السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدروس الخصوصية بين لوحات الإعلانات والابتكارات الجديدة

الدروس الخصوصية بين لوحات الإعلانات والابتكارات الجديدة
29 ابريل 2008 03:16
مدرس رياضيات وإحصاء خبرة بمناهج الدولة··مستعد لتدريس الرياضيات والإحصاء لجميع المراحل الدراسية منهاج وزاري وأميركي، والرياضيات والإحصاء للكليات والمعاهد وكليات التقنية العليا، والرياضيات والإحصاء لجامعة زايد وجامعة الإمارات، وإعداد البحوث ومشاريع التخرج''· هذه ليست خدمة تقدمها وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ولكنه إعلان عن مدرس خصوصي داخل لوحة إعلانات خاصة بأحد فروع جمعية الاتحاد التعاونية في دبي· ويعد هذا الإعلان جزءا من عالم متشابك للدروس الخصوصية، والذي يقدم للطلاب وأولياء الأمور كافة الحلول السريعة لتخطي امتحانات نهاية العام الدراسي التي ستبدأ بعد أسابيع قليلة· ويشهد مدرسو الدروس الخصوصية إقبالا متزايدا باعتبارهم سلعة مطلوبة، ومعها يعيش مروجو الدروس الخصوصية حالة من النشاط على مستوى الدولة، من خلال نشر إعلانات ورقية أمام مداخل البنايات والمساجد، وحتى أمام أبواب الوحدات السكنية التي تسكنها العائلات· وتزامنا مع حالة الترويج السريعة، شدد مديرو عدد من مديري المدارس على أن إدارة المدرسة لا تمتلك عصا سحرية لمواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية· وأكدوا أن الطلاب واولياء امورهم يحرصون على عدم الإعلان عن هوية المدرس الخصوصي، حتى مع نشوب خلاف غالبا ما يكون ماديا بين ولي الأمر والمدرس· ويقول محمد حسن مدير محمد بن راشد آل مكتوم للتعليم الثانوي في دبي إن الطالب والمعلم يتحملان مسؤولية انتشار الدروس الخصوصية، فالطالب يعتمد على المعلم الخصوصي وبالتالي لا يحاول أن يكون جادا داخل الصف الدراسي، والمعلم يرى الطالب مستهترا فلا يحاول بذل الجهد داخل الصف الدراسي· وأوضح أن مادة الرياضيات للصف الثاني عشر تعد في مقدمة المواد الدراسية التي يقبل عليها الطلاب حاليا داخل مجموعات الدروس الخصوصية، وذلك بعد ان فاجأتهم الوزارة بامتحان معقد نهاية الفصل الدراسي الأول· غياب المتابعة واعترف حسن بغياب المتابعة بين الأسرة والمدرسة فيما يتعلق بأداء الطلاب داخل المدرسة، إضافة إلى غياب دور وزارة التربية والتعليم في متابعة أداء المعلمين في المدارس الحكومية وتحديد أوجه القصور ودوافع انتشار الظاهرة في المجتمع· ودعا مدير مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم إلى مراجعة كافة اللوائح الحالية المنظمة للتقويم والامتحانات، من أجل ضمان أداء فعال للمدرس داخل الصف الدراسي، وليس الاكتفاء فقط بقرارات وزارية بمنع المعلمين من الاتجاه إلى الدروس الخصوصية، دون تحديد وسائل ترغيب وترهيب المدرس الغير ملتزم بهذه القرارات· خطة للمواجهة في مدرسة ماريا القبطية للتعليم الثانوي بنات بدبي إحدى مدارس الغد، لجأت إدارة المدرسة إلى وسيلة لمواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية، تنطلق من وضع خطة لعلاج ضعيفات التحصيل، وتدعيم الفائقات دراسيا· وقالت انتصار عيسى مديرة المدرسة إن المدرسة قامت خلال العام الدراسي الجاري بمنح الفئتين دروسا خصوصية تحت مسمى'' حصص مراجعة'' مجانية، مع استبعاد استخدام مصطلحات دروس تقوية أو دروس خصوصية في هذا المشروع، أملا في جذب الطالبات أصحاب التحصيل الدراسي المتدني إليها· وأشارت عيسى الى أن المدرسين الذكور من أعضاء هيئة التدريس هم الأكثر إقبالا على الانضمام إلى عالم الدروس الخصوصية· واوضحت ان المدرسات لا يمكنهن مواصلة العمل في الفترة المسائية، في ظل مسؤولياتهن الأسرية· بدوره، اعتبر منصور شكري مدير مدرسة دبي للتعليم الثانوي أن مراكز التقوية التي أنشأتها الوزارة لمواجهة الدروس الخصوصية ساهمت في مواجهة الظاهرة· وقال شكري إن المدرسة بها مركز تقوية يصنف كأحد أكبر مراكز التقوية في دبي، ونجح المركز خلال الفترة السنوات السابقة في مواجهة الدروس الخصوصية، واصفا إياه بأنه ''عصا قوية بدأت تخترق رئة الدروس الخصوصية''· عرض وطلب ويخضع عالم الدروس الخصوصية الى تغيرات حسب ظروف العرض والطلب· ولجأ أولياء أمور طلاب في المراحل الدراسية الأولى إلى حيلة جديدة لمواجهة غلاء أسعار المدرس الخصوصي في كل مادة دراسية على حدة· فبدأوا الاستعانة بمدرس لغة إنجليزية لتدريس كافة المواد الدراسية لأبنائهم مقابل مبلغ مادي شامل يصل إلى 1500 درهم شهريا· وقال أولياء الأمور إن اختيارهم لمعلم اللغة الإنجليزية لأداء ذلك الدور جاء لكون ''الإنجليزية'' من أكثر التخصصات التي يحرصون على تنمية مهارات أبنائهم فيها، تماشيا مع الاهتمام المتزايد باللغة الإنجليزية مقارنة ببقية التخصصات الدراسية الأخرى· وبرر أولياء الأمور لجوءهم إلى معلم واحد لكل المواد الدراسية، بكثرة الأعباء المادية الملقاة على عاتقهم مع بداية العام الدراسي· واكدوا أن تكلفة المعلم الخصوصي في كل مادة دراسية على حدة تستنزف طاقاتهم المادية، حيث يحصل المعلم الخصوصي مقابل تدريس المادة الواحدة لطلبة الحلقة الأولى على 70- 120 درهما في الساعة· فاعلية مراكز التقوية في الفجيرة وكانت وزارة التربية والتعليم قد أنشأت مراكز تقوية في المدارس الحكومية بهدف وضع حد للاستغلال الذي يمارسه معلمو الدروس الخصوصية على الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية سهلة وسلسة تمكن الطلاب من مراجعة المواد الدراسية التي قد تواجههم فيها بعض الصعوبات· ويوجد حاليا 5 مراكز تقوية في مدارس حكومية في دبي تعمل بنظام الدوام المسائي وعطل نهاية الأسبوع، وتخصص 8 ساعات في الشهر لكل مادة مقابل مبلغ رمزي يتناسب مع إمكانيات الطالب والمرحلة الدراسية، ويتم توزيعه على المعلمين بنظام المكافأة· كما أن طلبة مراكز تعليم الكبار يستفيدون مما يعرف ''بمعلم الفصل الواحد''، وهو نظام يتم تطبيقه على دارسي الصف الأول والثاني الابتدائي في المراكز المسائية في ظل صعوبة إيجاد العدد الكاف من العلمين في كل مادة دراسية على حدة، وأن هذا المعلم الذي يعمل بنظام المكافأة الشهرية لابد أن يكون من الحاصلين على شهادة البكالوريوس في ''التربية''· وأثبتت هذه المراكز فاعليتها في تراجع ظاهرة الدروس الخصوصية في مدارس الفجيرة والساحل الشرقي خلال السنوات الثلاث الماضية، لا سيما بعد اتخاذ وزارة التربية سلسلة اجراءات ابرزها إنهاء خدمات مدرس ثبت تورطه في اعطاء دروس خصوصية· وأكد نائب مدير منطقة الفجيرة التعليمية صالح سليمان أن هذه الإجراءات حدت بشكل كبير من انتشار الدروس الخصوصية وأمنت بديلا لأولياء الأمور يوفر عليهم صرف مبالغ مالية كبيرة على الدروس الخصوصية· من جانبه، أكد رئيس قسم الإدارة التربوية في مكتب الشارقة التعليمي راشد عبيد السلامي ان حزمة الإجراءات التي قامت بها الوزارة ساعدت على تلاشي هذه الظاهرة وأصبحت على نطاق ضيق جداً، موضحاً أن مكتب الشارقة التعليمي قام منذ أكثر من 3 سنوات بإنشاء مراكز للتعمق في المدارس، وذلك بهدف اعطاء حصص إضافية للطلاب وبأسعار رمزية لا تزيد عن 20 درهما للطالب وقد شهدت هذه المراكز إقبالاً جيد· وأكد الطلاب والطالبات أهمية البرامج التي تم اعتمادها من قبل المناطق التعليمية· وقالت فاطمة سالم في الصف الحادي عشر العلمي إن دروس التقوية التي تقوم بها المدرسة وبأسعار رمزية أغلقت باب الدروس الخصوصية بل أن المناهج الجديدة التي تركز على الجانب البحثي المدعوم بالصور وهذا ساعد الطالب على فهم المنهج والتعمق فيه· وشدد الطالب راشد علي أحمد في الصف الثامن على أن مراكز التقوية أضافت حيوية أخرى للطالب وشجعته على تحسين مستواه الدراسي· بدعة جديدة أما في رأس الخيمة فإن ''آفة الدروس الخصوصية لاتزال منتشرة'' وفق ما أكده رئيس قسم الامتحانات والأنشطة الطلابية بمنطقة رأس الخيمة التعليمية ابراهيم البغام، الذي اشار الى ان الدروس الخصوصية كانت في فترة تقتصر على الفترة الامتحانيــــة للمـــادة التحريريــــة، وأصبحت اليوم على شكل تقارير ومشاريع وبحوث علمية يشتريها الطلبة· ودعا البغام إلى ضرورة محاربة هذه الآفة بتعاون المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور واهمية معالجة المدارس الاخطاء والاسباب التي تجبر الطالب الى اللجوء لهذه الظاهرة من خلال تخفيف الاعباء التعليمية وعمل تقويم شهري لاداء الطالب · بدوره، قال أحد اولياء الامور سعيد أحمد الظهوري بأنه أجبر على الاستعانة بمدرس خصوصي لابنه الذي يدرس في الصف الثالث الابتدائي· وعلل سبب ذلك بصعوبة المناهج الدراسية وعدم توافقها مع مستوى فكر الطالب· الى جانب عدم استيعاب الطالب الدروس المنهجية التي تدرس في الصف، مما يسبب في صعوبة حل واجباته المنزليه المفروضه عليه· وقال علي حسن الشميلي طالب في مرحلة الثانوية العليا، إن قرارات وزارة التربية والتعليم المفاجئة فيما يخص المناهج يستوجب وجود مدرس خصوصي يساعد الطالب، خاصة في ما يتعلق بعدد من المواد الدراسية مثل الرياضيات والمواد العلمية بالنسبة للطلبة العلمي ومادة اللغة الانجليزية للطلبة الأدبي· اضافة الى وجود اختبار السيبا في المادتين ''اللغة الانجليرية والرياضيات'' والتي أصبحت تشكل مشكلة كبيرة يتخوف منها كل طالب· وتقول الطالبة هبه محمد حنفي طالبة بالصف الثاني عشر العلمي إنها اضطرت للجوء إلى الدروس الخصوصية ''بسبب الشرح السيئ لبعض المعلمين الذين يكتفون بالشرح العام دون التطرق الى التفاصيل الدقيقة للمادة''·
المصدر: دبي-الفجيرة-رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©