الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تيري فوكس: ماراثون الأمل.. قصة تحدٍ وإصرار

4 مارس 2014 00:27
شهدت الدولة مؤخراً ماراثون تيري فوكس الخيري، الذي يقام سنوياً بالتزامن مع إقامته في العديد من دول العالم، وفي مقدمتها موطنه الأصلي كندا فما هي قصة هذا المارثوان الخيري؟. ولد تيري فوكس في 1958 في كندا، واشتهر في صباه بلعب كرة القدم والرجبي وبيسبول، على أنه لم يتقن أياً من هذه الرياضات ولم يحقق نتائج ملموسة فيها. في عام 1976 وأثناء قيادته السيارة عائداً لبيته، تشتت تركيزه للحظة، ما جعله يصطدم بمؤخرة شاحنة أمامه، ولم يصب سوى ببعض الخدوش في ساقه اليمنى. بعدها بدأ يلاحظ بعض الألم في ركبته اليمنى لكنه قرر تجاهله لبعض الوقت حتى استشرى الألم ولم يعد بمقدوره تحمله. في المستشفى أخبروه أنه مصاب بنوع من سرطان العظام في ركبته اليمنى وكان الحل الوحيد بتر الساق اليمنى كلها واستبدالها بأخرى صناعية، مع تلقي العلاج الكيمياوي بعد الجراحة لمعالجة السرطان. أخبر الأطباء تيري أنه بفضل بعض أبحاث السرطان الحديثة فإن فرصه في الحياة بعد إصابته هذه ارتفعت من 15% إلى 50% من الحالات المصابة به. هذه المعلومة تركت أثرها في نفس تيري الذي أيقن أهمية إجراء الأبحاث الطبية على علاج السرطان. نظم ماراثونه الأول في أغسطس 1979 أكمل تيري أول سباق ماراثون له، حيث حل الأخير، وفي 12 أبريل 1980، غمس تيري قدمه في مياه المحيط الأطلنطي، وملأ زجاجتي مياه من ماء المحيط، على أمل إفراغهما في المحيط الأطلسي بعدما ينجح في بلوغ هدفه. كانت البداية صعبة، مليئة بالطقس القاسي والأمطار والثلوج، وسائقي السيارات الذين اعترضوا طريقه وصعبوا عليه العدو. كان تيري يستيقط في الرابعة صباحا يجري 12 ميلاً صباحاً، ثم يستريح ويكمل 14 في المساء. بعد 143 يوماً من العدو المستمر، وبعدما قطع مسافة 3339 ميلاً (أو 5373 كيلو متراً) لم يستطع تيري الاستمرار في الجري في هذا اليوم بالتحديد، وطلب نقله للمستشفى، إذ هاجمته كحة مستمرة وبدأ يشعر بآلام شديدة في صدره، وهناك، حيث جاءه الخبر اليقين، لقد امتد السرطان إلى كلا رئتيه، وكان لديه ورم كبير في كل رئة. خرج تيري من المستشفى محمولا على نقالة، ليخبر الصحفيين بنتيجة الكشف عليه، وهي انتقال السرطان لرئتيه، وأن عليه الجلوس في بيته والراحة ونيل المزيد من العلاج، فلقد جرى آخر كيلو متر له في أول سبتمبر 1980. في 28 يونيو 1981 مات تيري فوكس محاطاً بأفراد أسرته، لتنكس كندا كلها أعلامها حزناً على رحيل هذا الحالم، ولتذيع جنازته ودفنه على الهواء في محطات التلفزة في كندا، ولتتذكره كندا بعدها وتكرمه وتضمه لقائمة أبطالها. وقررت أسرة تيري إجراء ماراثون سنوي تخليدا لذكرى ماراثون الأمل، وليصبح بذلك حدثاً عالمياً يشارك فيه الناس من كل حدب وصوب، فالتبرعات المليونية التي جمعها هذا السباق على مر السنين ساعدت الكثير من العلماء والأطباء على دراسة هذا المرض ومعرفة المزيد عنه وتوفير المزيد من العلاج له. عن مدونة “شبابيك”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©