كشفت دراسةٌ أجراها باحثون أميركيون عن أن تغذية المرء بكميات كبيرة من فيتامين «سي»، يمكن أن تلعب دوراً في مواجهة السرطان.
وشملت الدراسة &ndash التي جرت على يد باحثين في جامعة آيوا الأميركية &ndash أحد عشر من المصابين بسرطان الدماغ، تم حقنهم في الوريد بكميات من هذا الفيتامين ثلاث مرات أسبوعياً لمدة شهرين.
ومن شأن هذا الأسلوب منح الإنسان كميات من فيتامين «سي» تزيد بواقع ألف مرة، على تلك التي يحصل عليها جسده عبر تناول المأكولات الغنية بهذه المادة.
فالنبأ السار للمصابين بالسرطان يتمثل في أن هذا الفيتامين &ndash الموجود في مواد غذائية مثل البرتقال واللفت والفلفل &ndash يكافح الأورام السرطانية بنشاطٍ بمجرد دخوله مجرى الدم، وهو ما يجعل الخلايا التي تتألف منها هذه الأورام، أقل قدرة على مقاومة أساليب العلاج الإشعاعي والكيمياوي.
بجانب ذلك، لم تُخلّف هذه الجرعة الهائلة من فيتامين «سي» سوى أعراضٍ جانبية معتدلة، تتعلق بزيادة مرات قضاء الحاجة والمعاناة من جفاف في الفم.
وبحسب صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية، يعكف العلماء منذ أكثر من أربعة عقود على دراسة إمكانية الاستفادة من هذا الفيتامين كعلاجٍ لمرضى السرطان.
ولكن الدراسات التي سبقت تلك التي نحن بصددها حالياً، لم تكن ذات نتائج مبشرة. فقد أشارت بعض هذه الأبحاث إلى أن تناول فيتامين «سي» قد يزيد مخاطر الإصابة بالسرطان عبر إسهامه بدورٍ في عملية بيولوجية من شأنها إتلاف الحمض النووي «دي إن آيه».
غير أن الدراسة الجديدة أثبتت أن حقن أفراد العينة من مرضى سرطان الدماغ بكمياتٍ كبيرة من هذا الفيتامين أسهم في زيادة المعدل المتوقع لأعمار المبحوثين ليصل إلى 22 شهراً من تاريخ تشخيص إصابتهم بالمرض، بعدما كان يتراوح ما بين 14 إلى 16 شهراً فحسب.
فقد كشفت الدراسة عن أن عنصر الحديد الموجود في الخلايا السرطانية، يتفاعل مع فيتامين «سي» ما يقود في نهاية المطاف إلى إتلاف ال«دي إن آيه» في تلك الخلايا وحدها، من دون المساس بنظيره في الخلايا السليمة.
ويزيد ذلك من فرص هلاك الخلايا السرطانية وجعلها أكثر قابلية للتفاعل مع العلاج الإشعاعي والكيمياوي.
عدد اليوم
