الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النـوارس طيور مهاجرة تنعم بدفء الإمارات

النـوارس طيور مهاجرة تنعم بدفء الإمارات
31 مارس 2017 21:50
شروق عوض (دبي) تتوالى على شواطئ وسواحل الإمارات خلال هذه الأيام مشاهد جميلة لأسراب النوارس التي تجتذب رواد هذه المناطق الذين تغريهم الأجواء الشتوية للتنزه والتمتع بمشاهدة هذه الطيور المستوطنة منها والمهاجرة، ومن بينها النورس (السيبيري، السمك، أسخم، أسود الرأس، أصفر القدم، ورقيق المنقار)، ويوجد من ضمن هذه النوارس الأنواع المستوطنة التي تتكاثر في الدولة، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة منها تعتبر من الأنواع المهاجرة التي جاءت لتسكن في الشواطئ منذ أواخر شهر الصيف الماضي حتى مارس الحالي، لتبدأ في أبريل ومايو الهجرة مجدداً باتجاه الدول التي تشهد اعتدالاً في أجوائها لارتفاع درجات الحرارة. وباتت شواطئنا وسواحلنا تشهد إقبالاً من أفراد المجتمع ممن يقومون بإطعام النوارس بأغذية، منها الحبوب وفتات الخبز، ومنهم من يسعى لالتقاط صور تذكارية لهذه النوارس، ويحاول الاقتراب منها أكثر حتى يتم اتخاذ اللقطات بشكل جيد. ويبرز التساؤل هنا حول التغذية العشوائية لهذه الطيور، وبالذات للنوارس التي تتميز بالقدرة على المساهمة في نظافة البيئة، حيث تقوم بكنس الشواطئ لتتغذى على بقايا وفضلات البحر الكثيرة التي تجدها على هذه الشواطئ؟ وهل يحق للأفراد ملاحقة هذه الطيور ومتابعة أدق تفاصيلها ولونها وسماتها أو صيدها أو التقاط صورها؟. وفي هذا الإطار، ناشدت منى الشامسي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة بوزارة التغير المناخي والبيئة، أفراد المجتمع الذين يلقون القمح وفتات الخبز، وغيرها من الأغذية لأجل إطعام النوارس المنتشرة في الوقت الحالي على ضفاف البحيرات والسواحل والشواطئ، بعدم تقديم الطعام المخصص للبشر لها، مما قد يؤثر سلباً على صحة جهازها الهضمي، وفي حال كانت هنالك حاجة لإطعامها يجب التأكد من سلامة الغذاء ومناسبته للنوارس قبل إطعامها حتى لا يتسبب في تسممها. وطالبت مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة في وزارة التغير المناخي والبيئة بضرورة توفير الهدوء اللازم وعدم إزعاج هذه الطيور أو إثارة الضوضاء حتى لا تؤثر في سلوكها الطبيعي، ودعت لنشر الوعي البيئي بين الأبناء، لتوسيع آفاقهم ومداركهم حول أهمية دور الإنسان في المحافظة على البيئة والكائنات الحية. وقالت منى الشامسي، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تزخر بمجموعات كبيرة من النوارس، من بينها النورس السيبيري، والنورس السمك، والنورس الأسخم، والنورس أسود الرأس، والنورس أصفر القدم، ونورس رقيق المنقار، موضحة أن هذه المجموعات من النوارس توجد على طول سواحل الدولة، ويوجد من ضمن هذه النوارس الأنواع المستوطنة، والتي تتكاثر في الدولة، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة منها تعتبر من الأنواع المهاجرة، والتي تمر على المنطقة خلال فترة الشتاء، حيث تهاجر النوارس شتاءً إلى الدولة بحثاً عن الدفء و الظروف المناسبة لبقائها، والتي توفرها طبيعة الدولة خلال فترة الشتاء. وأكدت عمل الوزارة بالتعاون مع السلطات المختصة على استدامة التنوع البيولوجي المحلي عبر حزمة من التشريعات والاستراتيجيات المتكاملة، وتبني المبادرات الرامية لتحقيق الأهداف الوطنية لاستراتيجية التنوع البيولوجي 2021. ومن أهم هذه المبادرات برنامج استدامة الحياة الفطرية الذي يمثل أحد مبادرات مختبر الإبداع الحكومي التي جاءت استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتهدف المبادرة إلى حماية الحياة الفطرية في الدولة عبر حزمة متكاملة من السياسات والإجراءات والأبحاث والمبادرات المتعلقة بحماية الأنواع المحلية، وتنظيم تداول الأنواع الحيوانية والنباتية، وتحديد الأنواع الغازية وآليات السيطرة، والحد من انتشارها، ومنع استيرادها، وإحكام الرقابة على قطاع تجارة الأنواع الحيوانية والنباتية بالدولة، بما يتفق مع الاتفاقيات الدولية والقوانين البيئية. وقد تبنى البرنامج عدداً من المشاريع، ومن أهمها المشروع الوطني للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، والمشروع الوطني لقائمة الأنواع الدخيلة والغازية. وحول أهم النصائح المقدمة لأفراد المجتمع حتى لا تتعرض طيور النوارس للمخاطر، قالت منى الشامسي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة في وزارة التغير المناخي والبيئة: يتوجب على أفراد المجتمع عدم اصطياد الطيور بشكل غير قانوني وعشوائي، مما يساهم في تعريضها لخطر الانقراض، والحرص على نظافة المكان، ووضع القمامة في مكانها الصحيح، حيث إن من الممكن للطيور والحيوانات الأخرى أن تتضرر من البلاستيك، ومختلف أنواع النفايات الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©