الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحيون عرب يدعون إلى «تدويل» القضية الفلسطينية مسرحياً

مسرحيون عرب يدعون إلى «تدويل» القضية الفلسطينية مسرحياً
7 يونيو 2009 01:24
احتضن «مسرح الهواء الطلق» بالجزائر العاصمة مؤخراً ملتقى نقدياً بعنوان «الإنتاج المسرحي العربي وعلاقته بالقضية الفلسطينية»، شارك فيه عشرات النقاد والمخرجين المسرحيين من الجزائر و9 دول عربية أخرى. وتطرق الحاضرون إلى ما قدمه المسرح العربي للقضية الفلسطينية، ودوره في خدمة قضية العرب الأولى وربط الشعوب العربية بها وإيصالها إلى العالم، واتفق المحاضرون على إسهام المسرح العربي في خدمة القضية داخلياً، لكنه قصر عن تبليغها إلى شعوب العالم وإقناعها بعدالتها. ودعا الأديب الدكتور واسيني الأعرج في كلمة الافتتاح إلى «تجاوز الوسائل والرؤى التي بني عليها المسرح العربي إلى رؤى جديدة وحيَّة». وأضاف أن «رهان المسرح الأساسي في تعاطيه مع القضية الفلسطينية هو أن يتجاوز كونها قضية تهم العرب فقط، ليوصل صرختها إلى كل أصقاع الأرض». من جهته، طالب قاسم مطرود، من العراق، بصنع مسرح تنويري معبأ بالأسئلة، والتخلي عن المسرح التوجيهي المليء بالخطابات. كما طالب بترجمة الأعمال المسرحية العربية القوية إلى مختلف اللغات لتصحيح صورة الفلسطيني والعربي التي شوهها الإعلام الإسرائيلي في العالم. وأشار إلى أنه وافق على ترجمة 4 من نصوصه إلى العبرية بجامعة القدس قصد إيصال رسالة إلى الإسرائيليين، وهذا ما يجب على الكتاب المسرحيين العرب القيام به دوماً. أما الدكتور بعلي حفناوي، من الجزائر، فقدم سرداً تاريخياً للعروض المسرحية العربية التي تطرقت إلى القضية الفلسطينية، كما تحدث عن إسهام المسرح الجزائري منذ الستينيات في دعم القضية. ولاحظ الدكتور تامر العربيد، من سوريا، أن الإنتاج المسرحي العربي بخصوص القضية الفلسطينية غزير، لكن غالبيته لم ترتق إلى أهمية القضية، ولم تقدم طرحاً فكرياً كبيراً قادراً على إقناع الآخرين بمشروعيتها. فيما دعا الدكتور عبد الكريم برشيد، من المغرب، إلى تدويل القضية الفلسطينية مسرحياً، وتجاوز مرحلة الصراع الملحمي إلى استقطاب أصدقاء جدد في العالم عبر المسرح الجاد الذي ينبغي أن يصبح كونياً. وعرض الدكتور عمرو دوارة، من مصر، تاريخ المسرح المصري وعلاقته بالقضية الفلسطينية، فقال إنها علاقة مبكرة بدأت منذ ( 1942) حيث أنتج 56 نصاً، أما العروض فهي كثيرة، واتسم بعضها بالمتعة البصرية والفنية، بينما سقط بعضها الآخر في فخ الاستعجالية والمناسباتية والمباشَرة. وأبدى الدكتور عصام أبو القاسم، من السودان، خشيته من أن أي محاولة لتجسيد القضية الفلسطينية إبداعياً قد «تتورط» في التقريرية والمباشَرة، ولذا يعدُّ تناولها من طرف المبدعين العرب تحدِّياً كبيراً. وخلافاً للآراء السابقة، فقد بدا عباس الحايك، من السعودية، غير راض عن درجة تفاعل المسرح الخليجي مع القضية الفلسطينية، وقال: «إن الراصد لبيبليوغرافيا المسرح الخليجي لا يجد مسرحاً سياسياً فاعلاً، حيث انشغل بالأوضاع الاجتماعية وجسَّدها في عروض كوميدية بينما حضرت القضية الفلسطينية بـ «خجل» ونزعت إلى الخطابية والمنبرية على حساب القيمة الفنية الجمالية»، إلا أنه استبشر بتجربتين مسرحيتين سياسيتين وهما: «ورشة الطائف» بالسعودية وتجربة مسرح الشيخ سلطان القاسمي بالشارقة والتي اعتبرها تجربة مهمة بإنتاجها العديد من النصوص آخرها «شمشون ودليلة».ولاحظ الناقد المسرحي أحسن ثليلاني، من الجزائر، أن المسرح الجزائري يعد من أكثر المسارح العربية التزاماً بالقضية الفلسطينية لأنه «مسرحٌ مُقاوم» منذ عهد الاستعمار الفرنسي فكان أقربَ إليه بحكم الإرث التاريخي. ومع فتح باب النقاش، اعترض الدكتور نادر القنة، من الكويت، على ورقة عباس الحايك، وأكد أن الخليجيين منذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور تفاعلوا مع القضية الفلسطينية، وعرض فلسطينيون مسرحيات بالكويت في الثلاثينيات، ونبَّه إلى أن تجربة الدكتور سلطان القاسمي ليست جديدة، بل تعود إلى عقود من الزمن. من جهته، انتقد إبراهيم جورج حبش، من فلسطين، غرق المحاضرات في التأريخ عوض التركيز على كيفية إيصال صوت فلسطين إلى العالم عن طريق المسرح وبأسلوبٍ يفهمه بعيداً عن الشعارات والخطابات الحماسية. وأيَّدته الدكتورة سامية حبيب، من مصر، حينما طالبت الحاضرين بالتفكير في وضع «خطة» لإبلاغ رسالتنا إلى العالم بعيداً عن الأعمال الحالية التي تعدُّ خطاباتٍ طويلة تعج بالاستعراض الفكري والوجداني. بينما اقترحت جيانا عيد من سوريا تقديم إنتاج مسرحي عربي مشترك وأن تتبناه إحدى الفضائيات العربية وتقدمه مترجَماً إلى العالم
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©