الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراءة الإمارات...

14 مارس 2018 22:47
وحدهم القادة الاستثنائيون من يحيلون الجزئيات المترامية إلى كُلٍّ متكامل، وينقلون المفاهيم المحورية من مراحل عمريّة مؤقتة إلى عجلة استدامة تمرّ على كلّ محطّات العمر، لذلك شرع قادة الإمارات قانون القراءة الوطني مع نهاية عام القراءة في 2016، لتكون الدولة الأولى، السّباقة في ترسيخ قيمة القراءة تعزيزاً للثقافة، وبناء للوعي، وتنمية للقدرات الذهنية والفكرية لمواكبة العصر الرقمي المتسارع، ولتضع الإمارات بصمتها المميزة في غد أمتنا تنمية وتثقيفاً ونموذجاً فريداً في صياغة أسس المستقبل بلغته وأدواته الحداثية. إن تغيير ثقافة سائدة في مجتمع ما من أعقد أنماط التغيير، إلا أنّ الإمارات رائدة خوض التحديات، نجحت في نقل مفهوم القراءة من ثقافة تحصيل العلم، واجتياز الامتحانات ونيل الشهادات إلى أسلوب حياة وسلوك مستدام ومنصّة معرفيّة تشاركية، لتأهيل جيل واعد يحمل روح التسامح والسلام والفكر المستنير عبر شهيق القراءة وزفير الكتابة، يقول صاحب السمو الشيخ محمّد بن راشد: «لا يمكن تكوين مجتمع متسامح وأسر متماسكة ووعي مجتمعي حضاري بدون ثقافة وقراءة واطلاع ومعرفة». ولأنها إمارات الخير، سارعت الدولة بنشر هذه الثقافة ليس فحسب على المستوى المحلّي، بل ونقلها إلى الوطن العربي عبر مسابقة «تحدي القراءة العربي». ولأنّ القراءة في عيون الإمارات بناء للمجتمعات وتمكين للأفراد أكثر منها تشريعاً وقانوناً، يأتي إعلانُ مارس 2018 شهراً للقراءة في سياقه الطبيعي، الذي شمل 1700 فعالية ومبادرة على مستوى الدولة، برعاية ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «لدينا قانون للقراءة ومستهدفات وطنية تشمل رفع نسبة عادة القراءة إلى 80% من الطلبة»، و50% من البالغين، كما أمر بمدّ المكتبات المدرسية بمليون كتاب جديد، ورفع مستهدفات القراءة من خلال زيادة محتوى القراءة الوطني من 400 كتاب إلى 4000 كتاب سنوياً عام 2026. قراءة الإمارات ألهمت الكثيرين لينهلوا من لغة الضاد وغيرها من اللغات، بهدف تشكيل لبنات مجتمعٍ متجدّد، وبفكر جديد ينأى بذاته عن التطرف الفكري، والجمود الثقافي، والنضوب العلمي بمخاصمته للقراءة. هنيئاً لأمة جعلت للقراءة قانوناً وللقانون قراءة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©