السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البصرة تودع دوي المدافع وتستقبل زغاريد الأفراح

البصرة تودع دوي المدافع وتستقبل زغاريد الأفراح
1 مايو 2008 03:00
فتح حيدر لفتة أبواب متجره لتأجير الآلات الموسيقية والاتفاق مع الفرق الموسيقية من أجل الحفلات وأزاح التراب عن عود خشبي، ولم يتمالك لفتة البالغ من العمر 26 عاماً نفسه من الفرحة، وكان قد تخلى عن عمله منذ ثلاثة أعوام بعد أن قصفت ميليشيات شيعية متجره ثم هددت بقتله، وقال لفتة: ''أشعر بسعادة بالغة، هؤلاء المتطرفون قصفوا متجري ثلاث مرات، ولكنهم ذهبوا الآن ويمكنني العودة للعمل·'' وبعد اشتباكات مع قوات الحكومة تراجع مقاتلون يعلنون ولاءهم للزعيم الشيعي مقتدى الصدر عن الشوارع التي كانوا يسيطرون عليها يوماً مَّا في مدينة البصرة الجنوبية· وعاد الهدوء إلى الشوارع· وأعادت المتاجر والمقاهي فتح أبوابها مع اختفاء الشبان الذين تسببوا في إغلاقها لأعوام، معلنين أن الموسيقى حرام، كما كانوا يهددون بقتل النساء غير الملتزمات بالحجاب· واندلعت أعمال العنف في البصرة بنهاية مارس الماضي عندما أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحملة عسكرية ضد الميليشيات التي كانت تسيطر على جزء كبير من المدينة· وقالت أزهار عبدالرزاق، وهي بائعة تبلغ من العمر 40 عاماً تحولت إلى ربة منزل بعد إغلاق الميليشيات للمتاجر، ''اعتدت إدارة متجر لملابس النساء في وسط المدينة ولكن تحتم عليّ الإغلاق بعد تهديدات بالقتل··· الآن أفكر في إعادة فتح المتجر·'' وتحذر رسالة مكتوبة بأحرف حمراء كبيرةٍ على جدار في وسط البصرة النساءَ اللائي يضعن الزينة أو لا يلتزمن بارتداء الحجاب ''بعقوبة صارمة''· ولم يكتف أعضاء الميليشيات بإغلاق الحانات بل أغلقوا أيضاً المتاجر وبعض أقسام الجامعات وصالونات التجميل، ويقول كثير من سكان البصرة إنهم اكتفوا·· ويحب العراقيون الحفلات ولكن لم تشهد شوارع البصرة في السنوات الأخيرة سوى القليل منها، وكانت حفلات الزواج التقليدية تقام سراً خشية التعرض لهجمات الميليشيات· ولكن هذا بدأ يتغير·· وقال كاظم مغماس (49 عاماً) وهو يستقبل الضيوف في منزله في المعقل بشرق البصرة التي كانت ذات يوم معقلاً للميليشيات: ''ابني محظوظ·· حل موعد زواجه بعد عمليات شنها الجيش ضد ميليشيات جيش المهدي وتمكنا من إقامة حفل''· طلب ''لفتة'' المحاط بالآلات الموسيقية من طبول بمختلف الأحجام إلى الناي والعود وبيانو كهربائي من اثنين من العمال تنظيف المتجر ذي الإضاءة الضعيفة، وقال بعد ساعات من إلقاء مسلحين مجهولين قنبلة على المتجر في محاولة جديدة لتخويفه ''سأرفض أن أغلق ثانية، هذا حقي وهم لن يمنعوني·'' واحتفل لفتة والموسيقيون الذين يعملون لديه بتراجع الميليشيات· وتابع: ''أوقفنا موكب حفل زفاف في الشارع وعزفنا الموسيقى··· نزل الجميع ورقصوا·''
المصدر: البصرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©