الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجموعة «أحاسيس» تروي حكايات القصور

مجموعة «أحاسيس» تروي حكايات القصور
6 ابريل 2010 21:37
في ليلة شرقية ساحرة حملت معها نفحات عابقة من سحر الماضي، وحكايا الجواري والقصور، روت “زرينة يوسف” قصتها الجديدة مع الموضة والجمال، وعبر 60 تصميماً عربياً مترفاً تألقت المصممة الإماراتية الواعدة في عرض خاص قدمته في مركز دبي التجاري مؤخراً، فترجمت من خلاله عشقها الدائم للتراث الشرقي وفنونه الجميلة. مع أنها غابت أكثر من عام إلا أنها عادت بمجموعة متميزة من الموديلات العربية الراقية، التي حملت بصمة زرينة المتفردة ورؤيتها الخاصة لفن الهوت كوتور (الخياطة الراقية)، ولتثبت مرة أخرى بأنها فنانة محترفة وقادرة في مجال الأزياء، تملك أدواتها وأسلوبها الذي يميّزها ويعّرف عنها، وأطرَت زرينة باقتها الجديدة لخريف وشتاء 2010/2011 بعنوان “إحساس” لتعبر به عن مفهومها للأناقة، ولتعكس من خلاله أحاسيس ومشاعر كل امرأة شرقية تعشق الأزياء وتحترم العادات والتقاليد. عناصر جمالية تقول زرينة لـ”الاتحاد”: في هذه التشكيلة تحديت ذاتي وحاولت أن أضمنها كل ما تعلمته والتقطته من خبرة السنين، ولأجمع فيها عناصر جمالية تخصني وتفرد عملي كفنانة شغوفة بالموضة”. وتضيف:”هي مجموعة أحاسيس أردتها أن تختزل جل مشاعري وأهم ما يمَيزني، فجعلت من الأقمشة والألوان لعبتي ورسمت بها ومعها لوحات فنية متكاملة، لصورة المرأة الشرقية الأنيقة، والفخورة بتراثها وخصوصية مجتمعها”. ومع بدء العرض على إيقاعات مدوية تصدح في أجواء المكان، وأقدام العارضات تدق برشاقة ونغم على مدرج المنصة، توالت التصميمات والموديلات التي تميزت بالانسيابية والأريحية المتعارف عليها في أسلوب زرينة. وجاءت القصّات كمزيج بديع ما بين الطراز الخليجي التراثي القديم وبين الشكل الكلاسيكي لأزياء المغاربة، مع نفحات من الروح الإغريقية المطعمة باللمسات الشرقية، وشكلت التطريزات الدقيقة بخيوط الذهب والفضة على الأطراف، مع الأحزمة المبتكرة والملتصقة بالقدود والمغزولة من خيوط الحرير الملّون، وعناصر إضافية غنية أكملت بها المصّممة الصورة الجمالية المثلى لكل قطعة وموديل، مركزة أكثر في هذه المجموعة على تأطير الخصر وحركة الأكتاف، مع تعدد القصّات في التنورة الواحدة، أو الجزء السفلي من التصميم تحديداً لتصل إلى ست بل وثمان قطع أحياناً، كما استخدمت في معظم التشكيلة مطرزات من الكروشية المشغولة يدوياً، ووظفتها كاكسسوار وزينة، لتحيط بالعنق أو لتحتضن القد أو لتستريح ببساطة على الصدر. لعبة القماش أما الخامات التي استعملتها زرينة في تفصيل المجموعة، فقد تشكلت ما بين الشيفونات الهفهافة، والحرائر الناعمة، والكثير من الأورجانزا الشفافة، وتفننت بضربات مقصها الحاد على انسيابية القماش وطواعيته، فلعبت به بحرفية وذكاء، ففَرقت وجمَعت، وأوصلت ما قطعت، وبدأت من حيث انتهت، محولةً من كل تصميم وقطعه إلى أيقونة فنية معّبرة، تترجم بعفوية مفردات جمالية هائلة في قوام المرأة، ومحدثةً الأثر المطلوب في إظهارها ككائن ثمين، وهي ملتفة بترف القماش وغنى التفاصيل، وعلى نحو أنثوي مثير تمتزج فيه الرومانسية مع الرقيَ. ولتؤكد أكثر على هذه الفكرة لجأت المصممة في هذه التشكيلة على وجود القطع المنفصلة أو المقصوصة كأجنحة رقيقة، لتتطاير بخفة وانسيابية عند المشي والحركة، وخاصة تلك التي تحمل خفة وشفافية الأورجانزا، وتعبر عن هذا الأمر، فتقول :”لأصل الى التناغم بين العناصر التي تكوّن هذه الأشكال الفنية التي أسميها أزياء، تعاملت مع قماش الأورجانزا بالذات بشكل جديد ومختلف، لأجعله ليناً، مطواعاً، وأكثر خفة وروعة، ثم أدخلت عليه أنواعاً مختلفة من الخرز والتطريز ومزجته مع نعومة الموسلين وغيره من الخامات التي أكملته، وجعلته نموذجاً جميلا لفكرة فستان أنيق أو جلابية راقية تليق بمن ترتديها. زرينة تحتفل بالحياة لأنها مصممة ذات أفكار جميلة ويملؤها الشغف وحب الناس، والأشكال، والأشياء، لم تأل زرينة جهدا لتعبَر عن احتفالها بالحياة، ولم تفتقر باقتها المنوعة من الألوان، والتنسيق، والإحساس، فأثرتها بمختلف التدرجات اللونية التي يمكن تخيلها، وكأنها ترضي بها عدة رغبات وأمزجة، بدءا من رزانة الأسود الفاحم، فالأزرق الكحلي، والتركوازي البحري، لترتفع مع السماوي الضبابي، وتثلج بالأبيض الناصع، ولتنزل مرة أخرى للأرض للألوان الترابية مثل البيج العاجي، والبيج العسلي، ثم تتلذذ بالبني الشوكلاه، فالمحروق، ولتسخن أكثر مع البرتقالي المشمشي، والأحمر الناري، وترق مع النبيذي، والبنفسجي، والزهري، وهكذا دواليك، 60 موديلا بستين لونا، ودرجة، ومذاقا، موجات عالية وأخرى منخفضة، كلها جاءت بشكلها السادة ولم يكسر حدتها أو يخترق سكونها، إلا شغل الإبرة ودق ماكينة التطريز بخيوطها البراقة بألق من أطياف الفضة والذهب.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©