الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..نحو استراتيجية للتحصين من التطرف

غدا في وجهات نظر..نحو استراتيجية للتحصين من التطرف
24 فبراير 2015 20:39

نحو استراتيجية للتحصين من التطرف
يقول د. عبدالحميد الأنصاري: أصبح «الجهاد الأكبر» أمام دولنا ومجتمعاتنا، اليوم، هو الجهاد من أجل «تحصين» عقول ونفوس شبابنا، من أمراض التطرف والكراهية والعنف، وهي أمراض عابرة لحدود الأوطان والمجتمعات.
فكيف نحمي أبناءنا -جيل المستقبل وقادته- من هذا الوباء السرطاني الذي ينمو ويستشري ويسيطر على عقول وقلوب قطاع متزايد من شبابنا؟! في العديد من مقالاتي السابقة، طالبت كما طالب كثيرون، الجهات المسؤولة عن التوجيه والتثقيف والتربية، بوضع «استراتيجية» وطنية للتحصين الثقافي والديني، تشارك فيها كافة المؤسسات الرسمية والشعبية في دولنا.
وفي هذا السياق، طالب الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، خالد الغساني، بإيجاد برامج ثقافية وإعلامية خليجية ضد الفكر المتطرف.
وسبق لوكيل وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية، سلمان بن محمد العمري، أن طالب بتفعيل منظومة لحماية «الأمن الفكري» باعتبارها مسؤولية مجتمعية مشتركة، تبدأ بالتربية الإسلامية الصحيحة، وهي مسؤولية الأسرة بالأساس، تليها المؤسسات التعليمية والجامعات، ثم المؤسسات المعنية بالدعوة والإعلام والعمل الاجتماعي والثقافي، والجهات الأمنية وغيرها.
إننا مسؤولون عن حماية عقول أبنائنا وشبابنا، من أي محاولات لإفسادها وتخريبها، وليس من العدل تحميل رجال الأجهزة الأمنية وحدهم مسؤولية الرقابة على العقول، إذ لا يمكنهم ذلك في عصر لا يستطيع فيه كثير من الآباء مراقبة ما يتعرض له أبناؤهم عبر شاشات الفضائيات ومواقع الإنترنت.
الحلول الأمنية، أشبه بالعمليات الجراحية، لذلك فهي آخر العلاج، لكن الأفضل منها الحلول الوقائية عبر عمليات التحصين الثقافي والفكري ضد فكر التطرف والعنف والكراهية.
إن دولنا تلجأ إلى تحصين الناشئة منذ نعومة أظفارهم باللقاحات الواقية من الأمراض الفتاكة، فلماذا لا تضع استراتيجية واقية من أمراض التطرف الفكري الذي يعد أشد فتكاً وضراوة بالعقول والنفوس؟!
لماذا لا يتبنى مجلس التعاون الخليجي، استراتيجية خليجية لتحصين المجتمعات الخليجية ثقافياً ودينياً وفكرياً؟
لقد أحسنت دولة الإمارات العربية المتحدة بانتهاجها سياسة وطنية وقائية ضد أمراض التطرف والكراهية والعنف، من أبرز عناصرها:
1- دعم الإعلام الإيجابي المعزز لقيم الاعتدال والتسامح وقبول الآخر، والانفتاح على الثقافات الإنسانية والفنون والآداب والموسيقى، وهي نتاجات كفيلة بتعزيز ثقافة المحبة والتسامح في نفوس الناشئة وتغيير نظرتهم للعالم وتهذيب سلوكياتهم.
2- حظر الترويج لأفكار التطرف والكراهية والإساءة للأديان والمعتقدات.
3- منع رموز التحريض على التطرف والعنف والكراهية من دخول البلاد.
يجب صيانة بيوت الله تعالى من اللغو والعبث، مصداقاً لقوله تعالى: «وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً»،ومن هنا تأتي ضرورة إبعاد الدين وإخراجه من ساحة الصراعات السياسية والأيديولوجية، وهي البداية الحقيقية لتحجيم ثقافة العنف الديني.
فالسلطة وإدارة الشأن العام، شأن بشري بحت، «أنتم أعلم بأمور دينكم»، وإن كانتا لا تستغنيان عن هدي السماء متمثلاً في القيم الدينية والأخلاقيات والتعاليم.

أميركا بين محاربة الإرهاب وصناعته
يقول د. وحيد عبدالمجيد: كان الإرهاب في عالم عام 2001 عندما أعلنت الولايات المتحدة الحرب عليه أقل حجماً وقدرة وانتشاراً مقارنة بما أصبح عليه الآن. وليس هناك إلا معنى واحد يمكن استخلاصه من هذه المقارنة، وهو فشل السياسة الأميركية التي أدت إلى توسع الإرهاب بدلا من القضاء عليه، فضلا عن صناعة أشكال وأجيال جديدة منه آخرها حتى «داعش».
ومع ذلك، لم تُقدم مؤسسات صنع القرار الأميركية على مراجعة جوهرية صريحة للسياسة التي اتُبعت في محاربة الإرهاب وإجراء نقد ذاتي لتوجهاتها. وتحفل هذه السياسة في العراق وأفغانستان بكم هائل من الدروس التي يصعب التطلع إلى سياسة جديدة في مواجهة الإرهاب من دون استيعابها. غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث عندما اتجهت واشنطن في نهاية الصيف الماضي إلى تشكيل «تحالف دولي» جديد في مواجهة تنظيم «داعش»، ولذلك تثير مبادرتها لعقد «المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب»، نهاية الأسبوع الماضي، التساؤل عما إذا كانت هذه بداية مراجعة متأخرة لسياستها.
ورغم أن الفكرة وراء عقد ذلك المؤتمر تعبر عن إدراك لأهمية العوامل المؤدية إلى التطرف الذي يتحول إرهاباً، بعد أن كان الاهتمام الأميركي متركزاً في النتائج المترتبة على هذه العوامل، فقد لا يكفي ذلك لإجراء مراجعة جادة وجوهرية لسياسة ثبت إخفاقها. وترتبط جدية هذه المراجعة بإجراء نقد ذاتي يشمل الاعتراف بالتقصير في دعم الدول العربية التي انتبهت إلى أهمية العوامل المؤدية للإرهاب، وسعت لمعالجة الأسباب التي تدفع للتطرف الديني، ونصحت واشنطن بانتهاج سياسة معتدلة تجاه قضايا المنطقة، وخاصة قضية فلسطين والتمدد الإقليمي الإيراني.

أميركا.. تدخلات غير موفقة في الشرق الأوسط
حسب ويليام فاف :يبدو أن مصر دخلت الحرب على «داعش» من بابها الواسع عندما هاجمت قواتها المسلحة مواقع الجهاديين في ليبيا رداً على قتل 21 قبطياً مصرياً بالطريقة البشعة التي رأيناها، وهي الجريمة التي بررتها «داعش» بكون هؤلاء الأقباط من الصليبيين، والحال أنه لا علاقة للمصريين المسيحيين بالصليبيين، ما يدلل على مدى جهل الإرهابيين بالتاريخ، ذلك أن المسيحية في مصر تعود بجذورها التاريخية إلى أبعد من الحروب الصليبية، كما أن منتسبيها هم من سكان مصر الأصليين وكانوا على تلك العقيدة حتى قبل مجيء الإسلام في القرن السابع الميلادي، بيد أن الجهل لا يقتصر فقط على «داعش»، بل يمتد أيضاً إلى الولايات المتحدة عندما قررت غزو العراق تحت رئاسة بوش الذي وصف الحرب ب «الحملة الصليبية» التي سرعان ما تلقفتها أوساط مسيحية في الولايات المتحدة مثل الكنائس الإنجيلية البروتستانتية لتصبح بعدئذ كلمة رائجة في الشرق الأوسط، والمفارقة أنه من نتائج هذه «الحملة الصليبية» التي أطلقها بوش ما كان لها من وبال على المسيحيين في الشرق، وعلى كنائسهم القديمة سواء في سوريا، أو العراق، هؤلاء المسيحيون الذين عاشوا في المنطقة منذ ظهور المسيح وصار ينظر إليهم اليوم على أنهم عملاء للأميركيين.
وفيما كان الجميع يترقب انتهاء الحروب الأميركية في الشرق الأوسط التي انطلقت في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وأفغانستان، ثم تمددت إلى أفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة الساحل، انسجاماً مع وعود أوباما الذي أراد تقليص الحضور العسكري للولايات المتحدة في العالم، إلا ما نشهده هو توسع للحرب بسبب استمرار السذاجة الغربية التي يعبر عنها مسؤولون وعسكريون من خلال مقولات «نشر الديمقراطية» و«دعم الربيع العربي»، وهناك مسؤولون داخل إدارة أوباما مازالو يعتقدون أنه من واجب أميركا التدخل لإنقاذ الشعوب في الشرق الأوسط من الحروب المنتشرة، وذلك بفتح جبهات معارك جديدة والتخلص من الأنظمة الديكتاتورية.

داعش».. حلول متعددة الجوانب
يقول والتر بينوكس: في خضم الصراعات السياسية في واشنطن والتحيزات الحزبية المستفحلة يمكن دائماً توقع الخلاف والجدل، فعندما تبرز مشكلة في السياسة الخارجية لا حل بسيط لها مثل محاربة الإدارة الأميركية لتنظيم «داعش» الإرهابي ينبري المعارضون لانتقاد أوباما على شيء ثانوي لا يستحق أصلاً الانتباه. وإليكم دليل ساطع على ذلك ألا وهو الجدال الدائر حول الحقل الدلالي للعبارات التي اختارها الرئيس، فعشية المؤتمر الذي عقده البيت الأبيض حول التطرف العنيف أوضح أوباما سبب تفادي استخدام عبارة «الجهاديون الإسلاميون الراديكاليون»، ذلك أن الجماعات المتشددة مثل «داعش»، أو «القاعدة»، يقول أوباما: «تحاول جاهدة تصوير نفسها على أن عناصرها هم قادة دينيون، وأنهم محاربون مقدسون يدافعون عن الإسلام»، تلك الجماعات، أضاف أوباما، «تروج لفكرة أن أميركا، والغرب عموماً، يخوضون حرباً ضد الإسلام، وهذه هي الطريقة التي يجندون بها الأتباع، ويدفعون من خلالها الشباب إلى الراديكالية، ويقنعونهم بأنهم يمثلون الإسلام، وهي بالطبع فكرة مغلوطة»، غير أن هذه التوضيحات التي حرص أوباما على إبدائها يتم تجاهلها من قبل خصومه والتركيز بدلا منها على الأشياء الثانوية.
وكمثال على هذا النوع من المعارضة لم ينتظر السيناتور «الجمهوري»، «توم كوتن» من أركينسو، كثيراً للرد في برنامج تلفزيوني على قناة «سي إن إن»، قائلا: «إن يطلق الرئيس عبارة التطرف العنيف بدلاً من الجهاديين الإسلاميين الراديكاليين هو دليل على مدى استهانته بأعدائنا»، لكن هل تساءل السيناتور المحترم كيف يمكن لرئيس يقصف «داعش» ليل نهار في العراق وسوريا، ويرسل مستشارين عسكريين لمساعدة القوات المحلية على محاربة الإرهاب في البلدين، كما رخص بعمليات مكافحة التجسس ضد الإرهابيين حول العالم أن ينظر إليه على أنه «يستهين» بالأعداء؟ بل إن عضو الكونجرس الجمهوري مايكل ماكول من تكساس ورئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، ذهب إلى أكثر من ذلك بقوله: «أعتقد أننا في حرب ضد الإسلاميين الراديكاليين، وأعتقد أنه من الضروري تعريف العدو وتحديده لإلحاق الهزيمة به ودحره»، وأضاف ماكول: إن الرئيس يحاول (التحلي بنوع من الاستقامة السياسية وعدم تسمية الأشياء بمسمياتها، فلو سألنا داعش هل يحاربوننا لقالوا نعم، ولأكدوا أنهم يفعلون ذلك من منطلقات دينية).

كذبة أعداء الإسلام والأمَّة. . سبب الآلام والغُمَّة!
يقول محمد أبو كريشة: استطاع تيار الإرهاب والتطرف، وعلى رأسه بالطبع، تيار «الإخوان»، تسويق فكرة غريبة ومغلوطة على مدى عشرات السنين، وهي مصطلح، أو شعار (أعداء الأمة أو أعداء الإسلام) وتوسع هذا التيَّار جداً في تسويق هذا المصطلح حتى أقنع الدهماء والعامة، وهم للأسف جل الجماهير والشعوب العربية. وشيئاً فشيئاً، نجح هذا التيار الإرهابي في إقناع الناس بأن أعداء الأمة أو أعداء الإسلام هم كل الذين لا ينضمون إلى هذا التيار. وهي نفس فكرة «من ليس معنا فهو ضدنا»، وعندما حشد التيار الإرهابي الجماهير معه لتبني خطاب (أعداء الإسلام أو أعداء الأمة)، انتقلت الفكرة أو المصطلح من العدو الخارجي (إسرائيل وأميركا) العدو السياسي - إلى فكرة العدو الديني - (اليهود والنصارى والعلمانيين والديمقراطيين والقوميين والشيوعيين)، وتطورت فكرة العدو الديني إلى فكرة المؤمنين في مواجهة الكفرة، وتم اختزال معسكر الإيمان في فريقين، هما السُنة في مواجهة الشيعة، ثم السُنة في مواجهة السُنة والشيعة في مواجهة الشيعة - وبالتدريج أيضاً أصبح عدو أو أعداء الأمة في داخلها وليسوا من خارجها.

الانسحاب من أفغانستان..دواعي المرونة
يرى كريج ويتلوك أن الولايات المتحدة وأفغانستان تقتربان من التوصل لإعادة صياغة الجوانب الرئيسية من خطتهم لإنهاء المشاركة العسكرية الأميركية في الحرب ضد مقاتلي «طالبان» و«القاعدة» في كابول.
وفي ظهور مشترك لهما، اعترف الرئيس الأفغاني أشرف غني ووزير الدفاع الأميركي «أشتون كارتر»، الذي زار أفغانستان في الآونة الأخيرة، أنهما يعيدان النظر في وتيرة الانسحاب العسكري الأميركي، ونطاق وتواتر الغارات الأميركية لمكافحة الارهاب، وما إذا كان يتعين عليهم الاحتفاظ بقواعد أميركية مفتوحة لفترة أطول مما كان مخططا له.
وبالرغم من أنهما رفضا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، فقد أشارا إلى أن اتفاقاً جديداً قد يتم التوصل إليه خلال الشهر المقبل، أثناء زيارة غني لواشنطن للقاء أوباما.
ومن ناحية أخرى، اعترف قادة عسكريون أفغان وأميركيون في وقت سابق بأنهم يمارسون ضغوطاً على أوباما لإعطاء مهلة أكبر لتحديد مدى سرعة انسحاب القوات الأميركية المتبقية في أفغانستان، وقوامها 10600 جندي خلال العامين القادمين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©