حمدي أحمد.. «أفندي» السينما المصرية

القاهرة (الاتحاد) حمدي أحمد من الرموز المشرفة في الفن والفكر والثقافة والسياسة، كان الإخلاص والانتماء للناس والوطن بوصلته التي لم يحد عنها طوال مشواره، وكان من الفنانين الذين يعملون في صمت ويتركون أعمالهم تتحدث عنهم. ولد عام 1933، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1961، والتحق بفرقة التلفزيون المسرحي، وكان أول عرض يشترك فيه «شيء في صدري» من إخراج نور الدمرداش، ثم قدم مسرحيات «الأرض» و«الشيخ رجب» و«الشوارع الخلفية» و«قلوب خالية» و«الحصاد» و«أدهم الشرقاوي»، وأحدث ضجة كبيرة للغاية عندما قدم دوره الشهير محجوب عبد الدايم في أول أفلامه «القاهرة 30» أمام سعاد حسني وأحمد مظهر، وإخراج صلاح أبوسيف، حيث تميز بطريقة أداء جديدة، فانتبه كثير من المخرجين إلى هذا الفنان الذي كان يجيد الأداء الذهني والحركي والصوتي بشكل غير مسبوق، فكان يتقمص أدواراً مختلفة ومتعددة بلكنة مميزة خاصة به، واتفق الجميع على أنه كان فناناً ملتزماً يحترم نفسه وفنه وجمهوره، وأن جميع أدواره لا تُنسى، حتى التي ظهر فيها بشكل خاطف كضيف شرف، وأنه كان انتقائياً جداً في أدواره، وضحى مادياً بسبب ذلك، لكن مكسبه كان معنوياً وأدبياً. وشارك في بطولة عديد من الأفلام المتميزة، التي حصدت عشرات الجوائز، ومنها «الأرض» و«العصفور» و«اليوم السادس» من إخراج يوسف شاهين، و«البوسطجي» مع حسين كمال، و«السمان والخريف» مع حسام الدين مصطفى، و«قاهر الظلام» مع كمال الشيخ، و«البداية» مع صلاح أبوسيف، و«عرق البلح» مع رضوان الكاشف، و«صرخة نملة» مع سامح عبدالعزيز. وقدم للتلفزيون مسلسلات ناجحة تنوعت بين التاريخية والدينية والتراثية والاجتماعية والكوميدية والسير الذاتية، ومنها «الجنة العذراء»، و«القاهرة والناس»، و«الظاهر بيبرس»، و«بعد العاصفة»، و«كلام رجالة»، و«الوسية»، و«مملوك في الحارة»، و«شارع المواردي»، و«بوابة المتولي»، و«علي الزيبق»، و«بنات زينب»، و«الخروج من المأزق»، و«إمام الدعاة»، و«صاحب الجلالة الحب»، و«جمهورية زفتى». ومارس السياسة ودخل مجلس الشعب «البرلمان» عام 1979 عن دائرة بولاق في القاهرة، وشغل منصب مدير المسرح الكوميدي 1985، وحصل على جوائز عن عديد من أدواره التي قدمها من إجمالي أعماله التي زادت عن 120 عملاً. وتزوج من خارج الوسط الفني، وأنجب ثلاثة أبناء «محمود»، و«شيرويت»، و«ميريت»، وتوفي عام 2016.