الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بصمة خير إماراتية في قلوب ذوي الإعاقة

بصمة خير إماراتية في قلوب ذوي الإعاقة
31 مارس 2017 22:28
عدن/‏ مهجة أحمد لم يكن المعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة في اليمن بمنأى عن الحرب التي شنتها الميليشيات الانقلابية على الشعب اليمني، فكانوا من أوائل الفئات التي دفعت ثمن تلك الحرب، حيث أغلقت أكثر من 350 جمعية ومركز لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة أبوابها بعد تعرضها للقصف والاستهداف المباشر، أو باستغلالها كمكان لإيواء النازحين، كما توقفت المراكز المتخصصة عن تقديم خدمات التأهيل والعلاج الطبيعي، ضمن الانتكاسة التي تعرض لها القطاع الطبي في اليمن، فيما تؤكد تقارير صحفية ارتفاع أعداد المعاقين إلى 92 ألف معاق بسبب الحرب التي فرضت على اليمن. ولعبت الإمارات دوراً مهماً في تحسين أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث خصصت 74 مليون درهم لتأهيل وإعادة صيانة وتشغيل المشاريع الصحية والعلاجية في المدن المحررة، وبالإضافة إلى دعم الجمعيات ومراكز تدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل جمعية الفجر الجديد ومراكز الأطراف الصناعية وجمعية الصم والبكم وجمعية النور للمكفوفين وجمعية أطفال التوحد في عدن، كما قدمت مساعدات صحية وغذائية ومشاريع في حضرموت استفاد منها 240 من ذوي الإعاقة الحركية والصم والبكم والمكفوفين في وادي حضرموت والصحراء، كما قدمت مساعدات إنسانية من ملابس شتوية وأغطية وبطانيات لجمعية الأمل لرعاية وتأهيل المعاقين حركياً بمديرية تريم. وأشاد رئيس مجلس تنسيق جمعيات ذوي الإعاقة في وادي حضرموت علي عاشور بجهود الإمارات، مشيراً إلى أن الجهود الإماراتية لا تزال تتدفق على خمس مراحل في حضرموت، حيث تقدم كل الاحتياجات العاجلة والأساسية من مواد غذائية ومستلزمات طبية وأغطية وملابس وأدوية?.? وتؤكد رئيسة جمعية الفجر الجديد للطفل المعاق ذهنياً صباح مدهش أن الجمعية تعتبر من ضحايا الحرب الحوثية على اليمن، حيث اضطرت للتوقف عن خدمة الطلاب المعاقين بعد وقوع بعض الأضرار بمرافق الجمعية، وأشارت إلى أن «الهلال الأحمر» الإماراتية تكفلت بإصلاح كل الخسائر والتلفيات، وأجريت أعمال صيانة وتوفير التجهيزات والأثاث والألعاب وبناء دور إضافي وتوفير مواد غذائية لوجبات الأطفال تكفي لستة أشهر بتكلفة 170 ألف درهم، يستفيد منها أكثر من 80 طفلاً وطفلة، عادوا إلى مقاعد دراستهم واستأنفوا برامجهم التعليمية والتمارين والتدريبات الخاصة التي تساعدهم على الانخراط في المجتمع من جديد. وتوضح مديرة مركز النور للمكفوفين ماجدة عبدالمجيد أن المركز أُسِّس في ستينيات القرن الماضي لتقديم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لفاقدي البصر ممن يحتاجون تأهيلاً دراسياً أو مهنياً للاعتماد على أنفسهم، وقد واجه المركز مشاكل عديدة بسبب العمليات التخريبية التي قامت بها عناصر مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في عدن أدت إلى تجميد العمل والدارسة في المركز، وتدهور الخدمات الأساسية، ولكن دولة الإمارات كان لها رؤية بضرورة إعادة تشغيل المركز لخدمة فئة المكفوفين في مدينة عدن والمدن المجاورة، وخلال أشهر قليلة تم ترميم المركز وتزويده بكل الوسائل التعليمية الحديثة الخاصة بالمكفوفين، ليعود المركز للعمل بكامل طاقته، كما قدمت «الهلال الأحمر» الكسوة لـ130 طفلاً بتكلفة 11 ألف درهم. وتقول رئيسة جمعية أطفال التوحد المهندسة عبير اليوسفي، إن مبنى الجمعية كان يحتاج إلى عملية صيانة وترميم، حيث كان غير صالح للاستخدام وبلا خدمات وتحيط به مياه الصرف الصحي، وبعد وقوع الحرب تفاقمت أزمة مبنى الجمعية، وكان بحاجة إلى توفير المواد التأهيلية والوسائل التعليمية الخاصة بحالات التوحد، ومن خلال منحة «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة نجحنا في إعادة ترميم المبنى وتقديم الخدمات التدريبية والتأهيلية وتطبيق الخطط التربوية بالشكل المطلوب، وتحقيق أهدافنا في خدمة مرضى التوحد، كما قمنا ببناء فصول إضافية وتأهيل الحديقة وتوفير كل الوسائل التعليمية الخاصة بأطفال التوحد وتأثيث الجمعية. وأشارت إلى أن منحة سمو «أم الإمارات» جاءت انطلاقاً من مشاعرها الأخوية اتجاه الشعب اليمني، وحرص سموها على تخفيف معاناة أطفال التوحد وتوفير الاحتياجات الأساسية المتعلقة بالتدريب والتطوير الذاتي حتى يتمكنوا من الانخراط في المجتمع بشكل يراعي أوضاعهم الصحية والنفسية والسلوكية. دعم إماراتي وأشاد مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن أيوب أبوبكر بالدعم غير المسبوق الذي تقدمه الإمارات لذوي الاحتياجات الخاصة والجمعيات والمؤسسات العاملة في هذا المجال، مشيراً إلى أن هذه الجمعيات عانت كثيراً سواء في عهد المخلوع صالح أو بعد الثورة وأثناء الحرب، فكان ذوو الاحتياجات الخاصة على هامش الاهتمام، ولكن بعد طرد الانقلابيين من عدن، بدأنا نلمس اهتماماً حقيقياً بهذه الفئة، وتطورت الخدمات المقدمة لهم خصوصاً في المباني والمقرات التي جرى تأهيلها من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، التي تمثل بصمة خير إماراتية في قلوب ذوي الإعاقة في اليمن الذين يلقون لأول مرة خدمات متخصصة وبرامج حديثة تراعي احتياجاتهم، وتعمل على تطوير مهاراتهم وإمكاناتهم بشكل علمي مدروس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©