الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أمين ضريح صوفي في باكستان يعذب ويقتل 20 شخصاً

أمين ضريح صوفي في باكستان يعذب ويقتل 20 شخصاً
2 ابريل 2017 23:34
إسلام أباد (أ ف ب) قتل عشرون مصلياً في مقام صوفي في شمال شرق باكستان، طعناً بالسكاكين وضرباً بالعصي، بعدما سممهم المشرف على المقام واثنان من المتواطئين المفترضين الذين اعتقلوا، حسبما ذكرت السلطات المحلية أمس الأحد. وأعلنت الشرطة وجود أربع نساء بين الأشخاص الذين قتلوا صباحاً في مقام محمد علي قرب سرجودا، مشيرة إلى اعتقال ثلاثة أشخاص. وقال قائد شرطة الإقليم ذوالفقار حميد، إن «المشرف على المقام، عبد الوحيد، البالغ من العمر خمسين عاماً، اعترف بأنه قتل هؤلاء الأشخاص بدافع الخوف من أن يقتلوه». وقال مسؤول حكومي محلي آخر طلب عدم كشف هويته، إن عبد الوحيد أبلغ الشرطة أن الولي المدفون في المقام كان قد سمم، وأنه خشي أن يقدم المصلون على قتله. وأوضح حميد أن «المشتبه به مصاب على ما يبدو بالرهاب والاضطراب العقلي، لكن ذلك يمكن أن يكون مرتبطاً أيضاً بتنافس للسيطرة على المقام»، موضحاً أن تحقيقاً قد بدأ. وأوضح شمشير جويا، قائد الشرطة المحلية أن القتلى الذين كانت ثيابهم ممزقة وملطخة بالدماء، قد تعرضوا للتسمم على ما يبدو قبل قتلهم. وأضاف «نشتبه في أن القتلى قد تعرضوا للتخدير قبل قتلهم، لكن التشريح سيؤكد ذلك». وأوضح أن «الضحايا تعرضوا لتعذيب وحشي حتى الموت، ويبدو أن ملابس بعض الضحايا تمزقت بفعل ذلك»، لافتاً إلى أن ستة من القتلى هم من عائلة واحدة. وأوضح جويا أن المقام شيد قبل سنتين ونصف سنة. وكان عبد الوحيد الذي عمل فترة للجنة الانتخابية الوطنية تسلم المسؤولية بعد وفاة المشرف الأول. ونجا اثنان ممن استهدفهم الهجوم من القتل وفرا من الضريح بعد إصابتهما. ومن بين الضحايا نجل الإمام الذي يتبعه أمين الضريح والمدفون في الضريح. وقال وزير الشؤون الدينية في البنجاب، زعيم قدري، إن الضريح لم يكن مسجلا لدى السلطات. وهناك أكثر من 550 ضريحاً مسجلاً في إقليم البنجاب وحده. من جهته، قال مسؤول جهاز الإنقاذ المحلي مظهر شاه إن وحيد اعتاد لقاء المصلين مرة أو مرتين في الشهر وكان يستخدم العنف لـ«شفائهم». وأضاف شاه لصحفيين في تصريحات متلفزة أن «السكان المحليين يقولون إن وحيد اعتاد ضرب الزوار الذين يأتون إليه للعلاج من أمراض جسدية أو روحية مختلفة». وتابع «في بعض الأحيان كان يجرد زواره من الملابس ويحرقها». وأظهرت لقطات تلفزيونية أحذية متناثرة وملابس في ساحة الضريح المزخرف باللون الأبيض، حيث فرضت مركبات الشرطة طوقاً أمنياً. وطلب رئيس وزراء البنجاب شهباز شريف من الشرطة تقريراً أولياً في غضون 24 ساعة، كما قال مسؤول كبير في الولاية. وحوادث القتل الجماعي في المقامات الصوفية نادرة جداً. وينتشر التصوف في باكستان منذ قرون. وساهم اتباعه في نشر الإسلام في شبه القارة الهندية في القرن الثالث عشر. ويؤمن المتصوفة بالأولياء، اعتقادا منهم انهم يستطيعون التوسط لدى الله لمساعدتهم. وهم لا يخضعون لتسلسل هرمي أو تنظيم، مفضلين السعي إلى شراكة روحية عبر الموسيقى والرقص في المقامات المشيدة على أسماء الأولياء. ويقدر عدد اتباع الصوفية ببضعة ملايين في باكستان، حتى لو أنها خسرت نفوذها في السنوات الأخيرة، أمام مجموعات أكثر تشدداً، وبالتالي أكثر تطرفاً. ويعيش معظمهم في إقليمي البنجاب (وسط) والسند (جنوب). ويؤم عدد كبير من الباكستانيين هذه المقامات، آملين في أن تستجاب صلواتهم، ويتبرعون للمعوزين ويقدمون هبات للمشرفين عليها. وطوال قرون، سادت الصوفية المناطق التي تشكل باكستان اليوم. لكن هذا النشاط الذي نشره في شبه القارة دعاة متجولون في القرن الثالث عشر، حلت محله في العقود الأخيرة، تيارات دينية أكثر تشدداً. وقد استهدفت حركات مثل طالبان أو تنظيم «داعش» في الفترة الأخيرة، المقامات الصوفية التي تعتبرها من البدع والشرك. وفي فبراير، قتل ما لا يقل عن 90 شخصا في اعتداء انتحاري أعلن «داعش» مسؤوليته عنه استهدف ضريح شهباز قلندر الصوفي في سيهوان جنوبي البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©