الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحبة بين الناس

26 فبراير 2011 20:41
الحب من أهم سمات الوجود والحياة والتواصل والتفاعل والعطاء والبناء، فالإنسان إذا أحب شيئاً اهتم به ورعاه وقدره، فمن يحب سلعة ما يسعى لاقتنائها، ومن يحب مكاناً معيناً يحدد له وقتاً للذهاب إليه، ومن يحب منطقة ما في بلد ما يسافر لها من وقت لآخر، ومن يحب فلاناً يزوره كلما سنحت له الفرصة ويدعوه لمناسباته الخاصة، ومن يحب عملاً معيناً يتفانى في أدائه ويبدع ويتميز فيه كما فعل أديسون، ومن يحب علماً ما يبحر فيه ويتعمق وينهل منه بشغف، ومن يحب الطبيعة يهتم بها ويتواجد فيها ويكتب فيها أشعاره ويستلهم منها أفكاره ولوحاته الفنية، ومن يحب الناس يتواجد بينهم ويعيش معهم.... فتخيل عزيزي القارئ كيف هي الحياة من دون حب؟ يقول جون كيتس عن الحب: «الحبُّ استمراريةٌ ونقاءٌ، والكراهيةُ موتٌ وشقاءٌ»، وقد قال أحدهم: الحبُ روحُ الكونِ لولاهُ لمـا عاشت به الأحياءُ بضعَ ثواني الحبُ ينبوعُ الحياةِ تفجرتْ من راحتيهِ سعــــادةُ الأكوانِ فكل من لديه مشاعر وأحاسيس وعواطف ينشد المحبة، حتى وإن كان من أقسى القساة، فالمحبة تختلف في درجتها وقوتها ونوعها من شخص لشخص ومن حالة لأخرى، فالطفل يحتاج للحب ليعيش وينمو ويشعر ببهجة الحياة، والشاب يحتاج للحب ليعطيه الدافع للتطلع للمستقبل مشرق، ويتعطش له الكبير من ذكر وأنثى ليحيا به بقية عمره فالمحبة للكبير تعني المكافأة المرضية. المحبة لا تحتاج ليوم ليحتفل به البعض؛ لأن في ذلك إيلاماً للنفس البشرية التي هي عبارة عن كتلة من الأحاسيس والمشاعر. وكما هو معروف من يحب أحداً يحب أن يتبعه، وهذا الأمر مشاهد وواضح ولعله أوضح عند الأبناء في تقليد الآباء. فالبنت تقلد أمها في لبسها وزينتها وأسلوب كلامها وتصرفاتها، وكذلك يفعل الابن في تقليد أبيه في اللبس والمشي والأكل وغيرها من الأمور. وشريك الحياة يتبع من أحب بطريقة تعامله وأسلوبه وفكره ومنطقه وكلامه وما إلى ذلك، أو بتنفيذ طلباته وتعليماته وأوامره. ومن وهناك عوامل تبني المحبة بين الناس وتزيدها منها: إفشاء السلام لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم»(رواة مسلم)، الابتسامة والبشاشة في الوجه، التسامح وقبول الاعتذار فقد قال لاروشفوكو: «نحنُ نغفرُ ما دُمنا نحبُّ»، ذكر الآخرين بالخير فالمثل العربي يقول: «من أحبَّ شيئاً أكثر في ذكرهِ»، الوفاء بالعهد، تقديم الهدايا، الكلام الجميل والطيب، الترحيب الجيد بما يليق بالشخص، والتقدير والاحترام. عزيزي القارئ هل تعلم أن المحبة تمنحك سلامة الصدر وقوة في جهازك المناعي وراحة نفسية وهدوء بال؟ فتمتع بحياة جميلة وأنت محب لكل من حولك. د. عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©