استمرار إجلاء الأجانب و50 ألف نازح يفرون إلى تونس

تواصلت العمليات البحرية والجوية والبرية أمس بمشاركة عدد كبير من الدول، لإجلاء الرعايا الأجانب المقيمين في ليبيا التي تشهد احتجاجات واضطرابات مناهضة للنظام الحاكم منذ 12 يوماً، فيما استمر تدفق الفارين باتجاه الحدود المصرية والتونسية. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة في وقت متأخر أمس الأول، بأن ما بين 40 إلى 50 ألف مهاجر هربوا من ليبيا منذ الاثنين الماضي، واجتازوا الحدود البرية مع تونس، في حين بدأت السلطات المصرية أمس، زيادة رحلات الجسر الجوي لإجلاء رعاياها العاملين في ليبيا، حيث وصلت أمس 27 رحلة طيران من مطاري طرابلس وجربا بتونس، في وقت تعذر فيه إيصال أي مساعدة طبية إلى ليبيا، بحسب الهلال الأحمر التونسي ومنظمة "أطباء بلا حدود". وبالتوازي، أكدت الحكومة الصينية أنها تمكنت حتى أمس من إجلاء نحو 16 ألف من رعاياها الذين يعملون في ليبيا التي تشهد اضطرابات واحتجاجات شعبية منذ حوالي أسبوعين. وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة جيميني بانديا للصحفيين أمس، إن نحو 7408 أشخاص اجتازوا الحدود التونسية عبر نقطة رأس جير خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد المهاجرين الذين فروا من ليبيا إلى تونس لما بين 40 إلى 50 ألف شخص. وأكثر من نصف الوافدين الجدد مصريون، كذلك شملت اللائحة 852 تونسياً و1282 صينياً. ولتمويل أنشطتها الحدودية، طلبت منظمة الهجرة، من الدول المانحة مبلغ 11 مليون دولار. وستسمح هذه الأموال خصوصاً بإعادة الأشخاص إلى بلدانهم الأصلية مساعدة وحماية العمال المهاجرين الذين اجتازوا الحدود متكبدين مخاطر كبيرة". وأشارت بانديا إلى أن تدفق المهاجرين، خصوصاً الليبيين، إضافة إلى النساء والأطفال، في ازدياد مستمر. وأعلن المنجي سليم رئيس فرع الهلال الأحمر التونسي في مدينة بنقردان الواقعة غرب المركز الحدودي في رأس جدير "أبلغتنا القنصلية المصرية في تونس أن السلطات المصرية ستنظم 17 رحلة جوية اليوم" لإجلاء مواطنين مصريين، وأنها "سترسل باخرة إلى مدينة جرجيس" (جنوب شرق) البلاد. وقال "يستمر وصول آلاف المصريين إلى الحدود ويتم إيواؤهم في ظروف سيئة، حيث لا يوجد ما يكفي من الأغطية، وقدرة الإيواء محدودة". واستمر عبور آلاف العمال المصريين المرهقين والمصدومين، الحدود التونسية وهم يجرون حقائب وأغطية. وأكد المهندس حسين مسعود، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران أمس، "بدأنا صباح اليوم "أمس" تسيير 11 رحلة طيران إلى طرابلس و16 طائرة إلى مطار جربا في تونس لنقل المصريين الذين نزحوا من الأراضي الليبية" . كانت صالة الوصول بالمطار القديم بالقاهرة استقبلت الليلة قبل الماضية 21 طائرة تقل 6350 مصرياً، منها 9 طائرات قادمة من طرابلس، و12 رحلة من جربا التونسية، وتبين وجود 23 مصاباً بإصابات مختلفة تم تقديم الإسعافات اللازمة لدى وصولهم. وأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية مساء أمس الأول أن باخرتين في طريقهما إلى تونس لإعادة المصريين إلى بلادهم. من ناحيتها، أجلت سوريا 2200 من مواطنيها من ليبيا منذ الأربعاء الماضي، عن طريق تسيير رحلات جوية وإرسال سفن لنقل الرعايا الراغبين في العودة إلى البلاد. وأوضحت مدير عام مؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبداللطيف عن "تسيير 11 رحلة خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى طلبها الحصول على 10 رحلات إضافية اليوم. كما أعلن وزير النقل السوري يعرب بدر أن سفينة سورية تتسع لحوالي ألف شخص، دخلت رصيف ميناء بنغازي"، مشيراً إلى أن سفينة ثانية ستصل إلى ليبيا لاستكمال عمليات النقل". وبالتوازي، ناشدت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية وسائل النقل البحرية كافة التابعة للدول الشقيقة والصديقة، والتي ترسو في ميناء بنغازي، بقبول إجلاء الرعايا اللبنانيين الراغبين في الرحيل على متنها، حتى ولو كان البعض منهم يحمل جوازات سفر لبنانية منتهية الصلاحية. في واشنطن، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في بيان أمس، "أننا نعلم أنه قد يكون هناك أميركيون لا يزالون في ليبيا في حاجة إلى مساعدة لمغادرة البلاد"، وذلك بعد وصول سفينة استأجرتها الولايات المتحدة وعلى متنها أكثر من 300 شخص إلى مرفأ فاليتا عاصمة جزيرة مالطا الليلة قبل الماضية. وأعلن كرولي أن أكثر من نصف ركابها أميركيون، بينهم 30 دبلوماسياً وعائلاتهم. وأبحرت سفينة البحرية البريطانية إتش إم إس كمبرلاند من مدينة بنغازي الليبية، ووصلت إلى جزيرة مالطا على البحر المتوسط، وعلى متنها 207 أشخاص تم إجلاؤهم أمس. كما أقلت سفينة عسكرية إيطالية "سان جورجيو" الليلة قبل الماضية، 245 شخصاً من مرفأ مصراتة باتجاه كاتانا في صقلية، وستصل إلى وجهتها اليوم. وذكرت سيؤول أمس، أن رحلة طيران عارض (شارتر) ثانية توجهت إلى ليبيا في لإجلاء كوريين جنوبيين بعد أن وصلت طائرة أولى على متنها 236 مواطناً الليلة قبل الماضية. كما غادرت طائرتان هنديتان نيودلهي ومومباي في وقت مبكر أمس، إلى طرابلس في بداية عملية إجلاء الرعايا الهنود. وأعلنت الحكومة الصينية أمس، أنها تمكنت حتى أمس من إجلاء نحو 16 ألفاً من رعاياها الذين يعملون في ليبيا. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية أمس، أنه تم إجلاء الرعايا إلى كل من اليونان وتونس ومصر ومالطا، حيث من المقرر أن يتم إجلاؤهم بجسر جوي حكومي وطائرات تجارية إلى الصين بأسرع ما ممكن. ورست باخرة تقل ألفي صيني تم إخلاؤهم من بنغازي في مالطا. كما رست باخرة أخرى تقل 3 آلاف صيني في جزيرة كريت اليونانية. وبدورها، قالت الشرطة في داكا إن أسر وأقارب مغتربين تقطعت بهم السبل الآن في ليبيا، سدوا طريقاً قرب العاصمة لساعات عدة أمس للمطالبة بسرعة إعادتهم إلى الوطن. وغادر نحو 1500 مغترب من بنجلادش ليبيا ولجأوا إلى دول مجاورة. وقال مسؤولو وزارة الخارجية إن أكثر من 50 ألف شخص من بنجلادش يعملون في شركات ليبية وعالمية في مناطق مختلفة في بنغازي أساساً. ليبيا تفرض تأشيرة دخول على المصريين والتونسيين رأس جدير (تونس) (أ ف ب) - فرضت ليبيا على جميع الرعايا الراغبين في دخول البلاد الحصول على تأشيرة دخول بما في ذلك المصريون والتونسيون الذين كانوا حتى الآن معفيين من هذا الإجراء، كما صرح مسؤول في الهلال الأحمر التونسي لفرانس برس الليلة قبل الماضية. وقال منجي سليم رئيس اللجنة الإقليمية للهلال الأحمر التونسي في بن قردان، وهي أول مدينة بعد نقطة حدود رأس جدير على الحدود بين البلدين، أن "الليبيين فرضوا التأشيرة على كل الأجانب بما فيهم المصريون والتونسيون الذين لم يكونوا في حاجة إلى ذلك سابقاً". وفرت أعداد تقدر بعشرات الآلاف من ليبيا منذ الاثنين الماضي، عبر الحدود البرية للبلاد ومعظمهم من التونسيين والمصريين.