الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احذروا الأخوة الأعداء

14 مارس 2018 22:50
بعد أشهر من التوترات في سوريا، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على أهداف داخل الأراضي السورية، رداً على اختراق طائرة إيرانية من دون طيار مجالها الجوي، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سوريا، عندما أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذه الغارات، مؤكداً أنها شكلت «ضربة قوية للقوات الإيرانية والسورية». قد يبدو للوهلة الأولى أن هذه الغارات بداية لمواجهة مباشرة علنية بين إسرائيل وإيران، لكن الجانبين لا يمكن، أن يتواجها مباشرة بسبب مصالحها المشتركة في سوريا. ويتفق بعض المحللين السياسيين على عدم وجود رغبة حقيقية بين الطرفين في شن حرب، بينما يشير آخرون إلى أن في حال اندلاع حرب بين الدولتين اللتين تملكان مخزوناً كبيراً من الأسلحة، فإنه من السهل جر المنطقة إلى الهاوية. لا ترغب إسرائيل في أن تعزز إيران وجودها العسكري في سوريا، عبر دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. إن الاستنتاج الأبرز من سرعة هدوء المواجهة، ورد الفعل الضعيف لكلا الطرفين يوحي بوجود تفاهم إسرائيلي إيراني أميركي حول المنطقة محاط بالحذر الشديد والتوجس المتبادل من كيفية تصور كل طرف لحصته من الكعكة السورية. وما جرى لم يكن سوى زوبعة في فنجان بين الأصدقاء اللدودين يجب أن يقودهم إلى مزيد من التروي ليتمكن كل طرف من تفهم حاجة الطرف الآخر. إن العداوة المتبادلة التي تظهر حالياً بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وتركيا من جهة أخرى، هي تمثيلية في جزء منها، بحيث تتاح الفرصة لطهران أن تسوق نفسها لدى العالم العربي، ثم توجه إسرائيل إصبع الاتّهام إلى إيران معتبرةً أنها تشكّل تهديداً لوجودها، وبهذه الطريقة تأخذ إسرائيل دور الضحية، تمهيداً لإقرار صفقة القرن واستيلاء إسرائيل على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية مثلما تستخدم أميركا العداء مع إيران ذريعة للإبقاء على قواعدها العسكرية في المنطقة خلاصة الموضوع أن القوى العسكرية الأربع تعتبر أن منطقة الشرق الأوسط دائرة نفوذ لها، ولن تذرف دمعة واحدة على الدم العربي الذي يسيل في هذه المنطقة الغنيّة بالنفط والغاز والثروات والتاريخ، وفوق ذلك الموقع الاستراتيجي. الشرفاء من الزعماء العرب، وعلى رأسهم قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربي، يعملون على التركيز على التهديدات المحدقة بالمنطقة واتّباع خط سياسي وعسكري مستقل، لمقاومة التدخلات الإيرانية في شؤونها وتهديد أمنها ومصالحها ونشر ثورتها، في الوقت الذي يتم فيه بيع القدس وتسليم مقدساتنا على طبق من ذهب إلى نتنياهو بعد إعدام عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. لم يعد مقبولاً بعد اليوم أي موقف عربي يعمل على التقارب مع إسرائيل خارج الإجماع العربي، أو يعمل على توسيع ودعم نفوذ إيران من خلال دعم واحتضان أطراف إرهابية تعمل على تفتيت عالمنا العربي. لم يعد مقبولاً أن نستمرّ في التفرّج ونكتفي بالتمنّي، لقد حان الوقت لنقف وقفة رجل واحد أمام أعدائنا لوقف سلب فلسطين واليمن وسوريا والعراق وبقية أرضنا العربية الطاهرة. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©