الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على كاسر الأمواج.. ياسمين تستعين بـ«المارد» للعثور على والدها

على كاسر الأمواج.. ياسمين تستعين بـ«المارد» للعثور على والدها
8 يونيو 2009 23:48
دانة وراشد طفلان جميلان يبحثان عن جدتهما لتروي لهما حكاية ما قبل النوم، تروي نهمهما المعرفي وتسقي بخراريفها على عطش طفولة لا تنضب، حطّما الجدار الرابع وتسللا وسط الجمهور ليجدا جدتهما في آخر المسرح، تخطوا جميعا درجات السلالم يحاورانها يتحدثان معها ويلحون عليها لتحكي لهما حكاية ما قبل النوم. جلست الجدة في زاوية تحتضنهما وحكت بطريقة الجدات المحببة حكاية فتاة مسكينة توفيت أمها وتركتها وحيدة مع والدها، هذا الأخير تزوج فأنجب بنتا ثانية اسمها زهرة، كانت تعاملها زوجة الأب كابنتها، لكن حصل أن اختفى الوالد فتغيرت معاملتها معها من مجاملة إلى قسوة، طفح كيل ياسمين فخرجت تبحث عن أبيها، صادف والتقت في طريقها ماردا محبوسا داخل قارورة، ناداها باسمها وطلب منها تخليصه من حبسته التي طالت 20 سنة، وعندما فعلت ذلك، رد لها الجميل وساعدها في إيجاد والدها، التأم الشمل، ولتمرير رسالة الحب والخير وانتصار الخير على الشر سامحت ياسمين زوجة والدها. من المتخيل الشعبي الحكاية من المتخيل والموروث الشعبي، أسطورة نسجت بطريقة ترضي طموح جمهور غفير من الأطفال الذين توافدوا على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، وكل من شاهد ياسمين والمارد الشرير، في عهد الصورة والتقنيات العالية التي غزت القنوات، والمتاح في سوق العرض، أبهر بطريقة العرض وبالتقنيات عالية الجودة، حيث تخللت المسرحية أغاني وموسيقى تعبيرية منحت السعادة للأطفال وشدت انتباههم، تراقصوا على نغماتها حينا، وأثار المارد الشرير خوفهم مرات، في حين حازت ياسمين على تعاطفهم. محمد سعيد: سعداء بالحضور يقول محمد سعيد السلطي، مخرج مسرحية ياسمين والمارد الشرير عن هذا العمل: حاز هذا العمل على 4 جوائز هذه السنة وذلك في إطار مهرجان الإمارات للطفل، وهذا العمل للمؤلف القدير سالم الحتاوي الذي وافته المنية بعد حضوره للعرض الأول، وقد كان سعيدا جدا بهذا العرض حيث صعد على الخشبة، ويعتبر فقدانه خسارة للمسرح الشعبي وللمسرح في الإمارات بشكل عام، وكنت أنا وهو نشكل ثنائيا جميلا حيث عملت معه أول عمل مسرحي وهو «مملكة السلام»، وحاز على عدة جوائز في مهرجان الطفل، كما ألف مسرحية «زهور والمنظرة المسحورة» لمسرح كلباء، وكانت رغباتنا تتوحد في إعادة صياغة الموروث الثقافي الشعبي وبلورته في قالب جديد وجميل تستوعبه الفئات الصغيرة، وهذا يعتبر تحديا في حد ذاته نظرا لما يغزو السوق من تقنيات عالية ترضي طموح الأطفال، بحيث أخذنا من الخراريف والدحوثات الشعبية والموروث الثقافي القديم وحاولنا صياغته في قالب جديد بتقنيات وإضاءة عالية، وباتفاق بيني وبين المؤلف «رحمه الله» أعدنا صياغتها بشكل إيجابي وفحواها الصراع بين الخير والشر، ورسالة للصغار، والميزة في هذا العمل أن الفكرة والطرح قديمين ولكن الرؤية البصرية والإخراجية جديدتين، بحيث أدخلنا خيال بصري وتصور وتقنيات حديثة يلائم العصر، فالعصر الإلكتروني يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لنا، ويعتبر هذا ثالث عرض للمسرحية، ويسعدني كثيرا هذا التجاوب من الأطفال والإقبال الجماهيري الواسع، ومع أننا نحتاج إمكانيات مادية كبيرة وتقنيات عالية حتى نكون في المستوى المطلوب، وبالنسبة لي فإنني أحضر جميع العروض ويصيبني الخوف وتشد أعصابي كأنها أول تجربة. ناصر عبد الرحمن: أنا سياف من بين الشخصيات التي لعبت في المسرحية ناصر عبد الرحمان الذي يقول عن دوره: أولا أشكر مسرح دبي الشعبي الذي أتاح لي فرصة المشاركة، ودوري عبارة عن سياف يقطع الرؤوس، وأسجن المخالفين في السجون الأرضية، وفي الأخير أخدع المارد الشرير، وهذه رسالة للجمهور بأنك «كما تدين تدان». إيمان حسين: الخير ينتصر بحنو تحتضن أحفادها وتحكي لهم «الَخرّوفة» في المسرحية، تقول عن ذلك: الحدوثة هي من المتخيل الشعبي وهي عبارة عن أسطورة تقول أن ياسمين فتاة جميلة توفيت والدتها، فتزوج والدها بامرأة لم تعاملها بما يرضي الله، وفي يوم ضاقت ياسمين من معاملة زوجة والدها فخرجت تبحث عن والدها الضائع، فصادفت في طريقها ماردا في قارورة ناداها باسمها وطلب منها تخليصه من حبسته ووعدها بإيجاد والدها الضائع وابن عمها، هذا المارد الطيب تعرض للطرد من جزيرته عن طريق مارد شرير وحبسه ما يناهز عشرين سنة، وبالتالي رد الجميل لياسمين وعمل على جمع شمل عائلتها وقد سامحت ياسمين المسكينة زوجة والدها، وهنا رسالة في الموضوع بأن الخير يغلب. يعد كاتب مسرحية ياسمين والمارد الشرير الذي وافته المنية قبل شهر، من أهم الكتاب المسرحيين في الساحة الإماراتية، ومن أبرز كتاب المسرح في الخليج وأغزرهم عطاء له ما يزيد عن 24 نصا مسرحيا، و12 مسلسلا تلفزيونيا و4 مسلسلات إذاعية، وهو عضو في مسرح دبي الشعبي. وحاز الكاتب سالم الحتاوي على العديد من الجوائز عن نصوصه المسرحية منها: ـ أفضل نص مسرحي في مهرجان أيام الشارقة المسرحية عن مسرحية «أحلام مسعود» ـ نص مسرحية «ليلة زفاف» ـ أفضل عمل متكامل عن نص مسرحية «الملة» ـ نص مسرحية زمزمية ـ أفضل نص مسرحي في مهرجان المسرح الخليجي في دورته السادسة عام 1998عن مسرحية عرج السواحل. وأعمال أخرى كثيرة كان آخرها مسرحية ياسمين والمارد الشرير وهي آخر هدية من الكاتب الراحل سالم الحتاوي للأطفال الصغار. حضور مميز حضر العرض أنجال سمو الشيخ محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان الشيخ حمدان والشيخ زايد، اللذان أعجبا كثيرا بالمسرحية وصرحا لـ «دنيا الاتحاد» وقالا: أعجبنا كثيرا بمسرحية ياسمين والمارد الشرير، وأعجبتنا شخصية المارد الطيب، الذي ساعد ياسمين المسكينة في إيجاد والدها، كما أعجبتنا الشخصية التي قامت بسجن المارد الشرير. وغصت جنبات مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج بالأطفال والآباء الذين عبروا عن سعادتهم بحضور هذا العرض الشيق الذي يحمل رسائل الخير والشر في توليفة رائعة تكسر مقولة أن التلفزيون والألعاب الإلكترونية تسيطر على اهتمامات الأطفال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©