السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في سوريا.. الأسد أمام مستنقع دبلوماسي وتقسيم فعلي

في سوريا.. الأسد أمام مستنقع دبلوماسي وتقسيم فعلي
15 مارس 2018 21:50
بيروت (رويترز) سريعاً وصلت الحرب السورية إلى أعتاب مرحلة قد تؤدي فيها محاولة الرئيس بشار الأسد لاستعادة أراض إضافية إلى نشوب صراعات أوسع مع القوى الأجنبية التي أرسلت قوات عسكرية إلى سوريا. وستمثل السيطرة المتوقعة على الغوطة الشرقية علامة بارزة جديدة في مسعى الأسد لسحق المعارضة، مع دخول الحرب عامها الثامن، إذ لا تزال روسيا تقف بثبات خلفه. وأعرب أعداء الأسد الخارجيون عن إدانتهم للهجمات في الغوطة، لكنهم فشلوا في وقفها وهو ما حصل في السابق في حمص وحلب ومناطق أخرى، بينما سحقت القوات المؤيدة للحكومة مسلحي المعارضة. بيد أن خريطة الصراع تشير إلى أن أمام الأسد مرحلة أكثر تعقيداً في سعيه لاستعادة «كل شبر» من بلد مزقته الحرب، وأودت بحياة نصف مليون شخص ودفعت 5.4 مليون شخص إلى الخارج كلاجئين. وتوجد قوات أميركية في مناطق شاسعة من الشرق والشمال الشرقي، والذي تسيطر عليه الجماعات الكردية التي تسعى للحصول على الحكم الذاتي من دمشق. واستخدم الجيش الأميركي القوة للدفاع عن تلك المناطق من هجمات القوات الموالية للأسد. وأرسلت تركيا قوات إلى الشمال الغربي لمهاجمة وعرقلة تقدم المجموعات الكردية ذاتها، وأقامت منطقة عازلة بينما أعاد المسلحون المناهضون للأسد تجميع صفوفهم. وفي الجنوب الغربي، حيث يسيطر المسلحون على أراض حدودية، يواجه الأسد خطر الصراع مع إسرائيل التي تريد إبعاد حلفائه المدعومين إيرانياً عن الحدود وشنت إسرائيل هجمات جوية شرسة في سوريا. ويعتقد البعض أن سوريا المقسمة إلى مناطق نفوذ قد تبقى على ما هي عليه لبعض الوقت، وربما لسنوات، مع اضطرار الأسد إلى قبول التقسيم الفعلي وعدم وجود احتمال لسلام من خلال التفاوض. ويخشى آخرون من تصعيد آخر يشمل تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وروسيا. وأفاد «ديفيد ليش» الخبير في شؤون سوريا: «لا أعتقد أن النصر قريب كما تعتقد الحكومة السورية»، مشيراً إلى أن الأسد يواجه الآن «مستنقعاً دبلوماسياً». ويعتقد الأسد أن لديه القدرة على «الانتظار» أكثر من القوى الأجنبية في سوريا، لاسيما تركيا والولايات المتحدة، ولكن «سيمضي الكثير من الوقت قبل أن يستطيع بسط سيطرته الحقيقية على بقية البلاد إذا استطاع»، كما قال «ليش». ونشأ الصراع من الاحتجاجات الشعبية ضد الأسد، وتطور إلى حرب أهلية لا هوادة فيها عندما ردّ الأسد باستخدام القوة. ودمرت الحرب مناطق شاسعة في سوريا وساعدت على صعود تنظيم «داعش» وتأجيج الطائفية وشهدت الاستخدام الأكثر دموية للأسلحة الكيميائية منذ الثمانينيات. ولا يزال الغرب يأمل أن تمارس روسيا ضغوطاً على الأسد. وتحجب البلدان الغربية مساعدات إعادة الإعمار حتى يتم تنفيذ عملية الانتقال السياسي. وفي عام 2015 كانت الدولة السورية تسيطر على أقل من خُمس سوريا. ووصلت القوات الجوية الروسية ليتحول مسار الحرب في سبتمبر الماضي. ويسيطر الأسد الآن على نحو 58 في المئة من سوريا وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بما في ذلك المدن الرئيسة والساحل امتداداً إلى الصحراء غرب نهر الفرات. واتسعت أهداف الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد من محاربة «داعش» إلى كبح جماح إيران وتمهيد الطريق دبلوماسياً لرحيل الأسد في نهاية المطاف، رغم أن دعوة واشنطن إلى «الصبر» على هذا الصعيد تشير إلى صعوبات في تحقيقه. وقال «جوشوا لانديس» الخبير في الشؤون السورية: «إن السوريين يحلمون بكيفية استخدام حرب العصابات ضد الأميركيين، لكن من الصعب الوصول إليهم وهم محميون من قبل وحدات حماية الشعب، فقد أصبحت الولايات المتحدة أكثر ذكاء بشأن احتلال الدول». وتوقع مسؤول كبير في المعارضة أن تستقر سوريا على تقسيمها إلى مناطق نفوذ. وقال «يمكن أن تظل هكذا لمدة عامين أو عشر سنوات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©