الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اقتصاد الوقود.. وتحدي التغير المناخي؟

31 مارس 2017 22:26
ما الذي يمكنك عمله، عزيزي القارئ باعتبارك مجرد شخص عادي مهتم بمستقبل الكوكب الذي تعيش عليه، حيال مشكلة الاحتباس الحراري؟ ربما تشعر أن هذه المشكلة هي الأكثر إلحاحاً هذه الأيام، في ظل التخفيضات المقترحة في موازنة وكالة حماية البيئة الأميركية، بينما تزداد الحرارة كل عام عن العام الذي يسبقه. قد تفكر في فعل أشياء كثيرة: يمكنك مثلاً القيادة أقل بنحو بضعة أميال في السنة. يمكنك خفض سرعتك. تغيير جهاز تنظيم الحرارة في فصل الشتاء. استبدال المصابيح المتوهجة بمصابيح ليد (الموفرة للكهرباء). الحد من استهلاك اللحوم. أي من هذه الإجراءات من الممكن أن يساعد. ولكن لا شيء سيضاهي قيادة مركبة تستهلك الوقود بكفاءة. فإذا كان متوسط المسافة التي تقطعها السيارة 31 ميلاً لكل جالون من الوقود، وفقاً لأبحاثنا، فإن الولايات المتحدة بإمكانها الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 5%. إن تحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود يكتسي أهمية خاصة بعد أن أعلنت إدارة الرئيس ترامب هذا الشهر أنها ستعيد النظر في معايير الاقتصاد في استهلاك الوقود، التي ازدادت صرامة بشكل تدريجي في عهد أوباما، وذلك بالنسبة للسيارات من طراز السنوات 2022- 2025. وهذا من شأنه أن يكون خطأ كبيراً حين نحاول إبطاء ارتفاع درجات الحرارة على كوكبنا، والوفاء بالتزاماتنا الدولية بشأن التغير المناخي. والحقيقة البسيطة هي أن السائقين الأميركيين يسهمون بشكل كبير في التسبب بتلوث غازات الدفيئة، ولذا فإن وجود أنواع من السيارات تحرق وقوداً أقل سيكون له تأثير كبير على إجمالي الانبعاثات. وعلى رغم أن الولايات المتحدة لديها 4% فقط من تلوث العالم، إلا أنها هي المسؤولة عن 14% من غازات الدفيئة التي هي من صنع الإنسان، والتي ينتهي بها الحال في الجو. وتمثل وسائل المواصلات 27% من هذه الانبعاثات، بينما ينتج 60% منها عن قيادة المركبات الشخصية. وعلى مدى عامين، كان السائق الأميركي العادي يسافر مسافة مساوية لمحيط الأرض. ومتوسط المسافة التي تقطعها السيارة الجديدة حوالي 25 ميلاً لكل جالون من الوقود، وهو ما يعادل نحو ثلاثة أرباع رطل من انبعاثات غازات الدفيئة لكل ميل. وفي كل عام هناك في الولايات المتحدة 214 مليون سائق (مع 240 مليون مركبة مسجلة) يقودون 2.7 تريليون ميل، مما تنتج عنه انبعاثات تقدر بنحو 2.4 تريليون رطل من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، استناداً إلى متوسط نوعية أسطول السيارات الحالي الذي يبلغ 21,4 ميلًا لكل جالون. وتغيير المسافات التي نقطعها بالسيارة ليس بالأمر السهل، فهذا غالباً يتطلب تغييراً كبيراً في أسلوب الحياة، مثل الانتقال للإقامة بالقرب من العمل أو الاستخدام المتكرر للمواصلات العامة، التي غالباً ما تستغرق وقتاً أطول وتكون أقل ملاءمة من القيادة. ومن الأسهل بكثير شراء سيارة أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، فمثل هذه السيارات الاقتصادية في استهلاك الوقود أفضل بكثير من سيارة جديدة يبلغ متوسط المسافة التي تقطعها 25 ميلاً لكل جالون. وكما يوضح رصدنا الشهري لاقتصاد الوقود، فإن المتوسط الذي تقطعه السيارة الجديدة ارتفع إلى 25 ميلاً لكل جالون بالنسبة لموديلات عام 2014، مقابل 21 ميلًا لكل جالون بالنسب للسيارات موديل عام 2008. وجدير بالملاحظة، مع ذلك، أن الاقتصاد في استهلاك الوقود لموديلات 2015 و2016 لم يطرأ عليه أي تحسن يذكر. ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى تراجع أسعار البنزين إلى 2.14 دولار في 2016 مقابل 3.36 دولار للجالون في 2014. والآن، أصبح تزويد سيارة أقل كفاءة في استهلاك الوقود ولكن أكثر اتساعاً مثل سيارة رياضية أو شاحنة صغيرة بالوقود لا يكلف أكثر مما كان يكلفه تزويد سيارة صغيرة بالوقود قبل بضع سنوات. وقد استجاب السائقون من خلال شراء المزيد من هذه السيارات الكبيرة والأقل كفاءة في استخدام الوقود. وهنا تبرز أهمية دور الحكومة ومعاييرها للاقتصاد في استهلاك الوقود بالنسبة للسيارات الجديدة. * باحثان أميركيان متخصصان في أبحاث النقل ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©