الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة الأوكرانية تهبط بالبورصات العالمية

الأزمة الأوكرانية تهبط بالبورصات العالمية
3 مارس 2014 22:42
عواصم (وكالات) - تراجعت أسواق الأسهم العالمية أمس بسبب الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وجارتها أوكرانيا، لتتصاعد التوترات مع الغرب إلى درجة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة. وتأهبت أوكرانيا للحرب أمس الأول وهددت واشنطن بفرض عزلة اقتصادية على روسيا بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين أنه يحق له غزو جارته وذلك في أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وروسيا أكبر بلد منتج للنفط في العالم وقد وصف رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك اتجاه موسكو لاستخدام القوة العسكرية بأنه “إعلان حرب”. وقد هوت الأسهم الروسية بشكل حاد وهبط الروبل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مع بدء معاملات أمس. وانخفض الروبل الروسي اثنين بالمئة وهبطت سوق الأسهم نحو 10% في بداية المعاملات قبل أن تتعافى بشكل طفيف على مدار اليوم. ومع تزايد المخاوف نتيجة تصاعد التوترات بين روسيا والغرب وتهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا في حالة تدخلها عسكريا في أوكرانيا هرع المواطنون الروس لبيع أرصدتهم المحلية بأفضل سعر ممكن قبل الهبوط المتوقع للسوق. وقالت المتحدثة باسم بورصة موسكو نيكيتا بيكاسوف إن الهبوط شمل كل أنواع الأرصدة بما فيها الأسهم والسندات والعملة. وأضافت بيكاسوف “لا يمكنك القول إن هناك هبوطا معزولا.. نشهد هبوطا مطردا واسعا لكل الأرصدة..الأمر الذي يؤكد أن عوامل الاقتصاد الكلي لا تهم هنا أو أي حكاية منعزلة تتعلق بإحدى فئات الأصول..السوق كلها تفسح الطريق وتهبط سريعا”. وهوى الروبل الروسي الذي كان ينخفض تدريجيا أمام كل من الدولار واليورو منذ أواخر العام الماضي ليباع الدولار الواحد مقابل 37 روبلا واليورو الواحد مقابل 51 روبلا حتى تدخل البنك المركزي الروسي بعد معاملات صباح أمس ليرفع سعر الإقراض الأساسي بنحو 1.5 نقطة مئوية. واعتبر بي ان بي باريبا في مذكرة الى زبائنه “قد يتبين أن القرار غير كاف إذا ما تفاقمت التوترات اكثر في القرم”. وقالت بيكاسوف “الروبل يهبط في بورصة موسكو مقابل كل من الدولار واليورو. لكن تدخل البنك المركزي في الوقت المناسب برفع سعر الفائدة الأساسي أتى بأثر سريع ليخفف ضغوط المضاربة على الروبل الذي نجح في أن يبقى سعره مستقرا مقابل سلة العملات”. وفي الشوارع المشرفة على الكرملين قالت يوليا دوداريفا إن الأحداث في أوكرانيا لا يمكن إنحاء اللائمة عليها وحدها فيما يتعلق بهبوط الأسواق مشيرة إلى أن كان الاقتصاد يتجه إلى هذا المنحى بالفعل. وقال نائب وزير الاقتصاد اندريه كليباتش أمس انه يتوقع هدوء “الهستيريا” في الأسواق لكنه لا يعرف بالتأكيد متى سيحدث ذلك. وتدهورت الأسواق المالية في أوروبا، حيث استثمرت شركات أوروبية عدة بكثافة في روسيا في السنوات الأخيرة بفعل معدلات نمو افضل مما هي عليه في دولها الأصلية. وفي الساعة 08.05 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.7% إلى 1325.81 نقطة بينما تراجع مؤشر يوروستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 2.1% إلى 3084.69 نقطة. وقال ديفيد تيبو رئيس تعاملات المبيعات الكمية في جلوبال ايكويتيز “بخس المستثمرون تقدير مخاطر التصعيد في أوكرانيا لذا كانت الأحداث التي شهدها مطلع الأسبوع بمثابة إنذار للسوق”. وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر كاك 40 الفرنسي منخفضا 1.6% بينما تراجع فايننشال تايمز 100 البريطاني 1.5% وداكس الألماني 1.8%. وفي نيويورك فتحت الأسهم الأميركية على انخفاض مقتفية أثر الأصول المحفوفة بالمخاطر، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم كبرى الشركات الأميركية 106.22 نقطة أو 0.65% إلى 16215.49 نقطة. وهبط ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 13 نقطة أو 0.7% إلى 1846.45 نقطة. وتراجع ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 50.86 نقطة أو 1.18% إلى 4257.259 نقطة. وفي طوكيو، تراجع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية إلى أدنى مستوى في أسبوع ونصف الأسبوع، بفعل تفادي المخاطر في ظل التوترات المتصاعدة في أوكرانيا وتأثر المعنويات سلبا بصعود الين لكن قطاع النفط خالف الاتجاه النزولي بعد ارتفاع أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في عدة أشهر. وأغلق نيكي منخفضا 1.3% عند 14652.23 نقطة وهو أدنى إقفال له منذ 20 فبراير. وبهذا يواصل المؤشر تراجعه لليوم الرابع.وارتفع مؤشر قطاع التعدين واحدا بالمئة. وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.2% إلى 1196.76 نقطة. ونزل مؤشر نيكي 400 الذي أطلق هذا العام ويتألف من الشركات ذات حقوق المساهمين المرتفعة والحوكمة القوية 1.3% إلى 10831.08 نقطة. واعتبر كريس وستون المحلل في شركة “آي جي” أن “السوق تتساءل ضمن أي ظروف يمكن أن يفرض الغربيون عقوبات اقتصادية على روسيا”. وأضاف أن “روسيا تعتمد بشكل كبير على رؤوس الأموال والاستثمارات الغربية”. واعتبر المحللون في ألفا بنك انه “خلافا لحرب الأيام الخمسة في اوسيتيا الجنوبية، نحن قلقون من احتمال أن تدوم التوترات في أوكرانيا لفترة أطول ويكون لها تداعيات سلبية طويلة الأمد على البيئة الاقتصادية في روسيا”، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي شنتها روسيا على جورجيا في العام 2008. وأوضح كريس ويفر الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة “ماركو ادفايزوري” أن “المخاطر تعززت بشكل كبير”. وأضاف أن “رد فعل أساسيا على الروبل وسوق الديون والأصول لا يمكن تفاديه”. من جهتها، خسرت مجموعة غازبروم الروسية التي تجني قسما كبيرا من أرباحها من صادراتها إلى أوروبا، نسبة 11,5% من قيمتها في البورصة. والمجموعة الأولى عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي هي أيضا المزود الرئيسي لأوكرانيا التي منحتها خفضا بنسبة 30%، وهو ما يمكن أن تعود عنه اعتبارا من نهاية مارس. تراجع السندات الدولارية لروسيا وارتفاع تكلفة التأمين على الديون موسكو (رويترز، أ ف ب) - تراجعت السندات الدولارية للحكومة الروسية على نطاق واسع أمس، في حين سجلت تكلفة التأمين على ديون البلاد من خطر عدم السداد أعلى مستوى في تسعة أشهر. وتراجعت السندات الدولارية لروسيا استحقاق 2020 أكثر من نقطتين إلى 105.42. وتراجعت سنداتها استحقاق 2018 بمقدار 1.8 نقطة إلى 132.50 في حين انخفضت السندات استحقاق 2030 بواقع 1.8 نقطة إلى 114.25. وزاد الفرق بين عوائد السندات الدولارية لروسيا وسندات الخزانة الأميركية 17 نقطة أساس إلى 261 نقطة أساس. وزادت تكلفة التأمين على ديون روسيا لخمس سنوات 33 نقطة أساس عن مستواها في إغلاق يوم الجمعة لتصل إلى 225 نقطة أساس وهو بحسب ماركت أعلى مستوى منذ يونيو 2013. وعلى العكس، فقد بدت الديون الألمانية مطلوبة جدا صباح أمس في السوق إذ تحولت إلى ملجأ للمستثمرين القلقين من تصعيد النزاع في أوكرانيا، في حين قفزت أسعار الفائدة على الاستدانة الروسية. وحوالى الساعة 09,10 (08,10 توقيت جرينتش)، انخفض سعر فائدة الدين الألماني على مدى عشرة أعوام إلى 1,572% مقابل 1,624% الجمعة لدى الإقفال في السوق الثانوية حيث تم التداول بالدين المطروح. وفي غمرة هذه التطورات، شهدت فرنسا، وهي بين الدول التي اعتبرت الأكثر متانة في منطقة اليورو، تراجع معدل فائدة استدانتها إلى 2,154% مقابل 2,195%. وقال المحلل لدى سي ام سي في سنغافورة ديسموند شوا “في الوقت الحاضر، كل أنظارنا متجهة إلى أوكرانيا، إلى الوضع في القرم اعتقد أن هذا العامل سيحجب كل العوامل الأخرى في الأيام المقبلة”. من جهته سجل سعر صرف اليورو رقما قياسيا مقابل العملة الروسية في الأسابيع الأخيرة متجاوزا عتبة الـ 50 روبلا، ليبلغ 51,20 روبل. أما سعر صرف الدولار فارتفع هو الآخر إلى 37,0005 روبل، ليتجاوز بذلك مستواه القياسي المسجل أثناء أزمة 2009.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©