الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مرسى الوداد..باكورة شيخة المطيري

8 يونيو 2009 02:13
صدر للشاعرة الإماراتية شيخة المطيري ديوانها الأول «مرسى الوداد» عن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث. وقدم لمجموعتها الشاعر هارون هاشم رشيد الذي وصفها بالشاعرة الواعدة، وجاءت المجموعة في 153 صفحة من القطع المتوسط. ترحل بنا الشاعرة في باكورة إنتاجها الأدبي في بحر من الدموع والأحزان، لأن القصائد في أغلبها قصائد رثاء مكتوبة بلغة فياضة بالدمع والمشاعر الداخلية الصادقة، والإيقاع الموسيقي الحزين، والمشاعر الوجدانية المتفاعلة مع الحدث، وكأني بها تعيش مع أولى تجاربها الشعرية في لجة الحزن والعذاب، وتتفجر من أعماقها ينابيع الوجع والألم والدموع الصافية. تضم مجموعتها رثاء للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بعنوان «جرح بتشرين»، و رثاء للهزار الشادي الشاعر حمد بو شهاب، وقصائد في المناسبات التي ألمت بالوطن والأمة، ومن عناوين هذه القصائد: «سعاد» و»أم البنين» و«وداعاً بني»، و«وداعاً محمد». كما أنها تنسج إحدى قصائد الديوان على غرار قصيدة للشاعر سلطان العويس، وتسكب عواطفها ومشاعرها الداخلية الصادقة عن الرجل في مقطوعتين شعريتين تبين فيهما عذاباتها ضمن قدرات إبداعية نفسية جميلة، لم تتمكن فيهما من اتخاذ موقف موحد في كلتا الحالتين. إن شيخة المطيري تواجه المتلقي للمرة الأولى، ولا عجب أن تفيض تجربتها بالحزن والنواح والتوتر النفسي العميق، وتغرق في بحر الجراح التي يئن منها قلبها المتعب، وهي تشكل صورة شعرية نابعة من المأساة بوجهيها الذاتي والعام. لقد صاغت نصها الشعري وفق النظام العمودي التقليدي الذي ما زال يتمترس خلفه بعض الشعراء، لكنها انفتحت قليلاً على شعر التفعيلة، مما يعني قدرتها على وضع قدم لها على خارطة الشعر العربي. وجاءت اللغة سهلة، بسيطة، تكتب عن حقائق في الحياة، وينفتح النص الشعري على مراحل الطفولة والحلم والبراءة، حيث تبتعد عن الصراخ المباشر، إلى فيض الإحساس، ودفقة المشاعر، ودفء العاطفة، ونبض العشق المكنون. إن شيخة المطيري شاعرة تتشكل، في شعرها براءة وطهارة، ومعاناة وألم، ورغم أن النصوص كتبت في مناسبات معينة، إلا أن رشاقة العبارة، وسمو العاطفة، والتمكن من الموسيقى، والصوت الشعري الجديد مع أول إطلالة لها، يجعل من شعرها شعر مناسبات في الشكل، لكنه إبداع شعري في الرؤية الفنية والمضمون.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©