الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مأساة «الشماريخ» تلقي بظلالها على «الساحرة» اللاتينية

مأساة «الشماريخ» تلقي بظلالها على «الساحرة» اللاتينية
23 فبراير 2013 23:10
لاباز (د ب أ) - أمر القاضي البوليفي خوليو جواراتشي أمس الأول باعتقال 12 من مشجعي فريق كورينثيانز البرازيلي بمدينة أورورو، بتهمة الضلوع في مقتل فتى خلال مباراة سان خوسيه المحلي والفريق البرازيلي الأربعاء الماضي في إطار المجموعة الخامسة من بطولة كأس ليبرتادوريس. وقال القاضي بعد جلسة شهدت إجراءات احترازية “الاثنا عشر متهما سينقلون إلى سجن سان بدرو تحت الحبس الاحتياطي طيلة وقت نظر قضية وفاة كيفن بلتران “14 عاما” ليل الأربعاء في استاد خيسوس بيرموديز بمدينة أورورو”. كما أشار إلى أن اثنين من المتهمين ضالعان بشكل مباشر في استخدام الشمروخ الذي قتل مشجع سان خوسيه البوليفي. وتصل عقوبة القتل غير العمد إلى السجن ما بين عامين إلى خمسة أعوام. ويعتقد أن أوجو نوناتو “27 عاما” أحد أعضاء “أولتراس” كورينثيانز قد أطلق الشمروخ، الذي كان عبارة عن أنبوب بلاستيكي قطره سنتيمتران وطوله 23 سنتيمترا. وكشف تصوير تليفزيوني لأحد البرامج الرياضية في مدينة أورورو أن بعد هدف جيريرو في الدقيقة الخامسة أمام سان خوسيه، إطلاق أحد أولتراس كورينثيانز شمروخا باتجاه مكان جلوس مشجعين للفريق البوليفي، كانوا يتقاسمون معهم نفس المدرج. وكان نوناتو وعدد من المعتقلين قد سافروا إلى أورورو بتمويل من مجلس إدارة كورينثيانز، الأمر الذي سيتم التحقيق فيه من جانب اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم، حيث يحظر قانون في البرازيل على الأندية إعطاء أموال إلى الأولتراس. وكانت البداية في عقد الثمانينيات في القرن الماضي عندما ألف المغني الأرجنتيني لويس ألبرتو سبينيتا، أحد من يطلق عليهم آباء موسيقى الروك في اللغة الإسبانية، أغنية بعنوان “الشمروخ المفقود”، تكريما لمشجع نادي راسينج الذي لقي حتفه في ملعب بوكا جونيورز جراء مقذوف اخترق حنجرته. مرت 30 عاما وكرة القدم اللاتينية عادت لتبكي مأساة جديدة تكاد تكون نسخة من تلك. مرة أخرى، مقذوف أطلق من الجماهير المنافسة، مرة أخرى ضحية تتوفى، ومرة أخرى المباراة لا تتوقف. وتوفي المشجع البوليفي كيفن بلتران “14 عاما” خلال المباراة التي أقيمت ليل الأربعاء الماضي بمدينة أورورو البوليفية، بين سان خوسيه البوليفي وكورينثيانز البرازيلي في بطولة كأس ليبرتادوريس، وانتهت بالتعادل 1-1. وقبل مرور 24 ساعة على الحادث فرض على الفريق البرازيلي خوض مبارياته على أرضه في كأس ليبرتادوريس دون جمهور، ولن يحق لجماهيره شراء تذاكر لحضور المباريات التي تقام على ملاعب المنافسين. ويؤكد التاريخ أن الشماريخ مشكلة في عالم كرة القدم اللاتينية منذ عقود. ففي الثالث من أغسطس عام 1983 توفي روبرتو باسيلي “26 عاما” أحد مشجعي نادي راسينج، نتيجة مقذوف أصيب به في حنجرته من مسافة 150 مترا، وأطلق من وسط جماهير بوكا. وبدأت النيران تخرج من فم وأنف المشجع وتوفي على الفور. وتواصلت المباراة بصورة عادية. وتقول كلمات الأغنية التي ألفها سبينيتا، الذي رحل مؤخرا، بعد سنوات من تلك الحادثة تكريما للضحية “الشمروخ المفقود، سكن هناك، حيث تنطق كلمة هدف”. في نفس العام 1983 تسبب شمروخ في إصابات خطيرة خلال مراسم تسليم الميداليات بعد نهائي كأس العالم للشباب تحت 20 عاما التي فازت فيها البرازيل 1-صفر على الأرجنتين على استاد الأزتيك بالعاصمة المكسيكية. فقد ألقى أحد المشجعين مقذوفا من أحد جوانب المدرجات اصطدم بعدة مناطيد ممتلئة بالهيدروجين. وحدث انفجار كبير بوسط الملعب جراء انفجار المناطيد تسبب في إصابة خمسة أشخاص على الأقل بحروق خطيرة وبعضهم من الفتيات اللائي شاركن في حفل الختام. لكن ربما كانت أكثر الأمثلة العالقة بالذاكرة ارتباطا بالشماريخ، هو الشمروخ الذي لم يصطدم بالحارس التشيلي روبرتو روخاس. وقعت تلك الحادثة في سبتمبر 1989 خلال التصفيات المؤهلة إلى مونديال إيطاليا 1990. كان المنتخب التشيلي خاسرا أمام البرازيل صفر- 1 على استاد ماراكانا، عندما أطلق مشجع محلي شمروخا باتجاه أرض الملعب. وتظاهر روخاس حينها بأن المقذوف قد أصابه، وانسحب الفريق التشيلي احتجاجا. ومع ذلك، صرح الحارس لاحقا بأن الأمر برمته كان كذبة، وأنه ادعى أن المقذوف قد أصابه في الوجه وجرح نفسه وهو يتألم على الأرض، الأمر أسفر في النهاية عن انسحاب المنتخب كله من أرض الملعب. وكانت العقوبات صارمة، حيث أوقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) روخاس مدى الحياة وعاقب تشيلي بالحرمان من المشاركة في تصفيات مونديال 1994. لكن آثار الشماريخ تتعدى عالم كرة القدم، لترتبط بالضرورة بمأساتين في المنطقة. فقد تسبب مقذوف في اندلاع حريق في صالة ديسكو “كيس” بمدينة سانتا ماريا جنوبي البرازيل منذ نحو الشهر ليخلف 239 قتيلا، لتعاد قصة شبيهة وقعت بالأرجنتين في ديسمبر 2004 عندما نشب حريق في صالة ديسكو “كرومانيون” في بوينس آيرس بسبب شمروخ، مما أسفر عن وفاة 194 شخصا. من جانبه، يسعى نادي كورينثيانز البرازيلي لكرة القدم إلى إلغاء قرار اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) بإقامة مباريات الفريق في بطولة كأس ليبرتادوريس دون جمهور. وفي بيان مقتضب، أفاد النادي بأنه سيلجأ إلى”كل الإجراءات القانونية لتعديل القرار”. وجاء القرار، الساري حتى انتهاء النظر في القضية من جانب محكمة الكونميبول “في خلال 60 يوما على الأكثر”، بمثابة مفاجأة لمسؤولي النادي البرازيلي، الذين أعلنوا أنهم سيقدمون دفاعهم. وأعرب المدير القانوني لكورينثيانز، لويز ألبرتو بوسابي، في تصريحات إذاعية: “لقد قررنا إعداد دفاعنا فورا وتقديمه إلى الكونميبول اليوم (أمس). ونعتقد أن العدالة ستقر وسنتمكن من إلغاء هذا القرار، الذي لا يبدو صائبا في رأينا”. بدوره قال سيرجيو ألفارينجا مستشار رئاسة النادي إن كورينثيانز “لا يجول بخاطره” احتمال اللعب دون وجود جماهيره. وقال بوسابي إن النادي لا يتحمل أي مسؤولية عن الحادث: “كورينثيانز لا يقر على الإطلاق تصرف أحد المشجعين، ويفترض انه لفريق كورينثيانز، دخل إلى الملعب بشمروخ، الشرطة البوليفية لم تنته (من التحقيقات)، لا نعرف من الذي ألقى المقذوف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©