الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الجزائر تفتح نافذة للإطلالة على تاريخ الفاطميين

الجزائر تفتح نافذة للإطلالة على تاريخ الفاطميين
11 يناير 2008 22:38
يحتضن ''قصر الثقافة'' بالجزائر العاصمة حتى 31 من يناير الحالي، معرضاً بعنوان ''كتامة··· والحضارة الفاطمية''· ويُعدُّ المعرض نافذة تاريخية يطل منها الجزائريون المعاصرون على تاريخ الخلافة الفاطمية التي انطلقت من الجزائر إلى تونس، ومن ثم توسَّعت إلى مصر، وأجزاء مهمة من الشام والجزيرة العربية، واليمن إلى سنة 1171 م· يتضمَّن المعرض لوحات تفصيلية عن قيام الخلافة الفاطمية بالمغرب الإسلامي، والكشف عن الدور البارز الذي لعبته قبيلة ''كتامة'' الأمازيغية التي استوطنت شمال المغرب الأوسط (الجزائر) في احتضان الدَّعوة الشِّيعية، والتمكين لقيام الدولة الفاطمية وتدعيم ركائزها وتوسعها وحمايتها، كما يتضمَّن المعرض صوراً لأهم المُدن والمعالم الأثرية التي خلفتها الخلافة الفاطمية بالجزائر وتونس ومصر، وصوراً أخرى لأهم الصناعات الحرفية والفنون القائمة آنذاك، إضافة إلى قطع أثرية حقيقية تمثل أواني وقطعاً ذهبية وتماثيلَ مختلفة تُعبِّر عن درجة الرُّقي الفني التي بلغتها الخلافة الفاطمية آنذاك· حظي الجانب التاريخي ـ السياسي بأهمية كبيرة في عرض المقتنيات؛ حيث تم نصب لوحات كبرى تقدِّم تفاصيل وافية عن كيفية قيام الخلافة الفاطمية في المغرب الإسلامي انطلاقاً من بداية الدعوة الشِّيعية في المنطقة على يد الداعية اليمني أبو ''عبد الله الشِّيعي'' الذي دخلها بصحبة حجاج من قبيلة كتامة الأمازيغية واستقر بـ ''إيكجان'' بين ولايتي ميلة وسطيف بالجزائر، واستمرت الدعوة 13 سنة لتُكلَّل باحتضان قبيلة كتامة لها وقيامها ببسط نفوذ الفاطميين على المغرب الإسلامي والقضاء على الأغالبة والرستميين والأدارسة والمدراريين بالمغرب الأقصى والمغرب الأوسط، وكذا المغرب الأدنى (المملكة المغربية والجزائر وتونس حالياً)، وقد بنى الفاطميون مدينة ''المهديَّة'' بتونس لتكون العاصمة الأولى لخلافتهم الناشئة سنة 308هـ/ 920 م، وبويع ''عبيد الله المهدي'' كأول خليفة فاطمي· قبيلة كتامة في عهد الخليفة الرابع ''المعز لدين الله'' أرسل جيشاً من قبيلة ''كتامة'' قوامه 100 ألف جندي بقيادة ''جوهر الصقلي'' إلى مصر، فتمكَّن من فتحها سنة 358هـ/ 972م وشيَّد عاصمتها القاهرة، ثم بنى جامع الأزهر سنة 972 م ليتجه بعدها إلى فتح بلاد الشام والجزيرة العربية واليمن وصقلية معتمداً في ذلك على الكتاميين ونقل عاصمته إلى القاهرة، وحينها بدأ العصر الذهبي للفاطميين، فكان حكمُهم واحداً من أعظم الفترات المتألِّقة في التاريخ الإسلامي؛ ثقافياً وفنياً واقتصادياً وعسكرياً، وكان لقبيلة ''كتامة'' الدور البارز فيها منذ نشأة الخلافة الفاطمية إلى غاية زوالها سنة 1171م، وقد أخذ المعز لدين الله أبرز قادتها وعلمائها وأدبائها معه إلى القاهرة ومكَّنهم من السَّيطرة على مساحات زراعية مهمة، وأخذ معه خمسمائة جمل محملة بالذهب ولما استقر بمصر قام برفع قيمة الدينار وبلغ الرخاء الاقتصادي بالبلد درجة عالية· استخلف المعز لدين الله ''بلكين بن زيري'' على بلاد المغرب فبنى مدناً عدة، منها: ''أشير'' و''قلعة بني حماد'' اللتان أصبحتا من الرموز الثقافية بالمغرب الأوسط وقبلة للعُلماء والشُّعراء، أشكال بديعة تضمَّن المعرض صوراً جميلة لآثار هذه المدن، إلا أن أهم ما لفت انتباه زوار المعرض هو المصنوعات الفاطمية النادرة وبخاصة في ميادين الخزف والفخار التي امتازت برقتها وجودتها وجمالها وإتقانها؛ إذ كانت الأواني الفخارية تدهن بطلاء أبيض وتزينه رسوم ذات بريق معدنيٍّ ذهبي اللون في أغلب الأحيان، أما الزخارف فكانت من الأشكال الآدمية والحيوانية والطيور والنباتات والأشكال الهندسية والكتابات الكوفية البديعة· احتوى المعرض كؤوساً وأقداحاً من الزجاج الشَّفاف عظيم النقاوة المزخرف بخيوط مذهَّبة، وعليها رسوم طيور وحيوانات، ورسوم نباتية مختلفة، وهو ما شكَّل مفاجأة حقيقية للزوار الذين اكتشفوا مدى تطوُّر الصناعة الزجاجية في عصر الفاطميين· حظيت المجوهرات الفاطمية بمكان مميز في المعرض، وقد بدت بديعة متناسقة لا تختلف، في أشكالها وأحجامها وجمالها، عن مجوهرات اليوم، في حين يعود معظمها إلى القرن الخامس الهجري، ويزيد من قيمتها تطعيمها بأحجار كريمة كالفيروز والزُّمُرُّد، وقربها عرضت مجموعة من''الصُّنْج'' الزجاجية وهي معايير وموازين ذات ألوان زاهية بعضها معتم وبعضها الآخر شفاف، وهي الوزن الشَّرعي للدينار بمقدار 4,25 غرام، ويقاس على ذلك مضاعفاته وأجزاؤه· أما هواة النَّحت والتماثيل والتُّحف الأثرية، فقد وجدوا ضالتهم في مجموعة تماثيل صغيرة مصنوعة من البرونز الذي ازدهر إنتاجه في العصر الفاطمي، وكانت هذه التماثيل تزيِّن القصور الفاطمية، إضافة إلى وجود مباخر وصنابير لأباريق أو آنية على شكل طائر أو حيوان عليها كتابات كوفية تتضمَّن أدعية دينية، وهي مزيَّنة بزخارف هندسية ونباتية وآدمية بديعة أضفت على التماثيل روعة وجمالاً·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©