الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة أوباما تشحذ همة المدونين في الكتابة

زيارة أوباما تشحذ همة المدونين في الكتابة
10 يونيو 2009 01:00
استأثرت زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للشرق الأوسط باهتمام الجميع، وانبرى الإعلاميون والصحفيون، وحتى المدونون، إلى كتابة مواضيعهم عنها، فهاهو المدون المصري طارق الغنام يكتب في مدونته بورسعيدي http://ghnam2312.maktoobblog.com: جرائدنا وإعلامنا في الأيام الأخيرة ومنذ إعلان أوباما عن زيارته للقاهرة ليلقي بياناً إلى الأمة الاسلامية، وهى تعيش فى محفل.. فتطالعنا بالآمال المنشودة من الزيارة، وتهتف بقيمه القاهرة التي أعلن أنَّها ستكون المنبر لكلمته، وتعالت صيحات التفاؤل، وكأنَّ أوباما سيدخل القاهرة مرتدياً عمامة الأزهر، ويقول إنَّه جاء ينصر دين محمد – صلى الله عليه وسلم - وإنه سيعيد القدس والاراضي المحتلة إلى أبنائها، ورغم قناعتي بأنَّ أوباما يختلف عن بوش، إلا أنَّ أميركا لها استراتيجيتها الثابتة في التعامل مع الإسلام والمسلمين، وترجع استراتيجيتهم لعدة أسباب. أولها: قناعتهم أنَّهم يمثلون العلم والتقدم، والمسلمون يمثلون الجهل والرجعية والتخلف... ثانيها: أنَّ ما يجرى أمامنا غير ما يدور وراء الكواليس، فأوباما ليس بيده صنع القرار وحده، ويقع في قبضة لوبي له الأثر على قرارات البيت الأبيض، متمثلاً فى إعلام يمتلكه يهود وصهاينة، سواء مقروء أو مرئي أو مسموع، زيادة على بيوت المال والبورصات والبنوك. وأن المبشرين بزيارة أوباما يمنون أنفسهم بأنَّه سيوازن فى العلاقة بين العالم الاسلامي والعربي وبين العلاقة بإسرائيل، وأنَّه سيدفعها إلى قبول مشروع سلام متكافئ، وهذه أمنيات العاجز الذي لا حيلة له الا انتظار الآخر ليجنبنا كارثة، أو ليعيد لنا حقوقنا المسلوبة.. إنَّ أمريكا تندد بالإرهاب، وتستخدمه ضدنَّا، وترفع شعارات حقوق الانسان على الجميع، وهم أول من يعبثون بحقوقنا، ويكفي موقف أوباما الأخير من عدم الموافقة على نشر صور التعذيب والاغتصاب للسجينات العراقيات، وكان الواجب عليه فتح تحقيق موسع ومجازاة المتسبب.. ربما سيأتي أوباما يتحدث عن أنَّ الاسلام دين سلام، وأنَّه يختلف عن الإرهاب.. ربما سيضع بعض وجهات النظر لتقريب المسافات بين الإسلام والغرب، ولكن لا تنتظروا من أوباما الكثير أو تنتظروا أن يعاملنا معامله الند للند، أو يوازن بيننا ونحن مطروحون أرضاً ننزف دماً واقتصاداً، وتفرقاً وتمزقاً، وبين دولة تملك من المصالح مايجعل من أي إدارة أميركية تعطى لها أولوية مطلقة لأمنها مستغلة العجز العربي والإسلامي والتفرق، وإن ظللنا هكذا سنظل متخلفين وجهلة، لأننا نجري وراء وهم السلام، ونهرول وراء وعود كتابع عبيط يتبع ما يملى عليه، وهذه ليست دعوة لكي نرفض الآخر أو نتواصل معه، أو ننغلق على أنفسنا أو نتقوقع، ولكنها دعوة لأن نبحث عن الحل في أنفسنا، وأن نتطلع لنبقى قوة فاعلة. السلام العادل يحتاج إلى قوة وإلى توحيد الصف، وكلنا نتذكر حرب رمضان أكتوبر 1973 عندما توحدت كلمة العرب انتصرنا، ولولا توفيق الله أولاً، والأخذ بأسباب القوة ثانياً، والاتحاد ثالثاً، ما كان النصر، ولولا النصر ما كان هناك سلام ،ولا تنازل عن شبر واحد عن أرض سيناء. اما محمد مروف من الجزائر يقول في مدونته http://moha-marouf.maktoobblog.com: ليس من الشذوذ في شيء أن تهبّ وسائل الإعلام بطمّها وطميمها وغثّها وسمينها هبّة واحدة لتحضير ملايين البشر في العالم عموماً، ومن بين العرب والمسلمين خصوصاً لمتابعة خطاب الرئيس 44 في العقد الرئاسي الأميركي الموجّه للعالم الإسلامي، وليس من الشذوذ في شيء أيضاً أن تختار الإدارة الأميركية القاهرة والجامعة خصوصاً مكانا لتوجيه هذا الخطاب، كما أنَّه ليس من الشذوذ في شيء أن تتعدّد الرؤى حول أهمية هذا الخطاب، ومن هو المستفيد منه بالدرجة الأولى … الرئيس باراك حسين أوباما الذي شكّل لغزاً كبيراً غداة اختياره رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، والذي رفع شعار التغيير للوصول إلى البيت الأبيض، يؤدي دوره في خدمة السياسة الأميركية كما تريدها المؤسّسات الأميركية القائمة أن تكون، وكما تريدها الأوساط الفاعلة أن ترتقي وتتطوّر، وفي كل الحالات فإنّها لن تأخذ منحى تنازلياً أو تغيّر وجهتها، وأن النشوانيين واللاهين من القابضين على زمام الحكم في البلاد العربية والإسلامية ينتظرون أن تستردّ لهم الأرض ويستردّ لهم العرض …. الرئيس الأميركي صاحب الهالة الإفريقية أفهم النشوانيين في قصور الحكم أن الديموقراطية لها ثمنها الخاص، وأنها في أميركا لم تأت كعروس تزفّ على ظهور الجمال أو ظهور الدبّابات كما يتخيّل المهووسون بها وكما أراد لها سابقه بوش في العراق، وإنما هي حصيلة معارك ونضالات مستمرة ومتواصلة ولكم أحرج النشوانيين وهو يفهمهم أن مدّة حياتهم قصيرة جداً، فلماذا لا يستغلّونها في وضع لبنة في طريق خير البشرية وسعادتها … الرئيس الأميركي الذي حضّر جيداً خطابه للعالم الإسلامي، ومحوره في بضع نقاط بعدد أصابع اليد ركّز على عدم التفريط في إسرائيل وأمن إسرائيل، وطالب فصيل حماس بالاعتراف بها واستهجن كلام الأطراف التي تقول بمحو إسرائيل من الوجود، أوباما لم يغفل اضطهاد اليهود، وجعلهم في خانة المظلومين، وتكلّم باقتضاب عن الفلسطينيين ومخيّماتهم وظروفهم الصعبة، وقال بأنَّه سيعمل على وقف الاستيطان، وثبّت طرح حل الدولتين، وفي الوقت الذي أشار فيه بقيم الحق والعدل والمساواة وروح التسامح في الأديان الثلاثة، خلص إلى أنَّ طي صفحة الماضي وبدء صفحة الحوار بين الحضارات هو الطريق الصحيح… كما أكّد على التزامه بمنع التسلح النووي، ووعد بعالم خال من السلاح النووي.. الرئيس أوباما قال إنه ليس من حق أي دولة أن تغيّر نظام الحكم في دولة أخرى، وقد فعلها سابقه بوش في العراق ودول أخرى، وأن لكل دولة سياقها الخاص في تحكيم الحكم الذي تريد. أوباما وصل إلى الرياض كخادم أمين لأميركا وللشعب الأميركي الذي انتخبه، ولم ينل منه دخان البخور ولا رهبة وعظمة الأهرامات لينسيه شيئاً مما جاء من أجله، في القاهرة خاطب العرب والمسلمين حكاماً ومحكومين بلغة الواثق من نفسه، الشعوب العربية والإسلامية التي تعيش وضعية المفعول بها، وتنحدر فيها قيمة الإنسان إلى أدنى من قيمة الحيوان، لا تملك شيئاً من أمرها، وهي مخيّرة دوما بأن تأتي طائعة ذليلة بالهداوة أو تعامل بالهراوة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©