الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«انفلونزا الخنازير» يربك رحلات العطلة الصيفية ويزيد الطلب على الدول العربية

«انفلونزا الخنازير» يربك رحلات العطلة الصيفية ويزيد الطلب على الدول العربية
6 يونيو 2009 02:23
أدى انتشار مرض انفلونزا الخنازير في العالم إلى ارتباك مواطني الدولة حول مكان قضاء إجازة الصيف، فقام البعض بتغيير وجهة سفره حيث نالت الدول العربية النصيب الأكبر من الاختيار، بينما اختار البعض الآخر قضاء الصيف داخل الدولة لما تمتلكه من مقومات سياحة داخلية لكنه طالب بتخفيض أسعار الفنادق وغيرها لتشجيع السياحة الداخلية. من ناحيتها، أجمع عدد من مكاتب السفر على انخفاض نسبة الحجوزات إلى الدول الأوروبية بنسب تتراوح بين 20% و30% مقارنة بالعام الماضي، وأشار البعض إلى إلغاء كل الرحلات باتجاه الدول الآسيوية خوفاً من انتشار المرض، مقابل زيادة الطلب على السفر إلى بيروت والقاهرة ودمشق والرباط، وبعض دول الخليج. انخفاض السفر إلى أوروبا «الأزمة الاقتصادية وانفلونزا الخنازير سبب ركود شركات السياحة»، هكذا بدأت عبير مزوغي موظفة حجوزات في إحدى شركة الزعابي للسياحة والسفر برأس الخيمة حديثها، بعد أن أجمعت شركات السياحة بالإمارة على انخفاض الطلب على السفر إلى الدول الأوروبية وانعدامها إلى الآسيوية، مشيرين إلى أن هناك تداعيات وأسبابا متنوعة أدت الى تغيير عدد من المواطنين وغير المواطنين وجهاتهم السياحية لهذا الصيف. بداية، قالت مزوغي إن «ظهور الأزمة الاقتصادية منذ أشهر أثر بشكل طفيف على الإقبال على السفر والسياحة، لكن ما كسر ظهر البعير ظهور الوباء العالمي انفلونزا الخنازير الذي تسبب بدوره في انخفاض نسبة السفر إلى الدول الأوروبية بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، ورفع بدوره الإقبال على السفر إلى الدول العربية بنسبة 20%، وإلغاء السفر إلى الدول الآسيوية». وأشارت مزوغي إلى أن هناك دولاً عربية زاد عليها الطلب مثل «بيروت والقاهرة والمغرب ودمشق» مقارنة بالدول الأوروبية التي قل الطلب عليها مثل «ميونخ والنمسا وفيينا وفرنسا»، بينما تم إلغاء الحجوزات إلى الدول الآسيوية مثل «بانكوك والهند»، مشيرة الى أن هناك عدداً من مكاتب السفر والسياحة التي ستقدم الفترة المقبلة عروضاً ترويجية لتنشيط الركود الحاصل. بدوره، قال أحد موظفي مكتب رأس الخيمة للسياحة، إن تراجع الجمهور عن السفر إلى الدول الأوروبية والآسيوية بسبب انتشار مرض انفلونزا الخنازير انعكس إيجاباً بالنسبة للطلب على الدول العربية الذي ارتفع إلى 40% خصوصاً باتجاه سوريا ومصر ولبنان. من ناحيته، أكد عدد من مكاتب السياحة في المنطقة الشرقية استمرارية إقبال المسافرين على الحجز للسفر لكافة الدول، لكنه أشار إلى أن انتشار مرض انفلونزا الخنازير جعل كثيرين يتراجعون عن حجوزاتهم، بينما بعضهم استبدلها بالسفر إلى الدول العربية والخليجية. عدم تأثر أسعار الحجز وفي مكتب مصر للطيران، يدخل مدير المكتب مصطفى عاطف البيانات على الحاسوب الخاص بالحجوزات، مضيفاً «اننا كمكاتب سفر وسياحة نتفهم أسباب تراجع الطلب على التذاكر خاصة مع الحالة الاقتصادية التي تمر بها جميع بلدان العالم خاصة الدول العربية والتي انعكست بشكل مباشر على السفر والسياحة، وذلك بالإضافة إلى ظهور وباء انفلونزا الخنازير الذي تسبب في انخفاض الطلب على السفر إلى أوروبا من قبل المواطنين بنسبة تزيد على 20% مقارنة بالعام الماضي». وعن أسعار التذاكر والعروض المقدمة، قال عاطف إن «أسعار التذاكر تنخفض وترتفع لأسباب معينة أولها الدرجة السياحية والتوقيت، وأخيراً مدة الإجازة التي سيقضيها الشخص»، لافتاً إلى أنه في دولة الإمارات تزداد أسعار التذاكر بشكل عام بعد تاريخ 10 يونيو ويستمر ذلك حتى 10 أغسطس من كل عام وذلك ترادفاً مع توقيت الإجازة. من جانبه، قال صاحب مكتب سفريات بدبا الحصن «لم تتأثر وكالات السفريات بشكل واضح حيث إن الإقبال لا زال مستمراً والأسعار لن تتغير حتى 15 يونيو الحالي حيث سترتفع، وإنما البعض منهم أجل سفره والبعض الآخر غير وجهة سفره». ولفت صاحب مكتب سياحة شمس الدين بخورفكان إلى أن «السياحة لم تتأثر كثيراً بسبب أنفلونزا الخنازير خاصة لدول شرق آسيا مثل تايلند وماليزيا»، مردفاً «سافر أمس عن طريق مكتبنا خمس عائلات إلي تايلند، أما بالنسبة لدول أوروبا فقد لاحظنا تراجع الكثير من المسافرين عن التوجه إليها بسبب انتشار أنفلونزا الخنازير». اختيار الدول العربية وفي هذا الإطار، قال عبدالله أحمد، وهو أحد الأشخاص الذين صادفتهم «الاتحاد» في مكتب للطيران، «لن أفوت فرصة السفر هذا العام بسبب وباء انفلونزا الخنازير بل سأعوضه بالذهاب الى إحدى الدول العربية وقد اخترت القاهرة لتمضية الإجازة مع أسرتي». وعن أسعار التذاكر، لفت عبدالله إلى أن «الأسعار ثابتة ويبدو أن الطلب على الدول العربية السبب في ثبات الأسعار وعدم انخفاضها، بل أن هناك صعوبة في الحصول على التوقيت المطلوب». وقال محمد أحمد بأحد مكاتب السفر بخورفكان، «تعودت أن أقضي إجازة الصيف مع أفراد أسرتي في إحدى الدول العربية الشقيقة مثل مصر أو لبنان أو سوريا، لكن هذا الصيف سأتوجه إلى دول الخليج العربية تفادياً للأمراض». وفي هذا الإطار، أوضحت فاطمة عبدالله «حجزنا تذاكر السفر إلى تايلند قبل شهر ونصف الشهر، لمدة أسبوعين لكن بسبب ظهور مرض انفلونزا الخنازير أصبحنا في حيرة»، مضيفة «قد نقوم بتغيير وجهة السفر إلى إحدى الدول العربية مثل سوريا ومصر». سياحة داخل الدولة من جهته، تساءل شهاب أحمد «في حد يسافر عشان يشتري المرض؟»، مشيراً إلى أنه سيخصص هذا الصيف للسياحة داخل الدولة بالإضافة إلى زيارة إحدى الدول الخليجية للاستمتاع بالإجازة الصيفية. وقال شهاب إن الأماكن السياحية بالدولة متعددة وكثيرة «لكن للأسف نبحث دائماً عن المتعة خارج البلد». ولفت عبدالعزيز عبدالله في أحد مكاتب السياحة بخورفكان «أحدث فيروس انفلونزا الخنازير مشاكل عديدة على مستوى العالم، وأثر على حركة السفر والسياحة خاصة إلى البلدان الأوروبية وبعض الدول الآسيوية، ولذلك سأتجنب السفر إلى المناطق حيث ينتشر الفيروس وسأكتفي بقضاء الإجازة في مكان آمن، وبلدنا والحمدلله تتوافر فيه جميع مقومات السياحة ومراكز التسوق الباردة والفنادق الرائعة». لكن عبد العزيز شكا من غلاء أسعار الفنادق في الدولة الأمر الذي يزعج ويرهق ذوي الدخل المحدود، إلى جانب ارتفاع أسعار المواصلات والوجبات الغذائية في المطاعم. واتفق ياسين سالم مع عبد العزيز في الرأي، حيث قال إنه يستعد لقضاء الإجازة الصيفية في الإمارات لعدة أسباب منها انتشار مرض انفلونزا الخنازير، وارتفاع تكاليف التذاكر»، مشيراً إلى أن مقومات السياحة الداخلية موجودة في الإمارات بالأخص في المدن الكبيرة مثل أبوظبي ودبي والشارقة حيث نجد مراكز التسوق والفنادق الفارهة والألعاب المميزة التي تتناسب مع جميع الأعمار خاصة بعد افتتاح مراكز التسوق الجديدة ومنها إمارات مول ودبي مول والفستيفال». وأضاف ياسين «هذا يعني توفير مصاريف المواصلات وتكاليف تذاكر السفر، بالإضافة إلى أن إنفاق هذه المبالغ في الدولة يساهم في تطوير وتنمية القطاع السياحي بالدولة، وتنشيط الحركة السياحية والتعرف على المعالم التاريخية والسياحية المتوافرة في كل مدن الدولة، خاصة وان هذا النوع من السياحة يشجع العائلات على السياحة الداخلية». لكنه لفت إلى بعض العوائق التي لا تشجع السياحة داخل الدولة ومنها ارتفاع تكاليف الإقامة في الفنادق لتتراوح بين 1000 و1400 درهم و»هذه بالطبع مبالغ باهظة للأفراد والعائلات ذات الدخل المحدود، مقارنة مع الفنادق من الفئة نفسها والتي تتوافر بأسعار أقل في دول شرق آسيا». وطالب ياسين الجهات المسؤولة بتقديم تسهيلات وتخفيضات تراعي السياحة الداخلية حتى يتمكن رب الأسرة الكبيرة من قضاء الإجازة داخل مدن الدولة. حيرة في الاختيار من جانبه، جلس أبو محمد حائراً في مكتب السفر والسياحة بخورفكان يشاور نفسه أين يسافر مع انتشار فيروس انفلونزا الخنازير في أكثر من بلد، حيث قال «قبل أن آتي إلي المكتب اعتزمت السفر إلى إحدى الدول الآسيوية، أما الآن فأصبحت في حيرة لا أعرف أين أسافر مع انتشار فيروس انفلونزا الخنازير الذي يرعب الجميع». وفي هذه الأثناء دخلت فاطمة محمد مستفسرة عن أسعار تذاكر السفر والدول الأكثر إقبالاً عليها هذا الصيف، وسألت «هل الأسعار انخفضت؟ وما الدول التي تعاني من فيروس انفلونزا الخنازير؟». من ناحيته، قال يوسف علي «الجميع ينتظر الصيف للسفر والسياحة والترويح عن النفس، فقبل تحديد الإجازة نخطط للبلد التي سنتوجه إليه مع الأهل والأصدقاء، حيث نستفسر عن طبيعة البلد والعادات والتقاليد والديانات، ثم نقوم بتحضير الحقائب والملابس وبعض الأدوية الخاصة بالأطفال»، بينما أضافت أم ناصر «تعودنا على السفر كل عام، حيث إننا ننظم جمعيات في كل عام لجمع المال الخاص للسفر وشراء التذاكر والإقامة، ذلك أنه بعد شهور متواصلة من العمل والجهد نحتاج إلى الراحة واسترخاء». تدابير وقاية وفي هذا الإطار، نصح الدكتور أحمد أمين، طبيب عام برأس الخيمة، بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية أثناء السفر كأخذ اللقاحات اللازمة للسفر بما فيها اللقاح الموسمي للأنفلونزا بعد استشارة الطبيب. ولفت أمين إلى أنه يفضل تأجيل السفر إلى المناطق التي تم تسجيل إصابات المرض فيها إلا إذا كان السفر ضرورياً، مشيراً الى ضرورة اصطحاب حقيبة إسعافات أولية تحوي المستلزمات الطبية الضرورية، بما فيها الأدوية التي يتناولها المريض المسافر بشكل منتظم، مع كمامات للفم والأنف. وأشار إلى وجوب متابعة النشرات والأخبار الصحية للتعرف على مدى انتشار مرض انفلونزا الخنازير في دول العالم للوقاية منه والتعرف على الإجراءات الصحية اللازمة.
المصدر: رأس الخيمة، الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©