بوش: الكشف عن المفاعل رسالة صارمة إلى دمشق وبيونج يانج وطهران

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس أن كشف الولايات المتحدة حديثاً عن تعاون نووي مشتبه به بين كوريا الشمالية وسوريا يهدف إلى إرسال رسالة صارمة إلى دمشق وبيونج يانج وأيضاً طهران بشأن طموحاتهم النووية· وأعرب من جهة ثانية عن أمله في التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل انتهاء ولايته في يناير المقبل· وقال بوش في مؤتمر صحفي في البيت الابيض ''إن قراره تقديم عرض أمام الكونجرس لمرفق نووي سوري مفترض تعرض لقصف اسرائيلي كان يهدف إلى توجيه رسالة صارمة الى سوريا وكوريا الشمالية وايران''· واضاف ''نحن أردنا تعزيز أهداف سياسية معينة من خلال الكشف، أحدها تحديداً للكوريين الشماليين للتوضيح بجلاء أننا ربما نعرف عنكم أكثر مما تظنون''· واعترف بوش أن المعلومات بشأن المفاعل السوري حجبت في البداية بسبب المخاوف من خطر مواجهة أو انتقام (في إشارة الى رد عسكري محتمل من جانب سوريا على الضربة الاسرائيلية)· وكرر بوش قوله ''أنه ما زال يأمل في إمكان التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين بحلول موعد انتهاء رئاسته في يناير ·2009 واشار الى ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستزور مجددا الشرق الاوسط قريباً وأنه أجرى محادثات أخيراً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وأن الموقف جيد و''الناس يدركون أهمية التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية''· لكن بوش المقرر أن يقوم بزيارة جديدة الى المنطقة في 13 مايو المقبل جدد اتهامه حركة ''حماس'' بتقويض السلام عبر مواصلة إطلاق صواريخ على إسرائيل في محاولة لزعزعة استقرار الوضع وخلق فوضى وحالة من الارتباك· وقال ''إنهم مشكلة كبيرة للسلام العالمي ولسلام الشرق الأوسط، وهذا سبب أنني لا أتحدث معهم''· وتطرق بوش إلى أسعار النفط، حيث قال إن الولايات المتحدة أبلغت السعودية أن الأسعار المرتفعة تضر بالاقتصاد العالمي، وأضاف أنه سيدرس مقترحات تهدف إلى خفض اسعار البنزين التي بلغت مستوى قياسيا عند 3,60 دولار للجالون، بما في ذلك إعفاء ضريبياً على البنزين في موسم الصيف· غير أنه رفض خطة عرضها الديمقراطيون على الكونجرس لخفض مخزونات الخام الاستراتيجية الأميركية، معتبراً أن ذلك لن يؤثر على أسعار النفط العالمية· وقال بوش ''نشتري حوالى 67 ألف برميل نفط يوميا والطلب العالمي يبلغ 85 مليون برميل يوميا، ولا أعتقد أن المس بعشر الواحد في المئة من الطلب سيؤثر على الأسعار''، واضاف ''من مصلحتنا الوطنية الإبقاء على المخزون لمواجهة أي اضطراب محتمل كبير في سوق النفط الخام''· واعترف الرئيس الاميركي بأن الاقتصاد بطيء جداً، متوقعاً أن ينعكس ذلك على نسبة النمو التي ينتظر إعلانها اليوم الأربعاء، إلا أنه قال إنه لا يستطيع ان يتكهن بما ستكون عليه نسبة النمو، مضيفاً أنه لم يُبلغ بعد بمضمون التقرير الذي سينشر· وأعرب بوش عن قلقه الشديد بشأن ارتفاع أسعار الغذاء، لكنه قال أن إنتاج الايثانول ليس مسؤولا سوى عن جانب يسير من تضخم أسعار السلع الغذائية· وأضاف ''على صعيد الوضع العالمي يساورنا قلق عميق بشأن أسعار الغذاء هنا في الوطن ويساورنا قلق عميق بشأن الناس الذين لا يتوافر لهم الغذاء في الخارج''·واشاد الرئيس الاميركي بالإنجازات الكبيرة التي تتحقق في افغانستان، وإن كان أقر بعد يومين على محاولة ''طالبان'' اغتيال الرئيس الافغاني حميد كرزاي في كابول بأن المهمة صعبة وأن العدو ''صعب المراس''· ودعا بوش الى احترام ارادة التغيير في زيمبابوي، كما دعا جيرانها الى ممارسة الضغط لدفع سلطات هراري الى الاعتراف بانتصار المعارضة في الانتخابات الاخيرة·