الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الزوج الطاووس" .. أوهام الرجال تفسد الأسرة

"الزوج الطاووس" .. أوهام الرجال تفسد الأسرة
26 فبراير 2012
تشكو بعض الزوجات من أن زوجها يتعمد اثارة غيرتها، من خلال حكي بعض القصص عن اعجاب النساء به وولعهن به أينما ذهب. وتواجه الزوجات حديث زوجها، سواء كان واقعي أو مختلق، بضيق صدر شديد، حيث تعتبرن هذه القصص عدم مراعاة لمشاعرهن، أو قصور في شخصية الزوج نفسه. ويرى البعض أن هؤلاء الأزواج مصابين بالغرور أو يعانون ضعفاً شديداً من الثقة بالنفس تجعلهم يبحثون عن اعجاب الأخريات... فكيف تواجه الزوجة زوجها وماذا يقول الاخصائيون بشأن شخصية هذا النوع من الأزواج؟. تشير سناء زين الدين، ربة منزل، إلى أن بعض الأزواج يلجأون لاختلاق القصص الوهمية عن اعجاب الفتيات بهم، وخصوصاً من تقدم السن بهم ليثبت لنفسه وزوجته أن لازال قادر على جذب الفتيات واثارة غيرة الزوجة. وتضيف سناء، متزوجة منذ 17 عاماً، أن الحل من وجهة نظرها هو أن تتفهم الزوجة طبيعة السن التي يمر بها الزوج لمعرفة إذا كان هذا الأمر طارئاً عليه أو أنه يعاني المشكلة منذ بداية الزواج، بمعنى أنها جزء أصيل في شخصيته لمعرفة كيفية التعامل معه. وتعتبر سناء أن الأمر قد يكون تحت السيطرة ما لم يتجاوز حدود الأداب العامة في الحكي عن بعض النساء، خاصة إذا كان الأمر لا يتجاوز قصة عابرة يحكيها الزوج من اجل لفت نظر زوجته إلى أنه لازال نفس الشاب الذي تزوجت منذ سنوات. بينما تعتبر ليلى حميدة، 39 عاماً، أن الزوج الذي يتلذذ بإثارة غيرة زوجته هو زوج مريض نفسياً ويحتاج للعلاج. وتقول "كيف له أن يقبل أن يتحدث عن اعجاب الأخريات به ليل نهار أمام زوجته وكيف سيكون الحال إذا كان في مكان الزوجة؟". وترى ليلى، وهي متزوجة منذ 12 عاماً، أن هذا النوع من الأزواج يثير الكثير من المشكلات في الحياة الزوجية، فعلى الزوجة أن تقبل به كأمر واقع وتتحكم في أعصابها لأبعد مدى ولا تظهر الغيرة ووقتها سيعتبرها فقدت مشاعر الحب تجاهه أو أن تثور ثائرتها نتيجة لكلام زوجها وفي الحالتين الخاسر الوحيد هو كيان الأسرة. وبصراحة شديدة، تقول مايا، 27 عاماً، أن زوجها من هذه النوعية من الأزواج التي لاتكف عن الحديث عن اعجاب الفتيات به منذ أول يوم لزواجهما. وفي باديء الأمر كان الأمر يثير غيرتها لكنها وبعد 5 سنوات من الزواج وانجاب طفلين تتعامل مع الأمر كأنه جزء أساسي في شخصيته، لأنه بالفعل شاب وسيم ومثقف ولبق ويثير اعجاب الأخريات، ولكن المشكلة التي تواجهها هو اصراره على تذكيرها بذلك الأمر دوماً. وتذهب د. نوارة مسعد، استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، إلى أن تلك النوعية من الزواج يمكن تصنيفها، فهناك نوعية من الأزواج يطلق عليها مجازاً "الزوج الطاووس"، الذي يرى أنه شخص خارق للعادة في كل تصرفاته ومحط أنظار الأخريات أينما حل، وهناك نوعية ثانية من الأزواج عديمي الثقة بالنفس سواء بسبب علاقات عاطفية فاشلة أو خطا بالأساس فيلجأ لاختلاق القصص حول اعجاب زميلات العمل به أو قد يصل الأمر للحديث عن اعجاب صديقات الزوجة به، فضلاً عن نوع ثالث من الأزواج يلجأ لهذه الطريقة من أجل اثارة غيرة الزوجة حيث يرى أن وهج الحب مع مرور السنوات تحول إلى عشرة فقط وما عاد الرجل المثير لاعجاب زوجته مثل بداية التعارف أو الزواج فيلجأ لاختلاق القصص من أجل اثارة غيرتها ليستحضر شعورها بالحب تجاهه. وترى د. نوارة، أنه على الزوجة مسؤولية كبيرة تجاه ذلك الزوج المثير للغيرة والمشغول دائماً بنظرات الأخريات تبعاً لشخصية الزوج نفسه فعليها دائماً مسؤولية أن تشعره بإعجابها به ولو في أحد الأحاديث أو المناقشات العادية، كما ينبغي أن تقف الزوجة على مسافة من الغيرة القاتلة التي قد يؤججها الزوج دون أن يدري حتى لاينهار المنزل. وتقول د. نوارة إنها استمعت لشكاوي الكثير من الزوجات بخصوص الغيرة كادت تهدم منزل الزوجة، ومن ثم فذكاء الزوجة وقدرتها على الاحتواء تمثل مسؤولية كبيرة، لكن في حال استمرار الزوج لاثارة غيرة الزوجة والتمادي في ذلك فينبغي استشارة طبيب متخصص ليساعده على عبور تلك الأزمة، خصوصاً أنها لاترتبط بسن معين أو مستوى ثقافي واجتماعي محدد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©