بدعوة من ''هيئة أبوظبي للثقافة والتراث'' و''السفارة اللبنانية'' في دولة الإمارات العربية المتحدة، شهدت ''قاعة ابن ماجد'' في ''المجمع الثقافي'' أمس الأول أمسية شعرية للشاعر اللبناني محمد توفيق صادق حضرها سعادة فوزي فواز سفير لبنان في الدولة وحشد من المهتمين·
بعد كلمة تقديم من الدكتور وليد عكو، عرف خلالها بالشاعر من خلال عدة دواوين شعرية سبق له إصدارها، بدأ الشاعر الكلام متوجهاً بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي تفضلت باحتضان الأمسية، مشيراً إلى أن الشعر هو ما كان وفياً للأوزان التي وضع بحورها الخليل بن أحمد الفراهيدي، أما النثر فبعضه قد يكون شعري الطابع لكنه لا يسعه أن يكون شعراً بالمعنى الدقيق للكلمة، داعياً إلى وضع النتاج النثري الموشّى بالشعر في خانة الفلسفة والتأمَّل الوجداني، والمحافظة على خصوصية الشعر بوصفه توغلاً في التراث بحثاً عن إضافة إلى الزمان والمكان·
ثم شرع الشاعر في قراءة قصائده الموزونة والمقفّاة، متنقلاً برشاقة مميزة بين الشعر الوطني والغزل المتسم بشفافية فائقة، وقد حازت أشعاره قبول الحضور الذين قاطعوه مراراً بالتصفيق طالبين إعادة بعض المقاطع·
وفي ختام الأمسية، أهدى الشاعر مطولة شعرية إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جاء في مطلعها:
عيناكَ شاطئ بحر ماؤهُ الدُّر
والهدبُ رمح نخيل خطَّه الصقرُ
على النخيل شعاع الشَّمس قوس بَها
كأنما حاجباكَ القوسُ والنصرُ
إلى أن يقول:
يمشي ''الخليفة'' مقداماً وإخوته
أهل النَّهي والحمى والأسيفُ الغُرُّ
والعهدُ أولى وليَّ العهدِ شعلتهُ
فهو ''المحمَّدُ'' والمحمودُ والحرُّ
كما تناول الشاعر في مطوَّلته الإنجازات الباهرة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قائلاً:
شيخُ المشايخِ باقٍ لم يغب أبداً
ما أطولَ العمر لما يخلُدُ الذِّكرُ
مؤسِّسٌ قائدٌ من فرطِ هيبتهِ
فوقَ العَرين تشظَّى الجلمدُ الصّخر