موسكو تأمل التوصل إلى حل مع إيران من دون عقوبات

أعلنت روسيا أمس أنها ما زالت تأمل التوصل إلى حل تفاوضي مع إيران بشأن برنامجها النووي بدلا من فرض عقوبات جديدة على طهران. في حين جددت طهران أمس استعدادها للتفاوض بهدف التوصل لتسوية لأزمتها النووية شرط موافقة الغرب على تبادل الوقود على أراضيها، مشيرة إلى أن روسيا أبلغتها بتأجيل افتتاح محطة بوشهر لأشهر عن موعده المقرر، حتى الشتاء المقبل. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أمس إن روسيا ما زالت تأمل التوصل إلى حل تفاوضي مع إيران بشأن برنامجها النووي بدلا من فرض عقوبات جديدة على طهران. ونقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس عن ريابكوف قوله “لم نفقد الأمل في ما يتعلق بإمكانية إيجاد تسوية بشأن المشكلة النووية الإيرانية عبر الحوار مع إيران”. وأكد أن روسيا لم تكن على وشك المصادقة على تبني عقوبات جديدة في مجلس الأمن الدولي في حين تسعى الدول الغربية في مجموعة الست المكلفة الملف النووي الإيراني باتجاه هذا الحل. وقال “لا شئ يحصل اليوم يمكن أن يبرر بدء صفحة جديدة أو فصل جديد” في الموقف الروسي. من جهة أخرى قال رامين مهمانبرست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لقناة العالم “إننا نعتبر تحرك الغرب مسيسا وإذا اقدموا على أساليب مختلفة وضغطوا كي نتراجع عن حقوقنا فمن الطبيعي أن هذا التوجه لا يصل إلى نتيجة وكلما كثرت الضغوط زادت إرادتنا رسوخا واستحكاما”. وأضاف أن تبادل الوقود على الأراضي الإيرانية ما زال شرط طهران للاتفاق، متهما الأطراف الأخرى بعدم الوفاء بوعودها. ونقلت القناة عن مهمانبرست قوله إن إيران وافقت على مقترح تبادل الوقود لكن هذه الدول أقرت “بأنها خدعت إيران وأعدت خطة لتفريغ كل الكمية الموجودة لدى طهران من الوقود المخصب بدرجة 3.5 %”. وأضاف “قلنا لهذه الدول إن هذا التصرف ليس صادقا وإنكم لا تنوون بيعنا الوقود بل تريدون أن تراوغوا وتخدعوا وتريدوا أن تأخذوا الوقود المخصب 3.5% وتؤخروا التبادل لمدة سنة، ومع ذلك أعلنا استعدادنا لهذا التبادل”. وأردف “إذا أرادوا أن يوافقوا على شروطنا فإننا على استعداد من الآن للمبادلة”. وكان علي أكبر صالحي مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية صرح لوكالة الطلبة الإيرانية للأنباء بأن الرئيس محمود أحمدي نجاد سوف “يعلن عن إنجاز نووي جديد يوم الجمعة المقبل”، ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وفي السياق النووي أعلن علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان أن روسيا أبلغت إيران بأنها لا تستطيع افتتاح محطة بوشهر في الربيع المقبل، وأجلت موعد الافتتاح أشهرا جديدة، مؤكدة أن الموعد الجديد سيكون مع انتهاء الشتاء المقبل. وانتقد بروجردي الموقف الروسي الجديد قائلا “هذه المواقف تكشف أن روسيا تتعرض إلى ضغوط دولية وأنها كل يوم في موعد جديد مع إيران”، وأضاف أن لجنة الأمن القومي الإيرانية في البرلمان ستقوم بجولة ميدانية في محطة بوشهر للوقوف على الحقيقة. وأكد من جهة أخرى أن إصدار مجلس الأمن قرارا جديدا ضد إيران ليس بشيء جديد ورأى أن ذلك لن يؤدي سوى إلى زيادة عدد القرارات. وقال إن الحكومة والبرلمان تجريان الآن المشاورات اللازمة حيال الموضوع النووي. وأضاف أن وزير الخارجية منوشهر متكي أبلغ أعضاء مجلس الأمن الدولي إصرار إيران الحفاظ على حقوقها المشروعة وعدم الاستسلام أمام الضغوط التي يمارسها الغرب. وحول تأسيس إيران منشآت نووية سرية قال بروجردي إن إيران لن تقوم بعمل خارج نطاق الوكالة الولية للطاقة الذرية. واشنطن تكشف استراتيجيتها النووية الجديدة اليوم واشنطن، موسكو (وكالات) - قال البيت الأبيض أمس إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستكشف عن استراتيجية خاصة بالأسلحة النووية اليوم، قبل أسبوع من احتضان واشنطن قمة دولية حول الأمن النووي، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي ديميترى ميدفيديف سيشارك فيها. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس أن هذا التحديث للاستراتيجية النووية الأميركية والأول من نوعه منذ 2002، سيعلن اليوم. ويطلب الكونجرس مراجعة بشأن الموقف النووي من كل إدارة أميركية، ولكن كثيراً من التكهنات المتفائلة ظهرت بهذا الخصوص بعدما تعهد أوباما بإنهاء “طريقة التفكير التي تعود للحرب الباردة”. وفي السياق ذاته، أعلن الكرملين أن ميدفيديف سيشارك في القمة أمنية النووية الأميركية في واشنطن، والتي تستمر ليومين وتبدأ في 12 أبريل الجاري. وسوف يلتقي الزعيمان في براغ الخميس المقبل لتوقيع اتفاقية ستارت الجديدة حول خفض التسلح.