الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قواتنا المسلحة تنزع وتفجر 20 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال 8 أشهر في الساحل الغربي

قواتنا المسلحة تنزع وتفجر 20 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال 8 أشهر في الساحل الغربي
15 مارس 2018 07:48
المخا (وام) نزعت وفجرت الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال الأشهر الـ8 الماضية من مختلف مناطق جبهة الساحل الغربي لليمن، إضافة إلى تدريب 65 متطوعاً يمنياً مع المقاومة على نزعها. ولم يكن مفاجئا أن 90 في المائة من الألغام التي تم نزعها أو تفجيرها إيرانية الصنع ومقلدة من لغم روسي «TM57» فيما تشبه العبوات الناسفة لغم «كليمر». وتسببت هذه الألغام بإصابة أكثر من 10 آلاف معاق في دلالة واضحة على بشاعة المخطط الانقلابي الحوثي. ورصدت وكالة أنباء الإمارات عبر رحلة ميدانية استغرقت أكثر من 3 أشهر، مشاهد من عمليات نزع الألغام التي يقوم بها رجال الفرق الهندسية في القوات المسلحة الإماراتية موثقة بالصور وشهادات حية من عوائل يمنية خاصة في الساحل الغربي لليمن، إضافة إلى مشاهد مأساوية لأطفال وشباب وشيوخ تعرضوا لأبشع أنواع الخسة والغدر الحوثي. بداية، قال خبير ألغام يعمل ضمن الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية، إن الفرق الهندسية نزعت وفجرت أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال الأشهر الـ8 الماضية وحتى فبراير الماضي من مختلف مناطق جبهة الساحل الغربي كما تم مؤخراً تدريب 65 يمنياً متطوعاً على تطهير الألغام وجميعهم يعملون مع المقاومة. وأشار إلى أن 90 في المائة من الألغام التي نزعت، إيرانية الصنع ومقلدة من لغم روسي «TM57» إضافة إلى العبوات الناسفة التي تشبه لغم «كليمر». وأضاف أن عملية نزع الألغام الحوثية وتفجيرها تتم في مناطق آمنة وفق أفضل الممارسات العالمية في هذا الصدد. وتابع «لاحظنا أن الحوثيين تعمدوا زرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي في الطرقات والمزارع والمناطق السكنية دون مراعاة للمدنيين، ما يؤكد أنهم يستهدفون قتل أكبر عدد من اليمنيين».. معرباً عن أسفه لإعاقات لحقت بشباب وأطفال العديد من العوائل اليمنية والذين تعرضوا لبتر أيديهم وأقدامهم، فيما فقدت أسر ذويها نتيجة هذه الألغام والعبوات الناسفة. وأشار إلى التنوع الذي تنتهجه الميليشيا الحوثية الإيرانية في عمليات زرع الألغام، فمنها ما هو على شكل صخور يتم زرعها في المناطق الجبلية ومنها ما هو على شكل كتل رملية وأغلبها إيرانية الصنع، إضافة إلى ألغام ضد الدبابات وأخرى ضد الأفراد وعبوات محلية الصنع، علاوة على الأشراك الخداعية التي يتم زرعها بخبث شديد والتي تم نزع نسبة كبيرة منها.. ناهيك عن الألغام البحرية. وقال المهندس جمعة عبدالله المزروعي رئيس فريق الهلال الأحمر في عدن، إن تكفل الإمارات بعلاج الجرحى اليمنيين يأتي في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه للأشقاء للتخفيف من معاناتهم والوقوف إلى جانبهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها جراء الانتهاكات المتواصلة لميليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية ضدهم. وأوضح أن الدولة عالجت ما يزيد على 4 آلاف جريح يمني في كل من الإمارات والأردن والسودان والهند، تماثل الكثير منهم للشفاء وعادوا إلى أرض اليمن فيما لا يزال البعض يتلقى العلاج. من جهته، أكد الطبيب محمد عبد الله مسؤول الفريق الطبي في المستشفى الميداني العسكري الحرص على تقديم خدمات علاجية ميدانية ومتكاملة لكافة أهالي المناطق المحررة في الساحل الغربي اليمني، مشيراً إلى أن الفرق الطبية تعاملت مع الضحايا وقدمت كافة الخدمات العلاجية لهم والتي شملت عمليات جراحية وإخلاءات طبية للحالات الخطرة تمهيدا لاستكمال رحلة العلاج إما داخل الإمارات أو على نفقتها في الخارج وفقا لحالة المريض، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي وإعادة التأهيل. وأشار مسؤول الفريق الطبي إلى أن المستشفى الميداني العسكري استقبل ما يزيد على 2500 حالة مرضية خلال 4 أشهر تصنف إصاباتهم ما بين متوسطة إلى خطيرة، موضحا أن مساهمات الفرق الطبية للقوات المسلحة الإماراتية في اليمن تأتي تجسيداً لنهج الإمارات الإنساني والحرص على توفير الإغاثة للأشقاء. ومن جانبها، قالت الدكتورة إشراق السباعي وكيل وزارة الصحة اليمنية إن دولة الإمارات مستمرة في دعم القطاع الطبي بالمعدات والأجهزة إضافة إلى الأدوية وتقديم الخدمات العلاجية لأبناء الشعب اليمني وإنقاذهم من إرهاب ميليشيات الحوثي الإيرانية التي زرعت الألغام بعشوائية في الطرقات المؤدية إلى المنازل مما شكل كارثة إنسانية حقيقية خلفت أكثر من 10 آلاف معاق على مناطق الساحل الغربي لليمن. وقالت السباعي «إنه تم التنسيق مع المستشفى الميداني الإماراتي لإنقاذ أرواح الأبرياء في الحالات العاجلة من ضحايا ميليشيات لا تعرف الرحمة ولا الشفقة». في السياق ذاته، قال صالح عبده، أحد ضحايا الألغام الحوثية إن «الحوثيين زرعوا ألغاما وعبوات ناسفة بشراك خداعية بكثافة أمام المنازل لم نستطع الانتباه لها فراح ضحيتها الكثير من أبناء القرية وألحقت بهم إعاقات كاملة دون أي ذنب». وأضاف عبده الذي يعاني بترا في الساقين نتيجة تعرضه لانفجار لغم أرضي «لم أشعر بشيء بعد انفجار اللغم وعلمت بعد ذلك أن الأهالي قاموا بنقلي إلى مستشفى المخا العام ومنها إلى المستشفى الميداني العسكري التابع للقوات المسلحة الإماراتية حيث تم بتر ساقي بسبب الانفجار». وللبراءة أوجاع أيضا.. لخصها الطفل يحيى من مدينة الخوخة بقوله إن ميليشيات الحوثي الإيرانية كانت تحاصر المدينة التي يعيش فيها مع أسرته وتقوم بزرع الألغام في كل مكان. وأضاف «كانت الألغام هاجساً كبيراً رافقني كثيراً يومياً»، مشيرا إلى أن الميليشيات الحوثية نهبت كل شيء ولم تترك إلا الألغام الأرضية والبحرية التي شكلت معاناة كبيرة لأبناء المدينة والقرى المحيطة. وقال إن «القوات المسلحة الإماراتية ساعدتنا على تخطي الظروف المعيشية الصعبة من خلال تأمين وصول المساعدات السخية وانتزاع الألغام وتطهير المناطق التي نعيش فيها». أما قصة الأم سميرة محمود فتعكس ملمحا أقبح من ملامح إرهاب ميليشيات الحوثي.. حيث أوضحت «كنا قد طردنا على يد ميليشيات الحوثي من ديارنا وظللنا مشردين في القرى والمناطق المجاورة والتي لم تسيطر عليها الميليشيات وبعد تدخل قوات التحالف العربي واستعادة مناطقنا التي كنا نعيش فيها بسلام، كنت بصحبة أطفالي، وأثناء دخولي المنزل لم أشعر بشيء سوى انفجار ضخم حتى تم نقلي إلى مستشفى المخا العام ومنها إلى المستشفى الميداني العسكري التابع للقوات المسلحة لإجراء عملية جراحية تم على إثرها بتر يدي اليمنى جراء الانفجار وفقدان أبنائي الاثنين»، ونوهت إلى أن الميليشيا الحوثية كانت قد زرعت الألغام على الطرقات المؤدية إلى المنازل، الأمر الذي أصاب معظم أهل القرية من الشيوخ والنساء والأطفال والشباب بإعاقات. وأوضحت أن فرق الهلال الأحمر الإماراتية قدمت للقرية كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي وانتزعت ما تبقى من الألغام، معربة عن شكرها لدولة الإمارات على دورها في مساعدة الأسر المعوزة والدور الكبير للقوات المسلحة الإماراتية في التخلص من الألغام الحوثية في مناطق الساحل الغربي. أما المواطن اليمني عبد المحسن محمد، فأشار إلى أنه لم يكن يعلم أن «مصائد الموت» الحوثية كانت تتربص به حينما قرر أن يذهب في الصباح الباكر بحثا عن رزق أولاده، حيث أصيب بإعاقة أبدية بعد أن تم بتر قدمه وذراعه اليمنى إثر انفجار لغم. في سياق متصل، أكد عدد من سكان الساحل الغربي أن الخدمات العلاجية التي يوفرها الفريق الطبي للقوات المسلحة الإماراتية أسهمت في إنقاذ حياة الكثير خاصة في ظل ضعف الإمكانات الطبية في معظم مستشفيات الساحل الغربي، متوجهين بالشكر إلى دولة الإمارات على مبادراتها الإنسانية التي تستهدف نجدة الشعب اليمني ودورها الرائد الذي لم يقتصر على الجانب العسكري، بل شمل أيضا الجانب الإنساني الإغاثي.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©