احمد سعيد، وكالات (عواصم) - استبقت ايران امس جولة المفاوضات النووية المرتقبة مع مجموعة “5+1” التي تضم الدول الكبرى والمانيا والمقرر ان تجري في كازاخستان بعد غد الثلاثاء، باعلانها العثور على مخزونات جديدة من خام اليورانيوم عثر عليها في مناطق ساحلية جنوبية، وأدت الى زيادة الكمية التي أوردتها تقديرات سابقة بثلاثة أمثالها بحيث اصبحت تبلغ نحو 4400 طن. وقال مدير هيئة الطاقة الذرية فريدون عباسي دواني “اكتشفنا مصادر جديدة لليورانيوم وسنستخدمها في المستقبل القريب”.
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن هيئة الطاقة الذرية قولها “انه تم تحديد 16 موقعا لبناء محطات أخرى للطاقة النووية بينها مناطق ساحلية في الخليج وبحر عمان واقليم خوزستان وبحر قزوين والجزء الشمالي الغربي”، واضافت “ان هذه المشاريع تتماشى مع خطط ايران على المدى الطويل بشأن تطوير توليد الكهرباء من خلال محطات الطاقة النووية وفقا للوائح والمعايير الدولية.”
تزامن ذلك مع تأكيد المفاوض الايراني سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي “ان بلاده لن تقبل بالتخلي عن حقوقها ولن تتخطى التزاماتها الدولية خلال المفاوضات حول برنامجها النووي مع مجموعة “5+1” في المآتا بعد غد، واضاف في كلمة امام مسؤولين في الصناعة النووية “لن نقبل بشيء يتجاوز التزاماتنا، ولا بشيء يكون اقل من حقوقنا الواردة في معاهدة الحد من الانتشار النووي”.
وقال جليلي “ان ايران نفذت كل التزاماتها في اطار معاهدة الحد من الانتشار النووي التي وقعتها ويجب ان تتمتع بكل حقوقها، والشعب الايراني لا يقبل بأن يتم التعامل معه خلافا للاخرين”. واضاف “انه اذا كانت مجموعة 5+1 تريد بدء مناقشات بناءة، عليها المجيء الى المآتا حاملة استراتيجية جديدة ومقترحات جديدة”. واضاف “ان على القوى العظمى الحرص على الا تكرر اخطاءها السابقة وسلوك طريق يستعيد ثقة الشعب الايراني”، منتقدا في هذا الصدد سياسة العقوبات التي تطبقها.
في المقابل، أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عن أمله في أن تخفف إيران من حدة موقفها خلال مفاوضات كازاخستان. وقال في بيان “إن المحادثات المقررة في 26 فبراير تعد بمثابة فرصة أتمنى أن تستغلها إيران، لأن مجموعة 5+1 برئاسة كاترين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي طرحت على الطاولة عرضا معقولا”، مشيرا إلى أن من الممكن التوصل إلى نتائج على أساس هذا العرض، لكن دون أن يذكر تفاصيل عن طبيعة هذا العرض. واضاف إن من المهم الآن اتخاذ خطوات ملموسة ومتبادلة من أجل بناء الثقة بين الجانبين تمهيدا للتوصل إلى حل دبلوماسي، مشددا على أهمية بدء عملية تفاوض موضوعية حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال دبلوماسي أجنبي في طهران قبل المحادثات في كازاخستان “هذه المرة هناك بعض الأسباب التي تدعو للتفاؤل نظرا لأن الجانبين لا يريدان جعل الأمور أكثر سوءا مما هي عليه”.
وقال عالم سياسي في طهران طلب عدم الكشف عن هويته “سيكون التوصل إلى حل وسط من مصلحة الجانبين.. سيتعين على الجميع أن يكونوا واقعيين فحسب وألا يسيسون الصراع أكثر من ذلك”، وأضاف أن التوصل إلى حل وسط يتعين أن يشمل اعترافا من قبل الغرب بحق إيران في تطوير برنامج نووي مدني تخصب بموجبه حوالي 5 بالمئة كوقود للمفاعلات النووية، وفي المقابل سيتعين على إيران السماح بإجراء المزيد من عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة.
من جهة ثانية، ناشد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ايران مجددا السماح بدخول المفتشين الدوليين دون مزيد من التأخير الى موقع بارشين العسكري الذي يشتبه باجراء تجارب نووية سرية فيه. واشار في تقرير اصدره في فيينا الى ان انشطة ايران داخل موقع بارشين قوضت بشكل خطير قدرة الوكالة على التحقق بشأن الابعاد العسكرية المحتملة في البرنامج النووي الايراني. واضاف انه في ظل غياب التزام ايران بمعالجة الابعاد العسكرية في برنامجها النووي فان الوكالة لا تستطيع تبديد القلق الدولي حول هذه الابعاد.
على صعيد آخر انطلقت امس مناورات عسكرية للقوات البرية التابعة للحرس الثوري الايران جنوب شرق ايران. وأعلن العميد حميد سرخيلي المتحدث باسم مناورات “النبي الاعظم 8” ان المناورات التي تستمر ثلاثة ايام في منطقة سيرجان بمحافظة كرمان يشارك فيها عشرات الكتائب من قوات التعبئة التي تدربت على تكتيكات دفاعية جديدة.
عدد اليوم
