تظاهرة ضخمة في عمان للمطالبة بإصلاحات

تظاهر حوالي 10 آلاف شخص بحسب المنظمين وستة آلاف بحسب الأمن في عمان أمس في “جمعة الغضب” بدعوة من أحزاب المعارضة للمطالبة بإصلاحات في البلاد. وانطلقت التظاهرة من أمام المسجد الحسني بوسط عمان بعد انتهاء صلاة الجمعة. ورفع المتظاهرون اعلاماً اردنية واعلام الاحزاب اليسارية ولافتات كتب عليها “لا مكان بيننا للفساد والمفسدين” و”كرامة، حرية، عدالة اجتماعية” و”حكومة إنقاذ وطني، مطلب جماهيري” و”نريد ديمقراطية، لا للعقلية الأمنية” و”نعم للدولة المنتجة، كفى للبلطجة” و”الشعب يريد دستور 1952”. وهتف المتظاهرون “الشعب يريد حل البرلمان” و”الشعب يريد تعديل الدستور” و”مطالبنا شرعية، بدنا عدالة وحرية” و”الشعب يريد إصلاح النظام” و”الإصلاح والتغيير، مطلب الجماهير” و”يا بخيت اسمعنا منيح، عن مطالبنا ما بنزيح” و”لا بخيت ولا سمير، بدنا إصلاح وتغيير”، في إشارة إلى رئيسي الوزراء الحالي معروف البخيت والسابق سمير الرفاعي. وفي المقابل، رددت مسيرة شارك فيها المئات ممن أطلقوا على أنفسهم “الموالين” عدة هتافات أبرزها “لا يمين ولا يسار أبو حسين عقيد الدار”. وهي كنية الملك عبد الله الثاني. وجرت التظاهرة المناوئة للحكومة تحت أنظار الأجهزة الأمنية التي انتشرت بصورة مكثفة في المكان تحسباً لأي حادث خصوصاً بعد قدوم عشرات الأشخاص من مؤيدي الحكومة إلى المكان. وقال مسؤول أمني رفيع المستوى إن “أكثر من ثلاثة آلاف عنصر أمني من مراتب مختلفة تم نشرهم في المكان لضمان أمن هذه المظاهرة”. وقال حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في المملكة في كلمة امام المتظاهرين “نحن نطالب حكومتنا ونقول إن الاصلاح بات ضرورة لا تحتمل التأجيل”. وأضاف ان “الاصلاح ليس مطلب الحركة الاسلامية فقط ولا الاحزاب اليسارية فقط بل مطلب كل الإردنيين”. واكد منصور “نحن نريد إصلاحات دستورية عاجلة توصلنا لحكومات منتخبة وتجعل من مجلس النواب ممثلاً عن حق للشعب, وتؤكد المادة الدستورية بأن نظام الحكم نيابي ملكي”. وتابع “كما نريد جدية في مكافحة الفساد”, مؤكداً “نحن لسنا نطالب بمعجزات بل اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية”. من جهته, قال النقابي ميسرة ملص إن “هذه المسيرة هي موقف للتعبير عن رفضنا للبلطجة الرسمية وللمطالبة بالإصلاح، إصلاح النظام بحيث نعيده الى نظام نيابي ملكي حقيقي دون هيمنة الركن الملكي على الركن النيابي”. من جهته، أكد سعيد ذياب الناطق الرسمي باسم لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة، في كلمة “سنستمر في هذا الحراك ونقول ماضون من اجل الاصلاح ماضون حتى تتحقق مشاركة الأردنيين في القرار السياسي, ماضون حتى نقطع الطريق على التلكؤ الحكومي على طريق الإصلاح”. كما تظاهر حوالي ألفي شخص في مناطق اخرى من المملكة خاصة في الكرك (جنوب) وأربد (شمال). وانتهت التظاهرة التي دامت نحو ساعتين بهدوء دون أية حوادث. وعلى صعيد متصل حذرت السفارة الأميركية في عمان رعاياها الاقتراب من أماكن المظاهرات والأماكن المزدحمة بالناس في أيام الجمع. وقالت السفارة في رسالة تحذير إن يوم الجمعة سيشهد مظاهرات عقب صلاة الجمعة من المسجد الحسيني وسط العاصمة عمان، وأماكن ومدن أخرى، فضلاً عن مبيت بعض المتظاهرين تجهيزاً للمظاهرات. وتعتبر رسالة التحذير هذه السادسة التي تصدر عن السفارة الأميركية في عمان لرعاياها من المظاهرات منذ 7 أسابيع.