مدرسة دينية تابعة لتنظيم ''الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'' المعروف بقربه من ''طالبان''، في منطقة خيبر القبلية القريبة من الحدود الافغانية· وذكر شهود عيان أن مئات من المسلمين كانوا مجتمعين في المدرسة لتلاوة القرآن وجمع أموال لـ ''طالبان'' في افغانستان· وقال منصف علي خان المسؤول بالمنظمة إنه هجوم انتحاري وقع عندما كان رئيس المنظمة حاجي نامدار في المكتب، ونجا من دون أن يلحق به أذى· وأضاف ''شاهدت جثة الرجل الذي فجر نفسه، لقد قطع الانفجار جسده لكن وجهه سليم''· وأكد مسؤولو الشرطة وقوع الانفجار لكنهم لم يذكروا سببه، وقال الدكتور فضل الرحمن الطبيب بمستشفى حياة أباد التي نقل اليها معظم المصابين إن اثنين من المصابين في حالة حرجة· وأضاف ''نقل نحو 30 مصاباً إلى هنا، بقي منهم بالمستشفى سبعة مصابين أما الباقون فكانوا في حالة مستقرة، لذا تم علاجهم وإعادتهم إلى منازلهم''· ويأتي الهجوم بعد هدنة بدأت منذ شهر ونصف الشهر اثر موجة اعتداءات أسفرت عن مقتل حوالي 1100 شخص خلال أقل من سنة ونصف السنة في كل أنحاء باكستان· ورأت القوى الأمنية في العملية تصفية حسابات بين مجموعات مسلحة متطرفة· وأكد مسؤول في التنظيم المستهدف أن الانتحاري كان يسعى إلى قتل قائد تنظيم ''الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'' الحاج نامدار الذي لم يصب في الانفجار· وأوضح مسؤولون إداريون أن نامدار كان على خلاف منذ فترة مع عناصر في ''طالبان'' قريبين من تنظيم ''القاعدة'' وقاموا بخطف موظفين محليين اثنين تابعين للأمم المتحدة على أرضه الأسبوع الماضي· وتمكن الجيش وميليشيا محلية من إنقاذ الرهينتين مما تسبب بهجوم أمس الذي يبـــــــدو عملاً انتقامياً من قبل عناصر في ''طالبان'' قريبة من ''القاعدة'' حسبما ذكرت المصادر