الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحافة الهندية تطرح اكتتاباً عاماً وتستخدم لغة «جوندي» لربط قبائل المناطق النائية

الصحافة الهندية تطرح اكتتاباً عاماً وتستخدم لغة «جوندي» لربط قبائل المناطق النائية
26 فبراير 2011 20:33
تشهد الهند ظواهر وممارسات إعلامية جديدة تميزها عن العديد من الدول الأكثر تقدماً في التجارب والخدمات الإعلامية، وهو ما يظهر عبر استمرار الرهانات على تطور صحافتها التقليدية من جهة، وعبر ابتكار خدمات إخبارية جديدة في مناطق قبلية لا تغطيها الصحف ولا التلفزيونات ولا الإنترنت. من بين التطورات التي أوجدتها الهند في مجال الإعلام، كشفت شبكة «بلومبيرج» الأميركية عن توجه آندو جان، رئيسة مجلس إدارة إحدى الشركات الإعلامية الكبرى في الهند عن منح موظفيها خيارات تملك أسهم في الشركة تمهيداً لعملية اكتتاب عام في رأسمال الشركة سيطرح خلال العامين المقبلين. نمو اقتصادي تعود أهمية هذا الأمر إلى أن الشركة المذكورة هي المالكة لأوسع الصحف الصادرة بالإنجليزية انتشاراً، كما تؤشر إلى أن مسيرة الصحف التقليدية لا تزال تنتظرها آفاق انتشار واسعة في بلدان نامية وبعدد كبير من السكان وتتمتع بقدر واسع من الحريات السياسية. فصحيفة «تايمز أوف انديا» الهندية التي تملكها هذه الشركة، تعتبر الصحيفة الإنجليزية الأوسع انتشاراً في العالم مع نحو سبعة ملايين قارئ يومياً. كما تملك الشركة صحيفة «إيكونوميك تايمز». وذكرت المعلومات أن بعض المسؤولين في الشركة التي يملكها الملياردير الهندي جين كولمان وشركاه، والتي تتخذ من مومباي مقراً لها، تبلغوا بالأمر قبل أكثر من أسبوع، وفقاً لما قاله مصدران للشبكة رفضا الإفصاح عن اسميهما بانتظار الإعلان رسمياً عن الاكتتاب. وسيسمح الاكتتاب في هذه الشركة وصحفها الواسعة الانتشار باستفادة المستثمرين من نسبة عالية من النمو تنتظر الصحف الهندية، في وقت تواجه فيه الصحف الأوروبية والأميركية هبوطاً في مبيعات الإعلان. فسوق الصحف في هذا السوق الآسيوي الكبير، يحظى بعدد قراء أكبر من عدد سكان الولايات المتحدة، ومرشح للارتفاع بنسبة 6,8 سنوياً وفق ما توقعات شركة «برايسواترهاوس كوبرز» العام الماضي. ووفقاً للتوقعات نفسها، فإن قيمة سوق صناعة نشر الصحف الهندية التي تملك 356 مليون قارئ مرشحة لتصل إلى 4,1 مليار دولار، وفق ما قالته الشركة في تقريرها الذي قدر عدد قراء «تايمز أوف انديا» بنحو سبعة ملايين قارئ. صحافة القبائل في تطوير آخر جديد يشير إلى الآفاق التي فتحتها وسائل الإعلام الرقمية، وحيث لا تزال مناطق كثيرة في العالم والمقاطعات النائية أبعد من أن تحصل على الصحف أو غيرها من قنوات الأخبار الأخرى ، تدفع التطورات المتسارعة في صناعة الأخبار إلى أفكار متواصلة في التطور ومتوائمة أكثر مع الحاجة الفعلية للناس سيئي الحظ الذين يعيشون ممن يعيشون في هذه المناطق. في هذا الإطار، خاض ممارسون لما بات يسمى صحافة المواطنة في إحدى القبائل الهندية الكبيرة التي تعد ملايين عدة غمار تجربة نوعية جديدة تتمثل ببث أخبارهم ومواد صحافية أخرى بلغتهم المحلية، مستخدمين نظاماً خاصاً يوظف الإنترنت والهواتف النقالة معاً. ويأمل القائمون على هذا المشروع ربط المناطق الريفية فيما بينها في جانب، ووصل سكان هذه المناطق ببقية العالم في جانب آخر. وقالت شبكة «دويتشي ويلليه» الألمانية التي سلطت الضوء على هذا المشروع إن العاملين فيه يطبقون مبادئ الصحافة الأساسية في محاولة لتلبية احتياجات الناس الذين ما زالوا «في الجانب الخطأ من الفارق الرقمي»، كما يوفرون منصة جديدة، حيث يمكن للقرويين التحدث كل إلا الآخر وإلى العالم الآخر عن مشاكل العالم المهمة بالنسبة لهم. وازدهرت صحافة المواطنة في دول آسيا بسرعة قياسية في السنوات القليلة الماضية مستفيدة من ضعف حضور أو غياب المؤسسات الإعلامية في بعض المناطق، وصعوبة إيصال الصحف إلى أماكن بعيدة وتراجع البنية التحتية لخدمات الاتصال الأرضية، في مقابل معدلات عالية من الانتشار السريع للهواتف النقالة والرخيصة الذي عوض بعض الشيء الخلل في انسياب المعلومات، كما وفر بيئة حاضنة لظهور فئات جديدة من الصحافيين المدنيين. فقر الميزانيات يعتمد المشروع الإعلامي على نظام يدمج خدمة الموقع، وتعود فكرة نشر خدمة الأنباء باللغة المحلية التي بدأت في فبراير من العام الماضي إلى بنات أفكار صحافي مستقل يدعى شوبرانشو شودري، الذي كان في وقت سابق منتج برامج في شبكة «بي بي سي». الراديو على الإنترنت، وأطلق عليه تسمية «تشهاتيسجاره»، وقد قوبل بموجة من الإقبال العارم أي أوساط القبيلة. وبفضله أصبح سكان القبيلة، الذين بلغ عددهم أكثر من أربعة ملايين، يتابعون الأخبار بلغتهم المحلية التي تسمى «جوندي». وفي وسط ولاية «تشهاتيسجاره» يعيش معظم السكان في مناطق نائية منتشرة على مساحات شاسعة لا تصلها الصحف، حيث تسود معدلات متدنية للغاية في معرفة القراءة والكتابة في الوقت نفسه الذي تفتقر فيه هذه المناطق إلى الإنترنت وأجهزة التلفزيونات بسبب الفقر الخاص وفقر ميزانيات الخدمات الحكومية ذات الصلة. وتعود فكرة نشر خدمة الأنباء باللغة المحلية التي بدأت في فبراير من العام الماضي إلى بنات أفكار صحافي مستقل يدعى شوبرانشو شودري الذي كان في وقت سابق منتج برامج في شبكة «بي بي سي». واعتمد المشروع في تطوير تقنيته على شركة «مايكروسوفت ريشرش انديا» و»معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا» الأميركي، وهي تعتبر تقنية بسيطة نسبياً. إذ تعتمد على طلب رقم محدد من أجل تحميل مادة إخبارية ثم إرسال الرسالة النصية باللغة المحلية إلى جميع أرقام الهواتف الموجودة على قائمة الاتصال للأشخاص الذين يتكلمون لغة القبيلة. كما أن أي شخص يريد معرفة التقرير أو الخبر سمعياً، خاصة إذا كان يجهل القراءة، يمكنه الاتصال بالرقم نفسه، حيث يستمع إلى النص مقروءاً. وجرى تدريب متطوعين محليين كثر على استخدام هذا النظام من أجل المساعدة على نشر الوعي بالمشاكل المحلية. (مصدر الصورة : moonchasing.wordpress.com)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©