الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المايسترو» يعزف «لحن الوداع» بعد عطاء 21 عاماًً

«المايسترو» يعزف «لحن الوداع» بعد عطاء 21 عاماًً
10 مايو 2016 15:12
أمين الدوبلي (أبوظبي) حانت اللحظة.. جاء موعد توقف الرحلة.. إنه موعد توديع المستطيل الأخضر. في هذا المشهد المشحون بالعواطف، ودع اللاعب الكبير «المايسترو» عبدالسلام جمعة ملاعب كرة القدم مساء أمس الأول، بعد مسيرة عطاء طويلة استمرت 21 عاماً في الفريق الأول، سواء بالوحدة أو الجزيرة أو الظفرة.. كانت مراسم الوداع غير العادية التي أقيمت في ستاد محمد بن زايد تليق فعلاً باللاعب القدوة الذي لم يترك خلفه في كل مكان لعب له إلا الحب والتقدير، لأنه كان يرفع شعار الالتزام داخل الملعب وخارجه طوال مسيرته. عندما قدم إداريو الجزيرة أحمد سعيد وحسين سهيل باقة الورد، وقميص النادي رقم (5) كانوا يمثلون كل أطياف وشرائح الجماهير والمدربين والمحللين والمعلقين، وعندما التف حوله لاعبو التشكيلة الأساسية في الجزيرة قبل لقاء الظفرة لمصافحته وتهنئته على القرار الشجاع، كانوا ينقلون له شكرهم العميق على المكانة المميزة، التي ساهم في بنائها للاعب كرة القدم المنضبط. وعن هذه اللحظة يقول عبدالسلام جمعة: «هي لحظة لابد منها، لكنني كنت قبلها بيوم أحدث نفسي هل هذا هو آخر تدريب لي في الملعب؟ هل غداً بحق هي آخر مباراة يمكن أن أشارك فيها وأداعب الكرة التي أحببتها وقضيت معها أحلى سنوات العمر؟ كنت لا أصدق، وكانت لحظات الوداع محزنة حقاً بالنسبة لي، لكن موقف إدارة نادي الظفرة وعلى رأسها فارس المزروعي وكل اللاعبين معي قبل المباراة، والمشهد المهيب في الملعب من قبل لاعبي الجزيرة وإدارتهم خفف علي وقع اللحظة التي أعتبرها أصعب لحظة في حياتي». وقال: «فوجئت بالاهتمام الكبير الذي أبداه نادي الجزيرة بعرض أهدافي على الشاشات الداخلية لاستاد محمد بن زايد، وإطلاق هاشتاج لتكريمي قبل المباراة بـ 24 ساعة، لكنني أدركت أنه لا يضيع أجر المجتهدين، فقد كنت حريصاً على أن أترك خلفي ذكرى طيبة في كل مكان انتسبت إليه، وكان شعاري هو الإخلاص للقميص الذي أرتديه، والاقتناع بأنه من الممكن للاعب كرة القدم أن يترك بصمة كبيرة لدى الأجيال تتذكره بها». وعن ذكريات البداية مع الكرة والفريق الأول يقول عبدالسلام: «كانت أول مباراة لي في الفريق الأول أمام الشعب في موسم 1995، وكان عمري 17 عاماً، حينما وضع الكابتن محمود الجوهري، رحمه الله، ثقته في، ومن بعد هذه المباراة أصبحت أساسيا في الفريق، ولم أبتعد عن المستطيل الأخضر ولا عن الفريق الأول، ومنذ بلغت سن الـ 30 سنة، كنت أعرف أن لحظة الوداع ستأتي بالضرورة، وأنني لابد أن أستعد لها، لكنني كنت قادراً على العطاء». وعن أهم هدف سجله في حياته قال عبدالسلام: «سجلت أهدافاً كثيرة ومؤثرة لأن معظمها من تسديدات من خارج منطقة الجزاء، لكني لن أنسى هدفي بقميص الجزيرة في مرمى الاتفاق السعودي بنهائي بطولة أندية التعاون الخليجية، فقد كانت نتيجة لقاء الذهاب 2/‏‏‏ صفر للاتفاق، وكان لابد أن نفوز بنتيجة أكبر من هذه في لقاء الإياب، ووصلنا إلى الدقيقة 95 وكان الجزيرة متقدماً بهدف واحد، وكنا في حالة هجوم متواصل، ووصلتني الكرة خارج منطقة الجزاء، فلم يكن لدي وقت للتفكير، وقلت أنها الكرة الأخيرة، وسددت بكل قوتي، فسكنت الشباك، وفزنا بعد ذلك بركلات الترجيح، وحقق الجزيرة أول بطولة مهمة في تاريخه، ووقتها لم أشعر بما حدث في الملعب بعد هذا الهدف، ولم أر ما حدث، وغاب عني الوعي حتى لجأنا للوقتين الإضافيين». أما عن أول لقب دوري في حياته، فأكد عبدالسلام أنها بطولة الدوري مع الوحدة موسم 1998، مشيراً إلى أنها تبقى غالية جداً على قلبه لأنه كان اللقب الأول للوحدة وله شخصياً، وقال: «كان تتويجاً لجهود كبيرة على مدار الموسم، وكان بداية عصر جديد للعنابي مع البطولات، وبداية لقاعدة جماهيرية كبيرة للفريق، فمن بعد ذلك توالت البطولات، ثم انتقلت للجزيرة وحققنا البطولات أيضا». وسألنا عبدالسلام عن شعور المرارة الذي كان يغلف تصريحاته كلما تحدث عن مشهد الخروج من الوحدة، فقال: «بالفعل شعرت بالمرارة لطريقة الخروج، لأنني فوجئت بها في حينها، وكانت فكرة اللاعب المحترف الذي ينتقل من نادٍ لغيره ما زالت لم تسود، وكان الموقف صعب علي جداً، لكن شعور المرارة تلاشى عندي بالتدريج بعد أن أصبح الاحتراف والانتقالات شعار المرحلة». وقال عبدالسلام: «فترة الجزيرة كانت أفضل فترات حياتي لأنها كانت مرحلة النضج الكروي بالنسبة لي، وأشعر بسعادة بالغة لأنني حققت كل البطولات مع الجزيرة الدوري والكأس وبطولة أندية التعاون وكأس الرابطة، وكنت شريكاً في كل هذه اللحظات المهمة». وعن قرار الانتقال للظفرة، قال: «كان أصعب تحدٍ بالنسبة لي لأنني انتقلت معه من أندية تنافس على اللقب، إلى نادٍ ينافس على البقاء، وكان تحدٍ كبير بالنسبة لي، لكنني كسبت الرهان أيضاً، وكسرنا في الظفرة قاعدة الصاعد هابط، لكنني بدأت أفكر في الاعتزال بعد نهاية الموسم الماضي، وكنت قد اتخذت القرار بالفعل إلا أن إدارة الظفرة وعدد كبير من اللاعبين، وأيضاً كلمات عبدالرحيم جمعة أثنتني عن القرار، فأجلت الاعتزال». وعن القرار النهائي الذي لا رجعة فيه بالرحيل عن المستطيل الأخضر قال عبدالسلام: «اتخذته بعد الجولة الخامسة من الدوري في الموسم المنقضي، لأن المدير الفني السابق بانيد تسبب في إيذاء مشاعري، ولم يعاملني بالاحترام المطلوب، وشعرت أن الطريق قد وصل إلى نهايته، وأنه قد جاء أوان الرحيل، ولم تشفع كلمات عبدالرحيم في إثنائي هذه المرة». ويقول عبدالسلام: «حزنت لخسارة لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة موسم 2003، الذي لعبنا فيه النهائي أمام الشارقة، وكانت السيطرة كاملة لنا، لكننا خسرنا بركلات الترجيح، وبرغم أننا خسرنا نهائي الكأس أمام الأهلي سنة 1996 إلا أن حزني في 2003 كان أكثر لأن اللقب كان قريباً جداً منا، لكنه ضاع، ومع ذلك فلم أندم لحظة على قرار اتخذته، أو أنني أمضيت مسيرتي في كرة القدم لأنها صنعت لي مجداً كبيراً أعتز به». وعن أفضل لقب شخصي يشعر أنه قريب إلى قلبه قال: «لقب المايسترو هو الأقرب إلى قلبي، فقد كان معي منذ بداياتي مع كرة القدم، وظل حتى النهاية، وأنا كلاعب وسط، أرى أن المهمة الأولى لي هي القيام بدور الربط بين الخطوط، ومساندة الهجوم، وأنا فخور بهذا اللقب، وللعلم، فإن الراحل محمود الجوهري الذي منحني أول فرصة مع الوحدة كان يناديني به».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©