خبيرة صحية تحذر من تأثير التغيرات المناخية على الإنسان

لمياء الهرمودي (الشارقة) - حذرت الدكتورة عائشة الهاشمي نائبة مدير التثقيف الصحي في إدارة الطب الوقائي بالشارقة، من تأثيرات التغيرات المناخية على صحة الإنسان، وقالت إن ظاهرة التسخين الحراري للأرض الناجمة عن تلك التغيرات، تؤدي إلى زيادة متوسط درجات الحرارة، ما ينتج عنه انتشار الأمراض ووفاة نحو 150 ألف شخص سنوياً، وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية. وأوضحت في حوار مع “الاتحاد” أن هذه الزيادات في درجات الحرارة قد تؤدي إلى مزيد من موجات الحر الشديدة خلال فصل الصيف في الوقت الذي تقل فيه نوبات البرد وتصبح أقل تطرفاً خلال فصل الشتاء، وبالتالي فإن ارتفاع متوسط درجات الحرارة يوصل إلى زيادة درجات الحرارة خلال فصل الصيف. وقالت الهاشمي إن تغير المناخ يزيد من مخاطر انتشار بعض الأمراض المعدية، خاصة تلك التي تظهر في المناطق الحارة وتنتشر عن طريق البعوض والحشرات الأخرى التي تسمى “بناقلات الأمراض”، مبينة أن من أبرز تلك الأمراض، الملاريا، وحمى الضنك، والحمى الصفراء، والتهاب الدماغ. وأضافت أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة يؤدي إلى الوفاة لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب، لأن القلب يبذل في هذه الحالة جهدا كبيرا لخفض درجة حرارة الجسم، من خلال إعادة توزيع الدورة الدموية، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى حدوث فشل في وظائفه ومن ثم الوفاة. وأشارت إلى أن ارتفاع معدلات الإصابة بالإجهاد الحراري وزيادة حالات المشاكل التنفسية، ينتج عن ارتفاع درجات حرارة الجوّ، وارتفاع نسبة غاز الأوزون في الطبقات الجوية السفلى، وهو أمر يشكل خطرا صحيا حقيقياً، حيث يدمّر أنسجة الرئتين، ويتسبب في تدهور الحالة الصحية للمصابين بأمراض رئوية مسبقا، مثل التهاب القصبات الهوائية أو الربو. وأفادت الهاشمي بأن التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام الـ150 الماضية أدى إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، ما تسبب في إطلاق غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون، وهو من أهم أسباب تغير المناخ، حيث تمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. واعتبرت أن من أبرز أسباب التغير المناخي رفع النشاط البشري لنسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ومن أهمها ثاني أكسيد الكربون والميثان اللذين باتا يحبسان المزيد من الحرارة، مشيرة إلى أنه كلما اتبعت المجتمعات البشرية أنماط حياة أكثر تعقيداً واعتماداً على الآلات، كلما احتاجت إلى مزيد من الطاقة. وأردفت بأن ارتفاع الطلب على الطاقة يعني حرق المزيد من الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز والفحم، بالتالي رفع نسب الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي، ما يعني أن البشر يساهمون في رفع درجات الحرارة بشكل مباشر، معربة عن القلق بهذا الشأن لأن ذلك كفيل بأن يرفع حرارة الكوكب بسرعة لا سابق لها في تاريخ البشرية. تثقيف للحد من ظاهرة التسخين الحراري قالت الدكتورة عائشة الهاشمي إن إدارة التثقيف الصحي تلعب دوراً مهماً في تخفيف ظاهرة التسخين الحراري وآثارها، من خلال إقامة عدد من المشاريع والبرامج والفعاليات على مستوى إمارة الشارقة، مشيرة إلى أن الإدارة دعت عدداً من الجهات والمؤسسات إلى التعاون معها في زيادة عدد الأشجار في مبانيها من خلال مشروع تنظيف وتشجير إدارة الطب الوقائي بمشاركة عدد من طلبة وطالبات المدارس في الإمارة، بهدف توعيتهم بأهمية الحفاظ على حرارة الأرض من خلال الأشجار، بالتعاون مع شركة الشارقة للبيئة “بيئة” وبلدية الشارقة. وأضافت أنه سيتم لاحقا التعاون مع عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في الإمارة، لتكثيف عدد الأشجار في المباني التابعة لها، فضلاً عن تنظيم برامج توعية للأفراد والمؤسسات المجتمعية في إمارة الشارقة، في مجال التخلص الآمن من النفايات الطبية بشكل لا يؤثر على البيئة بطريقة سلبية، ولا يسبب ارتفاعا في درجة حرارة الأرض.