الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تويتير».. موقع مجاني لا يضع العصير المتعفّن في قوارير جديدة!

«تويتير».. موقع مجاني لا يضع العصير المتعفّن في قوارير جديدة!
10 يونيو 2009 00:57
لم يكن أولئك الذين عمدوا إلى افتتاح الموقع الاجتماعي الجديد «تويتير دوت كوم» twitter.com يتوقعون أبداً أن تحتل صورة واجهته الصفحة الأولى من العدد الأخير من مجلة «تايم». ولم يكن مثل هذا الإنجاز ممكن التحقيق إلا لأن الموقع تمكن بالفعل من اختراق عقول أعداد كبيرة من الناس في شتى بقاع الأرض وبسرعة عالية. وتحت عنوان «التكنولوجيا والثقافة»، كتب ريتشارد ستينجيل مدير تحرير مجلة «تايم» مقالاً أشار فيه إلى أن «ظاهرة تويتير» توحي لنا بمدى قوة تأثير المنصّات الجديدة للتواصل الاجتماعي على تغيير أساليب الحياة والتواصل بين البشر. وأضاف : «يعبّر تويتير عن مظهر نادر لديموقراطية الاتصال والتواصل، فهو متاح لكل الناس، ولا توجد ثمّة سلطة مركزية لإدارته وتوجيهه، ويقدم فيه كل إنسان رأيه بأي شيء وبحرية كاملة. ولهذا السبب يمكن القول بأنه ينطوي في مجمله على «حكمة» أو «غباء» الحشد الكبير من الناس الذين يستخدمونه». ويفضّل آخرون أن يطلقوا على الموقع أوصافاً أكثر انطواء على عمق التصور والتحليل، ومن بينهم ستيفن جونسون الذي ألّف ستة كتب عن الشبكات الاجتماعية، فهو يقول فيه: «أصبح تويتير نموذجاً أوليّاً لنوع جديد من المشاركة الجماعية في الخبرات التي يتبادلها الناس بحماس لحظة بلحظة وبسرعة البرق الخاطف». ويرى البعض أن «تويتير» يجسّد نوعاً جديداً من «النرجسيّة الرقمية» digital narcissism لأنه يهئ لكل إنسان فرصة مفتوحة لطرح آرائه الشخصية على أكبر عدد ممكن من الناس، فيما يرى جونسون أيضاً بأن منصّة «تويتير» يمكنها أن توحي بمدى قدرة التكنولوجيا الرقمية على إعادة رسم الخريطة الثقافية الموحّدة للعالم الافتراضي. ويقول في هذا الشأن: «إذا كنا مقتنعين بقوة البيئة الرقمية التي نعيش في خضمّها الآن، في تغيير طبيعة وطرق اتصال البشر ببعضهم البعض، فيتوجب علينا أن نقتنع أيضاً بأن تويتير وحده يتولى الآن هذه المهمة بنجاح». أما فيما يتعلق بما إذا كانت منصّات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «تويتير» و»فيسبوك»، تجسّد مفهوماً خيّراً صرفاً أم شيطانياً بحتاً، فإن الحكم على هذا الأمر يتعلق بأسلوب استخدامنا لها. ويمكن لـ «تويتير»، بمواصفاته الراهنة، المتطرفة في مدى احتكامها إلى الديموقراطية الحقّة وحرية التعبير، أن يستمر ويواصل مسيرته ونجاحه؛ كما يمكن أن يكتب له أن يذهب مع الريح لسبب أو لآخر، إلا أن من المؤكد أنه سيترك أثره المتجذّر والعميق في كل المنصّات الرقمية التي ستأتي من بعده. ويقول ستينجيل إن «تويتير» قدم درساً مفيداً ينبغي ألا يمّحي من ذاكراتنا، عندما أوحى لنا بضرورة مواصلة مهمة تطوير وتبنّي التكنولوجيات الجديدة تماماً بدلاً من «وضع العصير المتعفّن في قوارير جديدة». وبعيداً عن هذا العرض التقني الممزوج بشيء من الفلسفة وعلم الاجتماع، يشار إلى أن «تويتير دوت كوم»، هو موقع مجاني للتواصل الاجتماعي. وهو يقدم فرصة الدردشة الفورية بالنصوص المكتوبة بين المستخدمين عبر العالم أجمع عبر وثائق خاصة تدعى كل منها «تويت» tweet. وتتضمن كل «تويت» رسالة نصّية يصل عدد كلماتها إلى 140 ويمكن إرسالها بشكل فوري إلى كافة المشاركين مع المستخدم ذاته في التواصل. ويكون لكل مستخدم الحرية التامة في دعوة الناس لمشاركته التراسل، كما يعمد هو ذاته لمشاركة من يختارهم من مستخدمي الموقع ليكون شريكاً لهم حتى يتمكن من استلام رسائلهم. وهذا الأسلوب في التواصل الاجتماعي الرقمي جديد تماماً وغير متوفر في بقية مواقع الشبكات الاجتماعية. يذكر أن تاريخ تأسيس الموقع يعود إلى عام 2006 على يدي خبير كبير في البرمجة الإلكترونية يدعى جاك دورسي.
المصدر: دنيا-خاص
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©