الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

المشركون يستعجلون قيام الساعة وهلاكهم

15 مارس 2018 21:21
أحمد محمد (القاهرة) لما أنزل الله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ)، «سورة القمر: الآية 1»، قال الكفار بعضهم لبعض، إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء، قالوا ما نرى شيئا، فأنزل الله: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ)، «سورة الأنبياء: الآية 1»، فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة، فلما امتدت الأيام قالوا يا محمد، ما نرى شيئاً مما تخوفنا به، فأنزل تعالى: (أَتَى? أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى? عَمَّا يُشْرِكُونَ)، «سورة النحل: الآية 1». قال ابن كثير، يخبر تعالى عن اقتراب الساعة ودنوها معبراً بصيغة الماضي الدال على التحقق والوقوع لا محالة، فلا تستعجلوه، ثم إنه تعالى نزه نفسه عن شركهم به غيره، وعبادتهم معه ما سواه من الأوثان والأنداد، تعالى وتقدس علوا كبيرا عما يشركون. وقال محمد أبو زهرة في «زهرة التفاسير»، كان المشركون يتلقون وعد النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالغلب في الدنيا أو العذاب الأليم في الآخرة بالاستهزاء، والسخرية مبالغة في الإنكار، ويتحدون النبي أن ينزل بهم ما ينذرهم به، وأتى أمر الله، أي تقرر أمره تعالى وما يقرره قد أتى فيه قراره، وتعلقت به إرادته، وإذا كان قد أتى فلا تستعجلوه، لأنه قد قرر فهو واقع لا محالة، واستعجالكم لا يعجله، وسكوتكم لا يؤجله. وقال القاسمي، تقرر في غير ما آية، أن المشركين كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو إهلاكهم، كما فعل يوم بدر، استهزاء وتكذيبا بالوعد، فقيل لهم، أتى أمر الله، أي ما توعدونه، والتعبير عنه بـ «أمر الله»، للتفخيم والتهويل، وللإيذان بأن تحققه في نفسه وإتيانه منوط بحكمه النافذ وقضائه الغالب، وإتيانه عبارة عن دنوه واقترابه، ثم إنه تعالى نزه نفسه عن شركهم به غيره، وعبادتهم معه ما سواه، من الأوثان والأنداد، الذي أفضى بهم إلى الاستهزاء والعناد، واعتقادهم أنها شفعاؤهم إذا جاء الميعاد. وقال ابن الجوزي في «زاد المسير»، المراد: بـ «أمر الله»، خمسة أقول، أنها الساعة، أو خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أنه الأحكام والفرائض، أو عذاب الله، أو وعيد المشركين، «فلا تستعجلوه»، لا تطلبوه قبل حينه. وقال السمين الحلبي في «الدر المصون»، المراد بأمر الله يوم القيامة، وإنما أبرز في صورة ما وقع وانقضى تحقيقاً له ولصدق المخبر به، والمراد به مقدماته وأوائله، وهو نصر رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تستعجلوا عذاب الله. وقال البقاعي في «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور»، ختم الله سورة «الحجر»، بالإشارة إلى إتيان اليقين، وهو صالح لموت الكل، ولكشف الغطاء بإتيان ما يوعدون مما يستعجلون به، استهزاء من العذاب في الآخرة، بعد ما يلقون في الدنيا، ابتدأ سورة النحل بمثل ذلك، وافتتحها باسم الله الأعظم الجامع لجميع معاني الأسماء، لأن ذلك أليق بمقام التهديد، وعبر عن الآتي بالماضي، إشارة إلى تحققه تحقق ما وقع ومضى، وإلى أن كل آت ولا بد قريب، فقال أتى أمر الله الملك الأعظم، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، بما يذل الأعداء، ويعز الأولياء، ويشفي صدورهم، ويقر أعينهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©