الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحبة وسط الكراهية

المحبة وسط الكراهية
7 ابريل 2010 22:33
صدر حديثا عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” كتاب “قتل الملاك في بابل” وفيه يستعيد الشاعر والصحافي العراقي علي عبد الامير شقيقه الكاتب والمفكر قاسم عبد الامير عجام الذي اغتيل في مايو 2004 وبعد اسبوعين من عمله مديرا لـ”دائرة الشؤون الثقافية” التي تعتبر ابرز اوجه الثقافة العراقية. ويصف عبد الامير كتابه بانه “كتاب ثناء على سيرة عطرة وشخصية تحتذى، ليس لأن صاحبها هو اخي وحسب، بل لانها سيرة نقاء وسط اجواء آسنة، سيرة محبة وسط اجواء متدفقة من الكراهية، سيرة عطاء ونكران للذات في زمن شيوع قيم الانانية، سيرة حرية رغم جدران العبودية، سيرة علم ومعرفة، سيرة بناء في وقت منذور بالكامل للهدم، سيرة صبر ومجالدة، سيرة من ظل ينتمي لأفق فكري فسيح رغم عزلته المكانية والزمنية القسرية، سيرة من اجتمع الناس، وهم المتفرقون والمختلفون حد البلبلة، على محبته ونقائه وعفة لسانه ويده ، سيرة شخصية تكاد تختصر في نهايتها سيرة العراق في سعيه الى حريته”. هو كتاب غضب واحتجاج على كل مؤسسة ونظام ومجموعة عملت وخططت وسعت ونفذت مشروع اغتيال العراق الحر الآمن عبر قتل عقله وضميره وفكره وحراس روحه، عبر اغتيال المفكرين والكتاب والصحافيين والعلماء والمهندسين والاطباء في حملة دونها كل اوصاف الظلام والهمجية، مثلما هو كتاب غضب على كل جهة مسؤولة في العراق ممن قصّرت وتوانت وغضت النظر لا عن قتلة قاسم وحسب، بل عن عدم وقفها او عملها على وقف دولاب موت وقتل وحشي ما انفك يدور ويدور على مفكرين وعلماء وادباء واصحاب ضمير، حتى قارب ضحاياه الألف منذ العام 2003”. الكتاب الذي يقع في 465 صفحة من القطع الكبير تضمن في فصله الاول ما يشبه السيرة الشخصية للراحل كان قد كتبها في استعادة شخصيات قريبة له فكريا وإنسانيا. وفي الفصل الثاني نتعرف على جوانب من النتاج النقدي والفكري لقاسم عبد الامير عجام عبر مقالات تظهر شيئا من تنوع معرفي كان درج عليه الراحل وبرز فيه، وضمن ما بات يعرف اليوم “النقد الثقافي”. بينما كان نشاطه ناقدا أدبيا محور الفصل الثالث، على ان شيئا من حصيلته في “النقد السينمائي” كان محورا للفصل الرابع، فيما كانت هناك مختارات من عمله ناقدا للنتاج التلفزيوني ضمن الفصل الخامس. وفي الفصل السادس نتعرف على شهادات ورثاءات واستذكارات استحضرت الراحل وتوقفت عند اثاره الفكرية والعلمية والانسانية، فيما خصص علي عبدالامير الفصل السابع لما كتبه شخصيا عن شقيقه الراحل وتأثيراته اكانت مباشرة ام غير مباشرة، فضلا عن رسائل من قاسم اليه اثناء وجوده خارج العراق، وفيه ايضا ثلاثه مقالات، الأولى عن حيدر ابن قاسم الذي خرج من مجزرة اغتيال ابيه بجروح دامية في الجسد والروح سترافقه الى آخر العمر، وثانية للراحل المهندس باسل نادر الذي اغتيل مع الكاتب، ومقال عن قاسم الصغير: ابن ربيع ابن قاسم الذي آثر ان يبقي اسم ابيه حيا في البيت والأرجاء مثلما هو حي وحاضر في الروح والعقل والإرث الفكري العراقي المعاصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©