الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مجلس الوزراء يوافق على الخطة الوطنية لمراقبة ورصد «المد الأحمر»

مجلس الوزراء يوافق على الخطة الوطنية لمراقبة ورصد «المد الأحمر»
7 يونيو 2009 02:36
وافق مجلس الوزراء على الخطة الوطنية لمراقبة ورصد ظاهرة المد الأحمر وعلى تخصيص الميزانية المطلوبة لتنفيذها، وفقا للدكتور إبراهيم الجمالي المتحدث باسم لجنة المد الأحمر مدير إدارة الأبحاث البحرية بوزارة البيئة والمياه الذي أكد أن «الخطة ستدخل حيز التنفيذ قريبا». وقال الجمالي، في تصريح لـ «الاتحاد»، «تتضمن الخطة 10 محاور أهمها عمل رصد ومراقبة للهائمات النباتية على سواحل الدولة وكذلك رصد أماكن تواجد المحاريات «الصدفيات» وعمل تحاليل لمعرفة وجود سمية من عدمه على اعتبار أن الصدفيات يتركز فيها نوع الهائم المسبب للمد الأحمر». كما تتضمن الخطة عمل برنامج للاستشعار عن بعد عن طريق الأقمار الصناعية تكون خاصة بدولة الإمارات مع الاستعانة بالصور الواردة عن طريق المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية المعروفة اختصار بـ «روبمي» ومقرها الكويت. وأوضح الجمالي أن هذه البرنامج سيعطي قراءات عن درجات الحرارة للماء واحتمال وجود ظاهرة المد الأحمر. وكشف الجمالي، أن التقديرات تشير إلى نفوق 1200 طن من الأسماك في مختلف المناطق المتضررة من المد الأحمر منذ بداية الظاهرة في شهر أغسطس من العام الماضي وحتى الآن. وتتركز معظم كميات السماك النافقة في الساحل الشرقي الذي تم فيه نفوق أكثر من 900 طن من الأسماك فيه بمفرده، بينما تتوزع الكميات الأخرى في مناطق بسواحل رأس الخيمة وأم القيوين، بالإضافة إلى الحمرية في الشارقة. وتشتمل الخطة على معرفة انسب الأماكن للاستزراع السمكي حتى يتم وضعها في أماكن تضم تيارات مائية وهو ما يساعد مشاريع الثروة السمكية المستقبلية على وجودها في مواقع بحرية لا تتضرر من ظاهرة المد الأحمر. وأفاد الجمالي أن الخطة تنص على تقديم النصح والإرشاد لمحطات التحلية حول طرق اخذ الماء من البحر، كاشفا انه سيتم استدعاء خبراء في هذا المجال للوقوف على وضع المحطات الموجودة وكيفية تفادي تأثيرات المد الأحمر على محطات التحلية. وقدم مركز الأحياء البحرية إلى مسؤولي محطات تحلية المياه مقترحات لتفادي تأثير المد الأحمر، ومن بين تلك الأفكار مد مداخل المياه للمحطة «البايبات» لأخذها المياه من عمق يتجاوز 6 أمتار، أو أخذ المياه من المياه السطحية القريبة من الشاطئ. وأشار المتحدث باسم لجنة المد الأحمر، إلى أن الخطة الوطنية لمراقبة المد الأحمر، ستتولى تطوير مركز البيئة البحرية في أم القيوين للتعامل مع الظاهرة بالإضافة إلى المهام الموكلة إليه، لافتا إلى أن المركز سيقوم بدراسات تخصصية حول الهائمات النباتية للرصد أو المراقبة. ووفقا للخطة، فسيتم إنشاء لجنة تسمى «لجنة تسهيل عمل الخطة الوطنية لمكافحة المد الأحمر» تقوم بتحريك المعدات والأجهزة المطلوبة في حالة وجود الظاهرة في احد سواحل الدولة بهدف الحد من تأثيرات الظاهرة. وذكر الجمالي أن تلك اللجنة ستضم كل الجهات المعنية سواء الاتحادية أو المحلية وستتراوح الجهات المشاركة فيها بين 8 و 10 جهات. وسيصدر وزير البيئة والمياه في وقت لاحق قرارا وزاريا عن تشكيل اللجنة والأشخاص الممثلين لتلك الجهات. ويوجد في الوقت الحالي لجنة لمراقبة وإدارة المد الأحمر تابعة لوزارة البيئة والمياه وتعاون مع الجهات المحلية. وأكد الجمالي أن المد الأحمر الحاصل في الإمارات لا يسبب سمية، مشيرا إلى أن وزارة البيئة والمياه، تقوم بشكل أسبوعي بعمل التحاليل المخبرية المطلوبة للتأكد من عدم وجود سمية في الصدفيات أو الأسماك سواء الحية أو الميتة بسبب ظاهرة المد الأحمر. وشدد على، انه لا يوجد أي نوع من السموم في الأسماك بسبب ظاهرة المد الأحمر، وفقا لما أثبتته التحاليل التي أجريت على أحشاء ولحوم اسماك حية ونافقة على سواحل الدولة المعرضة للمد الأحمر في المنطقة الشرقية. وكشف مدير إدارة الأبحاث البحرية بوزارة البيئة والمياه، أن الوزارة أجرت أبحاثا تهدف إلى التوصل لوسائل ناجعة للقضاء على الظاهرة شريطة أن تكون تلك الحلول ليس لها تأثيرات سلبية على البيئة البحرية أو الصحة العامة للإنسان. وقال الجمالي، «قمنا بالعديد من الأبحاث والتجارب وحصلنا بعض الحلول التي يتم دراستها في الوقت الحالي منها استخدام الطين المخلوط بالماء ليكون مادة لزجة على الغلاف الخارجي لخلية المد الأحمر لتنزل إلى القاع». وشدد الجمالي على انه لم توجد حلول جذرية حتى الآن للقضاء على الظاهرة على مستوى العالم، موضحا أن الظاهرة تتواجد في مناطق مختلفة من العالم منها كوريا الجنوبية والمكسيك وغيرها من الدول. وشهدت دولة الإمارات حدوث ظاهرة المد الأحمر أكثر من مرة بيد أن الظاهرة الحالية التي بدأت في الساحل الشرقي للدولة في نهاية أغسطس الماضي واستمرت لفترة أطول وبدأت تمتد لمناطق أخرى في الدولة. وعن إمكانية بدء انحسار المد الأحمر على سواحل الدولة، قال الجمالي، إن الظاهرة من الممكن أن تقلل وكذلك وارد أن تتزايد، فمن الصعب في الوقت الراهن التنبؤ بانعدام أو انحسار الظاهرة»، مرجعا ذلك إلى أن الهائم المسبب للمد الأحمر على سواحل الدولة والدول المجاورة هو من الأنواع القوية جدا والتي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة. وأشار إلى أن هذا النوع لديه قادرة عالية على تحمل درجات الحرارة العالية والتكيف مع البيئة المحيطة. وتعرف ظاهرة المد الأحمر بأنها عبارة عن هوائم نباتية (طحالب) تتواجد في مياه البحر وتنمو في حالة توافر الظروف البيئية المناسبة، ويودي تحلل تلك الهوائم النباتية إلى نفوق الأسماك وأضرار أخرى. ودعا الجمالي، مرتادي البحر والصيادين إلى عدم جمع الأسماك النافقة على الشاطئ وكذلك عدم جمع المحار حتى تنتهي الظاهرة، مشددا على أهمية إلى تكاتف جهود جميع الجهات للتخفيف من الظاهرة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©