الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سراج عمر.. «فتيله» ظل متقداً 50 عاماً

سراج عمر.. «فتيله» ظل متقداً 50 عاماً
15 مارس 2018 19:49
في الثاني من فبراير الماضي، فقدت الساحة الفنية العربية الموسيقار عمر عبدالقادر العمودي، الشهير فنياً باسم سراج عمر، الذي يعد علماً من أعلام الموسيقى والتلحين ممن سطر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ وطنه السعودي، فقد تمكن بجدارة من صناعة نمط من التعاون المحكم مع زملائه من أعلام الغناء والشعر في المملكة العربية السعودية للارتقاء بالأغنية السعودية، وإيصالها إلى ما وراء حدود شبه الجزيرة العربية. انطفأ في ذلك اليوم الحزين «السراج»، الذي ظل فتيله متقداً على مدار نصف قرن. ولئن انطفأ السراج بعد 72 عاماً من ميلاده وبعد 50 عاماً من عطائه الفني، فإن ذكراه لن تنطفئ، وسيظل خالدا في قلوب رفاقه ومواطنيه. كيف لا وهو الذي طور وأعاد توزيع السلام الوطني السعودي الذي يردده ملايين السعوديين كل يوم، وهو الذي صنع واحدة من أجمل الأغاني الوطنية، ممثلة في أغنية «بلادي منار الهدى»، من كلمات الشاعر سعيد فياض والتي لحنها وهو موجع بخبر وفاة الملك فيصل بن عبدالعزيز، فوضع فيها جذوة مشاعره وأحاسيسه. ولا تزال هذه الأغنية، رغم مرور أكثر من 40 عاما عليها، تشعل الحماس، وتلهب وجدان أبناء الوطن كلما عُزفت أو أذيعت. ومن روائع سراج لحن أغنية «مقادير» لطلال مداح من كلمات الأمير الشاعر محمد العبدالله الفيصل، وهي الأغنية التي لم تأسر القلوب فحسب، وإنما بلغت الآفاق ورددها ملايين العرب في كل مكان وغنتها الفنانة وردة الجزائرية التي قالت عن لحنه إنه «عبقري ساحر». موهبة فطرية ولد سراج في «حارة الشام»، أحد أحياء جدة العتيقة المشبعة بعبق التراث والفنون في عام 1946، ودرس في مدرستها الأشهر (مدرسة الفلاح)، إلى أن حصل منها على شهادة الثانوية العامة عام 1959، ثم التحق بوظيفة إدارية في الخطوط الجوية السعودية لمدة 19 سنة ابتداء من عام 1960. أما مشواره الفني فبدأ في عام 1965 حينما التحق بفرقة النجوم الموسيقية بجدة كعازف كمان، علماً بأن هذه الفرقة، وغيرها من فرق جدة الموسيقية الأهلية مثل «الخماسية» و«الفجر» ساهم سراج مع آخرين من محبي الفن في تأسيسها. وفي هذه الفترة المبكرة من حياته راح يضع ألحانا لبعض المنولوجات التي كان يكتب نصوصها محمد رجب ويقدمها محمد الصويغ وعبدالإله نوار وسعيد بصيري، كما تعاون مع فرقتي «الهلال» و«الخماسية» اللتين كانتا تقدمان وقتذاك مقطوعات تراثية تستفيد منها إذاعة جدة. ورغم عدم دراسته للموسيقى دراسة أكاديمية، واكتفائه بما تعلمه من بيئة الحجاز المولعة بالغناء والطرب، وما اكتسبه من خبرة موسيقية تراثية جراء احتكاكه بفناني الحجاز القدامى وبعض من أهله المغرمين بالطرب، إلا أنه تمكن سريعاً من تطوير مواهبه الفنية والتي تجلت في بروزه الحقيقي وشيوع اسمه في الأوساط الفنية كنجم جديد في عالم التلحين، ابتداءً من أواخر الستينيات. ففي ذلك الوقت، قام المطرب محمد عبده للمرة الأولى في برنامج مسرح التلفزيون في جدة بأداء أغنية من كلمات إبراهيم خفاجي وألحان سراج هي أغنية «يا حبيبي أنستنا».وعلى الرغم من أن سراج كان لحن للمرة الأولى أغنية بعنوان «سألت قلبي» من كلمات فاطمة علي ليؤديها المطرب عبدالغني عبدالرؤوف، إلا أن أغنية «يا حبيبي أنستنا» كانت هي جواز مروره إلى عالم الأضواء. خلاف واتفاق على عكس المتوقع، لم يؤد نجاح «يا حبيبي أنستنا» إلى تعاون آخر بين صاحب اللحن والفنان محمد عبده الذي كان معروفا آنذاك داخليا وخليجيا. وبعبارة أخرى حدث خلاف بين الرجلين استمر سنوات، لكن من دون أن يبدر من أحدهما كلمة إساءة بحق الآخر. في هذا السياق، يقول الكاتب حازم عبده في صحيفة إضاءة الإلكترونية إنه على الرغم من خلافهما، إلا أن سراج قال عن عبده إنه «من أوفى الفنانين على الساحة، وأنهما أصدقاء الصبا والسنوات الطويلة»، مضيفا: «إن من بين أكثر ما يعتز به في مكتبته الموسيقية آلتي عود، الأولى صنعت عام 1916 أهداها له الفنان محمد عبده والثانية أهداها له الموسيقار أحمد فؤاد حسن عام 1979». وعن أسباب خلاف سراج مع عبده، يقول الإعلامي السعودي أيمن عبدالله زاهد في مقال له منشور في موقع «خبر نيوز» الإلكتروني إن محمد عبده استاء من سماح سراج للفنانة ابتسام لطفي بإعادة غناء «يا حبيبي أنستنا» فتوقف التعاون بينهما. وعليه راح سراج يبحث عن فنان آخر، فوجد ضالته في الفنان الكبير طلال مداح، رحمه الله، الذي التقاه في الرياض، وكان وقتها لا يغني من ألحان غيره، خوفا من الفشل، لكنه اقتنع في نهاية المطاف بأداء أغنية من ألحان سراج وكلمات علي هباشي، بل وغنائها على مسرح التلفزيون في الرياض، وهي أغنية «ما تقول لنا صاحب»، التي غناها طلال عام 1971، وحققت له ولملحنها شهرة إضافية مدوية من ثمارها تعاون الرجلين لفترة طويلة لاحقة أثمرت عن مجموعة من أحلى الأغاني مثل: «عز الكلام» و»غربة ليل، و«مري عليّ قبل الرحيل» و«يا ويلاه» و«الموعد الثاني» و«الله يعلم» و«العشق» و«يا كريم» و«شعاع»، و«لا تقول لا تقول» و«لا وعد»، و«الله يرد خطاك» و«كلمني عن الهوى» و«الاختيار» و«وعدتيني» و«غربة وليل» و«هللي الجدايل» و«عطر»، وغيرها. فضلاً عن قرار سراج، في هذا المنعطف المهم من حياته، الاكتفاء بالتلحين وترك أمر الأداء لغيره، على الرغم من حلاوة صوته وقدرته على منافسة الآخرين في الغناء. نجاح بعد فشل وعن كيفية اختيار طلال مداح عام 1972 لتمثيل السعودية في حفل أقيم بالقاهرة بمناسبة مرور 22 عاما على انطلاقة إذاعة «صوت العرب» المصرية، يقول زاهد إن طلال قرر أن يغني «يا قمرنا» من ألحان بليغ حمدي في الحفل، إلا أن الأغنية لم تحقق النجاح المأمول بسبب قلة البروفات وضعف التواصل والتفاهم ما بين طلال والفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن، رغم أنها نجحت لاحقا حينما سجلها في الأستوديو. ويوضح أن الأمير محمد عبدالله الفيصل قرر إقامة حفل غنائي في القاهرة ليعوض به ما فشل حفل «صوت العرب» في تحقيقه لجهة تعريف الجمهور بالفن الطربي السعودي، فكتب نص أغنية «مقادير» وطلب من سراج تلحينه ومن طلال غنائه، بل جمعهما في ما يشبه المعسكر المغلق للقيام ببروفات مكثفة فتحقق ما أراده الأمير من نجاح على أفضل المستويات. وهو ما جعل الأعمدة الثلاثة تلتقي مجددا وتنجز أغنية رائعة جديدة هي «أغراب»، التي غناها طلال للمرة الأولى في حفل إذاعة صوت العرب الحادي والعشرين في صيف عام 1974. بعد ذلك حدث ما جعل سراج يخوض أول تجربة له في الغناء بصوته أمام حشد كبير تجاوز أكثر من ألف مستمع. وملخص القصة أن طلال تخلف لسبب ما عن المشاركة في حفل غنائي مقرر في بيروت في صيف 1974، فلم يجد سراج أمامه سوى إنقاذ الموقف بالغناء بدلا من طلال. ويمكن القول إن هذه التجربة شجعت سراج فيما بعد على تقديم بعض الأغاني بصوته في جلسات الطرب، فضلا عن أدائه أغنيتين وطنيتين هما «بلادي بلادي منار الهدى» و»أهواكي يا بلادي». الصلح خير وفي هذه الفترة استوعب محمد عبده أن سراج بات علما من أعلام التلحين، وأن مقاطعته لن تفيد وستصب في صالح غيره، فأعاد وصل ما انقطع بينه وبين الأخير، فكان تعاونهما في أغنية «مرتني الدنيا.. تسأل عن خبر» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، ثم تعاونهما مجدداً في أغنية «حدثينا يا روابي نجد» من كلمات الأمير أيضا. وفي هذه الفترة أيضا كان اسم سراج اجتاز حدود السعودية ووصل بثبات إلى الساحة المصرية، بدليل أن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ اتصل به عام 1976 طالبا التعاون كي يغني أغنية سعودية، بعد نجاح أغنيته الكويتية «يا هلي»، فرحب سراج كعادته وأعدّ من ألحانه وكلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل أغنية «أنادي ع اللي غدا في الليل» كي يغنيها العندليب بعد عودته من رحلته العلاجية إلى لندن، لكن يد المنون كانت أسرع فاختطفت حليم، وظل اللحن حبيس الأدراج إلى أن قرر طلال أن يغنيه، لكن من دون أي نجاح. وشهد هذا المنعطف في مسيرة سراج الفنية ارتفاع معنوياته إلى حدودها القصوى جراء النجاح المذهل الذي حققته أغنيته الوطنية «بلادي بلادي منار الهدى»، التي كانت تبث يوميا من الإذاعة الرسمية، وتعزف في حفلات تخريج الكليات العسكرية. تدهور الذائقة تلك المعنويات المرتفعة استمرت معه في حقبة الثمانينيات وبعض سنوات الحقبة التسعينية التي أفرزت الكثير من إبداعاته الموسيقية التي تغنى بها مطربون سعوديون مثل طلال ومحمد عبده وفوزي محسون وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله رشاد وعلي عبدالكريم ومحمد عمر وعودة العودة وعتاب وابتسام لطفي من كلمات الأميرين محمد العبدالله الفيصل وبدر بن عبدالمحسن وسواهما، كما تغنى بها مطربون ومطربات من خارج السعودية مثل وردة الجزائرية والفنان البحريني إبراهيم حبيب، ومصطفى أحمد والمطربتان المغربيتان سميرة سعيد وأسماء المنور. على أن الأمور راحت تتغير شيئا فشيئا في شكل منحنى بياني هابط، ما أثر على نفسية سراج وأفقده الكثير من الحماس للعمل. ذلك أن الزمن الذي نتحدث عنه كان زمن تدهور الذائقة الفنية، وتكالب شركات الإنتاج الفني على احتكار الفنانين وإنتاج الأغاني ذات الرتم السريع. وهكذا قرر سراج الابتعاد عن الوسط الفني، بل قام بعمل احتجاجي تمثل في جمع محتويات مكتبته الفنية من أعمال سمعية وبصرية ومكتوبة (ما عدا الأغاني الوطنية) ورميها أمام مكبة للنفايات مقابل مبنى أمانة مدينة جدة. وفسّر بعض رموز «الصحوة» عمل سراج هذا بأنه نوع من التوبة عن ماضيه، لكن جاءهم الرد سريعا وصاعقا من سراج نفسه الذي صدمهم بقوله «لم أكن عاصيا لأتوب.. إنني أعتز بما قمت به ولست نادما على شيء مما فعلت، فأنا لم أفعل إلا ما يقتضيه واجبي الوطني ومسؤوليتي كفنان، وكل هذا لا يتنافى مع معتقداتي الإسلامية». صفات حسنة وأحدثت وفاة صديقه ورفيق دربه الفنان طلال مداح المفاجئة عام 2000، جرحا لا يندمل في قلبه، خصوصا وأن طلال كان من أقرب المقربين إليه وأكثرهم سؤالا عنه. وفاة طلال، الذي وصفه سراج بتوأم روحه في حوار أجرته صحيفة عكاظ معه، معطوفا على صراعه مع المرض، أدخلاه في حالة من العزلة الاختيارية والانقطاع عن الناس إلى ساعة وفاته في مستشفى الملك فهد بجدة على إثر متاعب في الصدر، بحسب أقوال ابنه. وشكلت وفاة الضلع الثالث والأخير لأغنية «مقادير» من بعد مؤلفها الأمير محمد العبدالله الفيصل ومؤديها الفنان طلال مداح صدمة للكثيرين من محبي سراج عمر ومعارفه وعشاق فنه الأصيل الذين أجمعوا على ما كان يتمتع به من خلق رفيع وصفات إنسانية وأناقة في المظهر والحديث والتعامل. من هؤلاء الفنان الكبير غازي علي الذي روى لـ «لعربية نت» قصة الصداقة الطويلة التي ربطته بالراحل منذ لقائهما الأول في الستينيات في منزل الملحن «عمر كدرس» بجدة أثناء تلحين الراحل لأغنية «يا حبيبي أنستنا». وكيف أن سراج أنقذه في عام 1985 من الموت حينما أصيب بأزمة قلبية في الخامسة فجرا، فاتصل بسراج الذي وصل بعد أقل من خمس دقائق، وقام بنقله إلى المستشفى وظل بجواره إلى أن اطمأن عليه. وقال غازي علي أيضا في سياق إبرازه للجوانب الإنسانية لصديقه إن سراج هو من تكفل برعاية وخدمة والدته وأهل بيته طوال سنوات دراسته في معهد الكونسرفتوار بالقاهرة. يد العون وعن لقائه الأول بسراج، قال الفنان السعودي سعد إبراهيم صاحب أغنية «أرسل سلامي»، طبقا لما أورده الكاتب عبدالرحمن الناصر في صحيفة الرياض (4/‏‏2/‏‏2018)، «الصدفة جمعتني بالملحن سراج عمر عند بوابة التلفزيون (القديم) الذي كان مبنى صغيراً ودوراً أرضياً، قال لي وقتها (لو سمحت أريدك أن تساعدني في الدخول إلى التلفزيون) عندها سألت محمود عشي عنه فقال لي هذا عازف من مكة ولديه ألحان وأفكار جديدة، ولما عدتُ إلى مبنى التلفزيون في اليوم التالي، وجدته جالساً ينتظرني عند البوابة لأن الحرس لم يدخله، عندها سلمتُ عليه وقلت له لحظة سآتي لك بتصريح دخول (....)، وبعد ذلك أدخلته وعرفته على مديري التلفزيون، ومن ذلك الوقت عرفه الناس كملحن بارع». وتطرق عبدالرحمن الناصر في مقاله آنف الذكر إلى أغنية «الله يرد خطاك التي لحنها سراج لطلال عام 1971 فقال إنها من «ضمن الأعمال التي حاكت الأزقة الحجازية أكثر من كل شيء آخر، مثلها مثل «سرا ليلي» التي لحنها سراج لطلال، لكن طلال لم يغنها وإنما اختار صوت مصطفى أحمد (الفنان الكويتي) ليوازي النص ومعانيه اللغوية التي تناسب حكاية الحارة التي تطل على البحر». ومما يذكر أن سراج عمر كان صاحب أنشطة متنوعة تمثلت في عضويته الدائمة في لجان تحكيم المهرجانات الموسيقية العربية مثل مهرجان القاهرة الدولي، وعضويته في مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وعضويته في مهرجان الموسيقى في القاهرة، وعضويته في لجنة التحكيم للمسابقة الغنائية للمرأة في مهرجان دبي للتسوق عام 1999، وعضويته في لجنة التحكيم في نشاطات دار الأوبرا المصرية، وعضويته في لجنة المسابقات الدولية المقامة على هامش مهرجان مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة، وعضويته في جمعية المؤلفين والملحنين بباريس. وكان الراحل شغل مناصب ذات العلاقة بالفن مثل «ممثل الموسيقيين في اتحاد الفنانين العرب بالقاهرة» و»نائب الأمين العام لاتحاد الموسيقيين العرب»، و»مندوب المملكة العربية السعودية في المجمع الموسيقي العربي». ويعتبر سراج صاحب أول أوبريت وطني سعودي، وهو «التوحيد» الذي لحنه لمهرجان الجنادرية الوطني في عام 1994 من كلمات الأمير خالد الفيصل وأداء طلال مداح ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعبدالله رشاد، والذي دخل به صاحبه دار ثقافات العالم بفرنسا، محققا بذلك سبقا مهما، على اعتبار أن الأوبريت كان أول الأنغام السعودية التي حظيت بذلك التكريم. رحيل أسطورة صنع سراج عمر بهدوء وجهد دؤوب أسطورته الخاصة في دنيا الفن في زمن «كان الفن خطيئة، ومقارفته سوءة»، على حد تعبير الكاتب في صحيفة الوطن السعودية ناصر العمري (6/‏2/‏2018) ليأتي حاملا بلاده على كف الوتر، يناجيها بحب وصدق وإيمان على طريقة خيميائي باولو كويلو، مضيفا:«يتعاظم الفقد فينا لأن نهر الموسيقى وجداوله تتوقف تباعا برحيل عمالقة الموسيقى: فيلمون وهبي، وأيلي شويري، والموجي، ووديع، والرحابنة، والسنباطي، وبليغ، وبقية جوقة الفن، ليلحق بهم الأنيق سراج، وبهذا الرحيل ندرك أنه ما عاد للأغنية من ظلال في الواقع سوى واقع مجرد، شديد الجفاف، شبه متصحر، فقير ينتج أغنيات ميتة لم تعد تشجينا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©