الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حفلة غضب

5 ابريل 2010 23:21
كأننا نتحين الفرص، أو لنقل “نتلكك” مع كل حالة تسلل أو هدف غير محتسب أو احتجاج جماهيري أو قرار حكم لم يرض فريقاً على حساب الآخر أو أي مشكلة من أي نوع، لنتحول تلقائياً لإقامة “حفلة غضب” نثور بعنف وننفعل بـ”هستيريا”.. ثم ننفلت، ونتكتل ونشكل “لوبياً”.

كل هذا يؤكد أننا نقف على أرض رخوة ونفقد المنطق ونطلق العنان لعواطفنا.. ننسى أن كرة القدم لعبة للمتعة.. وأنها قصة جميلة تتعلق بها القلوب والأفئدة.

تجاوزت “مباراة ودية” حدودها الإقليمية والجغرافية، وكان رد الفعل شحن الجماهير وكأننا خسرنا معركة كرامة أو شرف أو كأننا فشلنا في التأهل لنهائيات كأس العالم.

نتصارع إذن ونتعارك في بطولة انتهت صلاحيتها منذ عشرات السنين، ويكفي أنها بطولة ودية.

المؤسف حقاً أن البحرين التي شهدت الاجتماع الذي تمخض عن إحالة أوراق قضية الوصل والنصر السعودي إلى “الفيفا”، هذه الدولة نفسها شهدت قبل 40 عاماً بداية الحلم الجميل “حلم الأشقاء” عندما اجتمعت 4 دول هي البحرين، السعودية، الكويت وقطر وكانت ولادة بطولات الخليج .. تلك الفكرة النيرة بهدف جمع الأشقاء والتنافس فيما بينهم وسط أجواء من الألفة والمودة.

وبعد 40 عاماً فشل المجتمعون في الدولة نفسها من اتخاذ قرار لمباراة ودية جمعت الوصل مع النصر واكتملت كل أركانها. اجتمعوا ليختلفوا واتفقوا على ألا يتفقوا، وقرروا “الاستعانة بصديق”.

مئات الوقائع تمت إحالتها للاتحاد الدولي منذ تأسيسه في عام 1904 ولم يقرر “الفيفا” إعادة أي مباراة إلا في حالات نادرة جداً، لأن المرجعية تكون لتقرير الحكم ومراقب المباراة، وطالما أن المباراة اكتملت فقد قضي الأمر وحسم تماماً.
أحلام إعادة المباراة للنصر “أوهام”، لأن “الفيفا” لا يعتمد على لقطات الفيديو، ولو كان الأمر كذلك لتم حسم مئات الوقائع ولكن ليست لقطات الفيديو أو شحن الرأي العام أو التكتلات أو الضغوط يتم القبول بها في مثل هذه المواقف.
اتفق تماماً بأن نزول جماهير الوصل إلى أرض الملعب تصرف مرفوض لا تقبله الرياضة، ولكن يجب ألا نغفل الفعل الخادش للحياء الذي قام به طبيب النصر ايلي عواد، وقد جاء تصرف الجماهير كرد فعل طبيعي على هذه الواقعة بدليل أن الجماهير لم تذهب للاعبي النصر أو حكم المباراة أو المدرب أو حتى للاحتجاج على نتيجة المباراة ولكنها استهدفت شخصاً محدداً، وبالتالي فإن جماهير الوصل لم تثير الشغب من أجل مجرد الشغب.

“الفيفا” سيعتمد بشكل أساسي على تقرير الحكم، إلى جانب أن المباراة اكتملت تماماً حيث لعب النصراويون الشوط الرابع وركلات الترجيح ولم ينسحبوا من الملعب ولكن بعد المباراة هددوا وتوعدوا بالانسحاب من كل البطولات.

للعلم فقط
المباراة ستعاد في حالة واحدة فقط .. إذا اعترف الحكم بأنه أخطأ في قرار اتخذه وبيّن ذلك في تقريره، ولعلكم تذكرون مباراة اليوفي وليفربول في نهائي بطولة الأندية الأوروبية عام 1984 في مأساة بروكسل .. مات 84 شخصاً وأصيب أكثر من 100 مشجع وتحول الملعب إلى مستشفى ولم تلغ المباراة.
مباراة ودية على مائدة «الفيفا» .. آخر مشاهد «التعاون».

ali.sed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©