قال مسؤول كبير في منطقة مضطربة بشمال غرب باكستان إن قنبلة انفجرت داخل مسجد أثناء صلاة الجمعة أمس في منطقة معادية لطالبان مما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصا. وقال عاطف الرحمن وهو أكبر مسؤول حكومي في منطقة دير العليا القريبة من وادي سوات حيث يشن الجيش هجوما كبيرا ضد حركة طالبان «عدد القتلى 40 ليس عندنا أي فكرة عن عدد المصابين».
ولم تتبن أي جهة حتى الآن الاعتداء في قرية هاياغاي شركاي في إقليم دير العليا، لكنه وقع في منطقة يعتبر سكانها مناهضين لطالبان. وقال عاطف الرحمن انه قبيل صلاة الجمعة، حاول الانتحاري التسلل بين المصلين حين تنبه البعض لسلوكه المشبوه. وأضاف «اشتبه به أناس وحاولوا الإمساك به فيما كان يختلط بالحشد، لكنه سارع إلى تفجير قنبلته». وقد بدأ مدنيون مجددا بإخلاء مدن وقرى في وادي سوات .. وقد هرب حتى الآن نحو مليونين ونصف مليون مدني من المعارك في خلال 6 أسابيع بحسب تقديرات الأمم المتحدة والحكومة. والليلة قبل الماضية، القت مروحيات للجيش منشورات في منطقتي كابال وماتا معقلي طالبان تطلب من المدنيين المغادرة فيما رفع حظر التجول أمس لإتاحة المجال أمام المدنيين للهرب على متن نحو مائة حافلة سمح الجيش بدخولها. وقال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني إن مثل هذه الحوادث لن «تفت في عزم الحكومة محو هذا البلاء (الإرهاب) من البلاد». وقال وزير الداخلية الباكستاني إن الشرطة اعتقلت في وقت سابق أمس مفجرين انتحاريين في إسلام آباد وروالبندي المجاورة. وأجرى ريتشارد هولبروك المبعوث الاميركي الخاص مشاورات مع القادة الباكستانيين بشأن ما يلزم عمله بمجرد أن يقضي الجيش على طالبان في وادي سوات. وحث جيلاني الولايات المتحدة على شطب ديون باكستان التي وصلت إلى 1.55 مليار دولار في نهاية مارس كما اخبر هولبروك انه يجب على واشنطن التعجيل بتوريد معدات حربية. وقال وزير الداخلية رحمن مالك للصحفيين ان المفجرين المشتبه بهم المعتقلين في إسلام آباد وروالبندي كان بحوزتهم سترات مفخخة لكنه لم يذكر عددهم. وذكرت صحيفة (نيوز) اليومية إن 4 رجال اعتقلوا. وضاعفت قوات الأمن حواجز الطرق خلال الأيام القليلة الماضية في كل من إسلام آباد وروالبندي حيث توجد قيادات الجيش بسبب مخاوف من هجمات انتقامية ردا على الهجوم في سوات. ويقول الجيش إن اكثر من 1200 متشدد و90 جنديا قتلوا منذ بدء الجيش الهجوم في أواخر إبريل نيسان بينما نفذ المتشددون هجمات تفجيرية في لاهور ومدينتي بيشاور وديرا اسماعيل خان في شمال غرب البلاد. وقال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في مقابلة مع صحيفة (فاينانشال تايمز) نشرت أمس «إنها معركة من اجل بقائنا.. أجيال المستقبل لن تغفر لنا إذا أخفقنا. لا يمكننا تحمل خسارتها.. الخسارة ليست خيارا مطروحا»
عدد اليوم
