الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتيات لندن.. والطريق إلى «داعش»

23 فبراير 2015 22:07
تطالب أسرتا اثنتين من بين ثلاث مراهقات لندنيات في طريقهن إلى سوريا بهدف الانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، ابنتيهما بالعودة إلى الوطن. وقالت أسرة «شميمة بيجوم»، البالغة من العمر 15 عاماً، في بيان لها: «نفتقدك بشدة، ونشعر بقلق بالغ حيالك». وأضافت: «نتفهم مشاعرك الجياشة ورغبتك في مساعدة هؤلاء الذين تعتقدين أنهم يعانون في سوريا، لكن يمكنك المساعدة وأنت على أرض الوطن، ولا يتعين عليك تعريض نفسك للخطر.. نرجوك لا تعبري الحدود». وأصدرت أسرة «كاديز سلطانة»، البالغة من العمر 16 عاماً، بياناً مماثلاً قالت فيه: «نحن جميعاً نحبك، وقد كانت الأيام الأربعة الأخيرة كابوساً بالنسبة لنا». وتابعت: «نود التأكيد على أننا لسنا غاضبين منك، فأنت لم تفعلي أي شيء خاطئ، وما نريده أن تعودي إلى المنزل آمنة ومطمئنة». وبيجوم وسلطانة والفتاة الثالثة التي آثرت أسرتها عدم الكشف عن اسمها غادرن منازلهن صباح الثلاثاء الماضي، واستقللن رحلة الخطوط الجوية التركية من مطار جيتويك إلى إسطنبول. وجميعهن طالبات في أكاديمية «بيثنال جرين»، وصديقات لفتاة أخرى أكدت التقارير فرارها إلى سوريا في ديسمبر الماضي. وأطلقت الشرطة البريطانية تحذيراً يوم الجمعة الماضي، وأكدت أنه لو أمكن العثور على الفتيات الثلاث قبل مغادرتهن تركيا، فستكون فرصتهن أفضل في العودة إلى الوطن بأمان. وأثارت مغادرة الفتيات الثلاث مخاوف، لا سيما في أوروبا، بشأن عدد الشباب الذين يتوجهون إلى الشرق الأوسط بهدف الانضمام إلى «داعش». وفي سبتمبر الماضي، قدرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي. آي. إيه» أن أكثر من ألفي مواطن غربي يقاتلون مع التنظيم في سوريا، ويواصل العدد الارتفاع منذ ذلك الحين. وتستحوذ فرنسا على نصيب الأسد من الشباب الأوروبيين الذين غادروا للانضمام إلى تنظيم إرهابي أو آخر، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الشباب الفرنسيين الذين غادروا إلى أرض المعركة يناهز ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً. ولكن ما هي الدوافع وراء مغادرة هؤلاء الشباب للوطن والقتال في دولة أجنبية؟ أكد كريم باكزاد، الباحث لدى معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي، أن بعضهم لديه فكرة رومانسية عن الحرب والمحاربين، مضيفاً: «هناك افتتان مؤكد بقطع الرؤوس والحناجر». ونوّه بأن «الدافع بالنسبة للبعض ديني، فهؤلاء الشباب يعتقدون أن القوانين الغربية تتناقض مع التعاليم الإسلامية، ومن ثم فهي غير أخلاقية». وعلى رغم ذلك، يرى آخرون أن إخفاق الغرب في إنهاء العنف والصراع في سوريا وأجزاء أخرى من المنطقة، هو السبب. وفي المقابل لا تعدو جل هذه الدوافع سوى طعم يستخدمه المتطرفون والإرهابيون الذين يكثفون حملات التجنيد على شبكة الإنترنت. ومثلما ذكرنا العام الماضي: «إن مقاطع الفيديو التي تنشرها جماعات متطرفة على شبكة الإنترنت، لديها حساباتها الخاصة على موقع يوتيوب، تشهد ازدهاراً في الوقت الراهن، ويجذب الدعاة المتطرفون الشباب الغربيين برسائل عن الشهادة والولاء في صيغة مقاطع فيديو مؤثرة.. ويقنع المجندون الشباب بأن بمقدورهم الانضمام إلى قضية أكبر وينسوا مشكلاتهم الصغيرة في الداخل، مثل البطالة أو الاضطرابات الأسرية». ودشّنت حكومات ومدارس في الغرب جهوداً متعددة لمواجهة التطرف في الداخل. وهناك طريقة أخرى لمنع الشباب من الرحيل عن طريق التوضيح لهم أن وعود المجندين بالمجد والإثارة زائفة، خصوصاً بالنسبة للنساء. وذكر «ريتشارد والتون» من قيادة مكافحة الإرهاب في لندن: «إنه مكان شديد الخطورة، وقد شاهدنا تقارير عن نظرتهم للحياة، ومدى القيود التي تفرض على حياة المجندين، وحتى العودة للوطن من سوريا لا تكون خياراً في كثير من الأحيان بالنسبة لهؤلاء الذين يخضعون لسيطرة تنظيم داعش، بعد أن تركوا أسرهم مدمرة، ولا تكون لديهم سواء خيارات محدودة لتأمين عودتهم إلى الوطن سالمين». جيسيكا ميندوزا يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©