الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«صالون القراءة» يبحث أسرار وسحر «مائة عام من العزلة»

15 مارس 2018 21:41
غالية خوجة (دبي) لم يكن يعلم غابرييل غارثيا ماركيز أن حكايا جدته سوف يرويها العالم ذات يوم، تلك الحكايات التي ارتكز عليها ماركيز في واقعيته السحرية ورواياته المنطلقة إلى العالم، لتنال جائزة نوبل عام (1982)، وتترجم روايته (مائة عام من العزلة) إلى (30) لغة، بعدما نشرت لأول مرة عام (1967)، وتحدث ماركيز عن ذكرياته معها، وكيف أرسل نصفها الأول بالبريد، ريثما تتوفر لديه أجرة البريد لنصفها الثاني، ولكنه بكل تأكيد لم يكشف أسرار بنيتها الجمالية المتنوعة التي تساءل عنها صالون القراءة في مقر ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع بحر الثقافة، في جلسته، أول أمس، بحضور بلال البدور وشخصيات ثقافية وإعلامية وقراء ومهتمين. حول هذه الرواية التي سردت أحداث المدينة والناس من خلال القرية الخيالية (ماكوندو) وسكانها الممتدين لستة أجيال عبْر سيرة عائلة (بويندبا)، قال علي عبيد نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة أثناء تقديمه الجلسة: القارئ يعاني أضعاف المؤلف، ولا بد من التركيز الشديد، لأن تشابهات الأسماء والأحداث والتكرار قد يشتت، لاسيما وأن السحر، والواقع، والأسطورة، واللا واقع، هي أهم ما يميز الواقعية السحرية في أعمال ماركيز، بينما أكدت الكاتبة الإعلامية عائشة بو سلطان مديرة الجلسة على التداخلات المتعددة بين ماركيز وشخوصه، لكنْ، رغم تشابُك الخيوط فإن الأحداث لا تضيع، وربما فقد ماركيز ذاكرته قبل موته لأنه حوّلها إلى روايات عظيمة، وأشارت إلى لحظة واقعية من حياة ماركيز: عندما مات البطل أورليانو، صعد المؤلف إلى سطح البيت وبكى بحرقة، فسألته أخته: هل مات الكولونيل؟ شارك الحاضرون في الجلسة، ورأت الكاتبة صالحة عبيد أن كتّاب أمريكا اللاتينية استفادوا من ألف ليلة، وأن المكان المتخيل وراء المستنقعات جعلها تستنتج أن الضيق يقود إلى الاتساع، وأن القراءة لا تتعلق بعمر، بل بالسؤال، أو قلق المعرفة. ولفتت الكاتبة فتحية النمر إلى المخيلة المتواصلة مع هطول المطر لخمسة أعوام متواصلة، وشخص يختفي فجأة، وشخص يطير، بينما قال الكاتب ناصر عراق: أن ماركيز تحدث عن نشأة الكون والصراعات الإنسانية مستفيداً من الموروث الإنساني، واستنتج أن الرواية تخبرنا بأن لا نبحث عن تفسير عقلاني للحياة، ولاحظ الإعلامي نادر مكانسي أن غجر الرواية هم ذاتهم الغجر في سورية وأي مكان، وهذا يدل على شمولية البعد الإنساني في أعمال ماركيز، ورأت القارئة الشابة هالة أن صوت المرأة أعجبها لأنه صوت يدور مع تدوير الزمان، بينما قال القارئ الشاب إسماعيل: لم أشعر بالملل، لكن، كان عليّ أن أقرأ الرواية أكثر من مرة لأظل متواصلاً معها، ورأت القارئة مريم أن شجرة العائلة معقدة، وأن المرأة هي سر القوة والوجود، وأكد د.عمر عبد العزيز، الأسلوب الجديد الذي ابتكره ماركيز كونه غيّر أساليب الكتابة الروائية في العالم، وهي سمة أعماله الأخرى مثل الحب في زمن الكوليرا، البحار الغريق، ليس للكولونيل من يكاتبه، وكل عمل من أعماله بنية لا تتشابه مع الأخرى، وأكد أن المصائر مكتوبة سلفاً، والحياة محكومة بالنمو، ثم الصراع ثم الفناء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©