يعقد مجلس إدارة شركة الأهلي لكرة القدم اجتماعاً غداً، بعد الاطلاع على التقارير التي أعدتها اللجنة الفنية، ولجنة الكرة حول مستوى الفريق الأول واللاعبين، وعمل الجهاز الفني بقيادة أوليري.
وتوترت علاقة جماهير الأهلي بالمدرب الإيرلندي ديفيد أوليري، والتي توافدت على ملعب نادي الشباب، لمؤازرة الفريق الذي لم يظهر بالمستوى المطلوب والخروج مهزوماً بهدف أمام الوصل من ربع نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة.
وشهد ملعب المباراة موقفاً غير مسبوق من بعض الجماهير الغاضبة التي رفضت الانصياع لتعليمات الأمن بالانصراف، وظلت مرابطة أمام مدخل الاستاد، وحول حافلة اللاعبين انتظاراً لخروج المدرب، وجاهر بعضهم بأنه ينتظر خروج أوليري لإهانته على ما يفعله بالفريق، وحاول فؤاد خليل المنسق الإداري بالأهلي تهدئة الجماهير الغاضبة، وتفريقها بعيداً عن حافلة اللاعبين، والمخرج الرئيسي للاستاد ولكنها استمرت على موقفها الغاضب، وهو ما دفع الجهاز الإداري لإبقاء المدرب في غرفة خلع الملابس، خشية وقوع صدام غير مقبول، خاصة أن الجماهير غاضبة لسوء أداء الفريق وضعف مستواه، وتكرار النتائج السلبية، واستمر الموقف ما يقرب من 30 دقيقة، قبل أن تنطلق “الحافلة” بعيداً من دون المدرب الذي تم تهريبه من الباب الخلفي للملعب.
وعلى الجانب الآخر أكد عبد الله سعيد النابودة رئيس مجلس إدارة الأهلي وشركة كرة القدم في تصريحات عبر الهاتف من لندن للموقع الرسمي للنادي، أن مجلس إدارة شركة الأهلي لكرة القدم سوف يعقد جلسة غداً، عقب وصوله يتحدد فيها مصير الأيرلندي ديفيد أوليري المدير الفني للفريق، سواء بالبقاء أو الرحيل، من قيادة الفريق الأول في المرحلة المقبلة.
وشدد على أن مجلس إدارة شركة كرة القدم يهمه في المقام الأول والأخير إرضاء القاعدة العريضة من جماهير النادي، وسوف يتخذ المجلس القرار المناسب الذي يصب في مصلحة الفريق. وأعرب النابودة عن سعادته بالحضور الجماهيري الكبير في مباراة الوصل في ربع نهائي الكأس، وأبدى أسفه على الخسارة التي تلقاها الفريق أمام الوصل، وقال “كنت أتمنى أن تخرج الجماهير سعيده بالفوز، ولكن هذا هو حال كرة القدم، يوم فائز ويوم خاسر”.
وأشاد النابودة بالوقفة الكبيرة للجمهور الذي حضر مبكراً للملعب من أجل مؤازرة الفريق، لافتاً إلى أن “الفرسان” قدموا مباراة قوية، وكانت هناك بعض الفرص المتساوية للفريقين، ولكن غياب التوفيق أدى لعدم تسجيل أي هدف.
وأضاف: إن الخسارة أمام الوصل ليست نهاية المطاف بالنسبة لنا، ولدينا الكثير من العمل ونجتهد جميعنا كمنظومة أهلاوية واحدة من إدارة ولاعبين وجمهور أكثر من قبل، للوصول لمبتغانا وأحلامنا التي نسعى إليها، ولن تكون هذه الخسارة سبباً في توقف مسيرة “الفرسان”، فيما يتطلع إليه في قادم الأيام وعلى المدى القريب والمستقبل الذي ننظر إليه بكل تفاؤل، مع وجود كوكبة من اللاعبين المتميزين في الفريق الأول”.
من ناحية أخرى شنت جماهير الأهلي حملة شرسة، على المنتدى الرسمي لموقع النادي، أو عبر مواقع ومنتديات أخرى على الإنترنت، لمطالبة إدارة النابودة بضرورة اتخاذ قرارها الصعب، بالاستغناء عن خدمات المدرب، مهما كانت التضحيات المادية، ورأت الجماهير أن رحيل أوليري سيكون هو الحل الأمثل في ظل عدم قناعة الجميع بقدراته سواء اللاعبين أو الجماهير.
وانتقدت الجماهير طريقة اللعب الكلاسيكية التي يحاول المدرب تنفيذها، بما لا يتماشى مع مستويات اللاعبين المهاريين، واستندت في وجهة نظرها بغياب مستوى لاعب بحجم البرازيلي بنجا الذي تألق مع الوحدة، ولكنه لم يقدم الدور المتوقع منه مع الأهلي، بسبب التكليفات الفنية التي وصفوها بـ”الغبية” للمدرب أوليري.
ورصدت الجماهير في أكثر من مشاركة حقيقة ما يدور من المدرب، خاصة أحظاءه الفنية التي وصفتها بالكارثية، بداية من كثرة الإجازات السلبية، وفترات الراحة التي كان يمنحها أوليري للاعبين منذ تولى المسؤولية، حيث كانت تصل أيام الراحة لأكثر من يومين في الأسبوع، وهو ما أثر على روح وتركيز اللاعبين.
واستندت بعض الجماهير على عدم قناعتها بالمدرب، من خلال اتهامه بأنه كبد النادي خسائر طائلة، بعدما طلب التعاقد مع اللاعب البوركيني بانسي من الدوري الألماني، ومن ثم لم يتمسك ببقائه، ووافق على رحيله إلى أم صلال القطري، على سبيل الإعارة لنهاية الموسم، ويتألق بانسي حالياً في الدوري القطري، وهو ما يعني أن المدرب لم يكن قادراً على استغلال قدرات اللاعب بالصورة الأمثل. يذكر أن الجماهير الحمراء كانت تنتقد أسلوب المدرب، مبديه عدم قناعتها بقدراته خلال الفترات الأخيرة، ولكن الخروج من الكأس رفع من درجة الرفض الواسع لبقائه بين قطاع ليس بالقليل بين مرتادي المواقع والمنتديات الرياضية، خاصة المنتدى الرسمي للنادي الأهلي.
عدم مواجهة الإعلام
يبدو أن كثرة الضغوط التي يعانيها المدرب الإيرلندي ديفيد أوليري دفعته للهروب، حتى من مواجهة الإعلام، بعدما سيطرت عليه حالة من الحزن والغضب عقب خسارة الفريق أمام الوصل، وفشله في المحافظة على بلوغ أول الأهداف المطلوبة منه إدارياً، خلال الموسم الجاري، وهو الفوز بلقب الكأس، والمنافسة عليه حتى المباراة النهائية، حيث لم يحضر أوليري للمؤتمر الصحفي، وأرسل بدلاً منه مدربه المساعد الإنجليزي روي ايتكن الذي قدم اعتذاره لجماهير الأهلي على خسارة الفريق في بداية حديثه، مشيراً إلى أن “الفرسان لم قدموا المستوى المنتظر منهم ، وأوضح أن الفريقين لعبنا بطريقة متوازنة، وكان الأداء متكافئاً، حيث انحصر اللعب في وسط الملعب لفترة طويلة، قبل أن ينجح الوصل في استغلال خطأ دفاعي ويسجل هدفه الوحيد.
الوصل أفضل
من جانبه أكد اللاعب حسن علي إبراهيم لاعب الأهلي أن الوصل استحق الفوز، لأنه كان الأفضل في الملعب، والأكثر تركيزاً.
ورفض لاعب وسط الفرسان الحديث عن أسباب تراجع الأهلي، قائلاً “ اسألوا المدرب عن سبب تراجع مستوى الفريق، بينما أنا مجرد لاعب”. وأضاف “لاعبو الوصل لعبوا بأسلوبهم وفرضوه علينا، وصالوا وجالوا في الملعب، وهو ما منحهم الفوز، والتأهل إلى نصف النهائي”.
ونفى حسن علي أن يكون الأداء التحكيمي سبباً فيما يحدث للأهلي، كما صرحت الإدارة في المباراة السابقة، مشيراً إلى أن الأهلي لم يقدم ما هو منتظر منه أمام الوصل خلال المباراتين، سواء في الدوري أو الكأس.
و قال أحمد علي شاه مدير فريق الأهلي إن المنافس الوصلاوي دخل المباراة بمعنويات ونفسية أفضل، لأنه حقق للفوز في آخر المواجهات، وهو سلاح لعب به الوصل واستفاد منه كثيراً”.
وأضاف: تأثرنا بغياب اثنين من اللاعبين المؤثرين، في حجم إسماعيل الحمادي وفيصل خليل، ولكن هذا لا يقلل من الجهد الكبير الذي بذله بقية اللاعبين في أرض الملعب”.
وقال: “لم يعد أمامنا سوى تحسين الوضع في دوري المحترفين وسوف نركز تماماً على البطولة الخليجية التي تنطلق بعد أيام قليلة، حيث نسافر الى الكويت وعلينا تهيئة اللاعبين للمباراة، لأنني أعتبر البطولة الخليجية فرصة جديدة ومهمة، لكي يستعيد الأهلي عافيته من جديد، ونحن قادرون على ذلك”.
خليفة عبد الله: ارتبكت في البداية وتألقت في النهاية
دبي (الاتحاد)- شكر خليفة عبدالله لاعب الوصل زملاءه في المباراة، لأنهم صنعوا معه الانتصار، وكان لهم الدور الكبير في أن أقدم مثل هذا الأداء.
وقال: “لم يقصر لاعب في المباراة، ووجدت الحماس الكبير والتشجيع من زملائي، قبل وأثناء المباراة، وهو ما دفعني إلى تقديم المزيد من العطاء، حتى نتخطى عقبة الأهلي، والتي كانت صعبة للغاية، خاصة أننا نلتقي معه في توقيت قصير للغاية، وفي مباراتين حاسمتين للغاية، حيث كنا في أشد الحاجة للفوز في دوري المحترفين، كما أن مباراة الكأس لا بديل فيها عن الفوز لأي من الفريقين”.
وأضاف: “ارتبكت في اللحظات الأولى للمباراة لأنها كبيرة ومهمة في مسيرة “الفهود”، ولكن مع مرور الوقت دخلت في أجواء المباراة، وانسجمت مع كافة العناصر الموجودة بأرض الملعب، وزادت نسبة التركيز تماماً من كافة النواحي، وهو ما دفعني إلى قطع الكرات وتمريرها بمنتهى الدقة في المكان المهم لزملائي”.
وقال: “أديت بنسبة 70 في المائة، من مستواي، وما زال المشوار أمامي طويلاً، ونتيجة المباراة بشكل عام تؤكد سيطرتنا على الجزء الأكبر منها، ولم يهبط الأداء على مدار شوطيها، وجاءت بالفعل مثيرة وقوية من الطرفين، وفريقي يستحق في النهاية التأهل، لأننا كنا الأفضل من جوانب عديدة”.
الشيبة: نجحنا في حصار المنافس
دبي (الاتحاد)- أكد العُماني محمد الشيبه مدافع الوصل أن فريقه استحق التأهل للدور نصف النهائي لمسابقة الكأس، بعد التركيز الكبير، وقال بذلت مع زملائي جهداً كبيراً للحد من خطورة مهاجمي الأهلي، وسيطرت كثيراً على مصدر خطورة الأهلي في الناحية الهجومية، أحمد خليل، حيث وجدت المساندة الكاملة، من بقية اللاعبين، في أرض الملعب، وروحنا العالية، ورغبتنا في الفوز كانت عالية، لذلك قدمنا مباراة من وجهة نظري كبيرة جداً”.
أضاف: “مباراة الكأس اختلفت أمام الأهلي، عن مباراة الدوري، حيث وضعنا نصب أعيننا، ضرورة الانتصار، لأنه لا بديل لنا غير ذلك، ويصعب علينا التعويض، وكان هدفنا إنهاء المباراة في وقتها الأصلي، دون اللجوء للوقت الإضافي، وهو ما حققناه، وأشكر زملائي في أرض الملعب، لأنهم قدموا مباراة خططية وجيدة من كافة النواحي”.
وقال الشيبه: “لم يشعر أحد بالنقص الموجود في صفوفنا، رغم غياب ثلاثة لاعبين مؤثرين، لكن بالفعل أثبت كل من شارك في المباراة، أنه جدير بارتداء قميص الوصل، حيث قدمنا مباراة متميزة ونستحق بالتالي الفوز والتأهل”.
وعن مباراة الوحدة المقبلة قال الشيبه: “سنكون جاهزين، ولكن لابد أن أوجه التحية لجماهير الوصل، التي كان لها دورها في تحميس وتشجيع اللاعبين، وأهدي هذا الانتصار لهم، لأنهم بالفعل يستحقونه، ويضربون المثل والقدوة في حب فريقهم”.
غراب: اللاعبون غير مقتنعين بأوليري
أبدى محمد مطر غراب عضو شركة الأهلي لكرة القدم، وعضو لجنة الكرة، رئيس اللجنة الفنية بالقلعة الحمراء مساندته لقرار إقالة المدرب الأيرلندي ديفيد أوليري، وقال “أنا مع فيه مصلحة للفريق، وأعتقد أن ذلك يكمن في رحيل أوليري، مشيراً إلى أن الموقف النهائي يصدر عن اجتماع رسمي للشركة غداً، قبل سفر الفريق مساء إلى الكويت.
وأدلى غراب بتصريحات إعلامية، أكد فيها أن اللاعبين باتوا غير مقتنعين بقدرات المدرب، وهو ما يعني وجود فجوة بين الطرفين، تتطلب التدخل السريع لإعادة الأمور لنصابها الصحيح. وعن المباراة قال “اللاعبون لم يقصروا، ولكن الروح القتالية للوصل والتنظيم الدفاعي كان أفضل، وعلى الرغم من ذلك دخل لاعبو الأهلي المباراة، وهم تحت الضغوط طوال 90 دقيقة، وأعتقد بأن لديهم عدم قناعة بقدرات المدرب، وهو ما يتطلب اجتماع شركة كرة القدم لاتخاذ القرار الرسمي”.
وأشاد غراب بمستوى بعض اللاعبين، خاصة أحمد خليل، مشيراً إلى أنه قدم مباراة جيدة، وقام بدور صانع ألعاب، وأدى بتركيز شديد للغاية، وتمكن من صناعة أكثر من فرصة تسجيل للآخرين.
وفيما يتعلق بقصر الفترة المتبقية على لقاء الفريق الأول ببطولة الأندية الخليجية حيث يغادر الأهلي إلى الكويت مساء غد، قال “ أعتقد أن أسبوعاً واحداً سيكون كافياً لاستعادة الروح القتالية، والجدية الكافية في التدريبات، وإن اللاعبين قادرون، على استعادة ذاكرة الانتصارات، وتقديم مباريات قوية، ومستويات أفضل، وأرى أن المدرب إذا كان لديه أخطاء، فاللاعبون أيضاً يحتاجون للتركيز بصورة أكبر، وهم أيضاً يتحملون جزءًا من المسؤولية، بالإضافة إلينا كإدارة مسؤولة عن الفريق، فجميعنا شركاء فيما حدث، وعلى الرغم من ذلك بإمكاننا إعادة الفريق لوضعه الطبيعي، رغم قصر الفترة قبل أول مباراة ببطولة الأندية الخليجية”.
ولفت غراب إلى أن الاستعداد للبطولة القادمة تتطلب تكثيف الإعداد النفسي الذي نتج عن الخروج من الكأس، وهو ما يتطلب العمل المكثف بصورة أكبر من الجهازين الفني والإداري.
وعن المباراة قال “الوصل لاحت له فرصة سجل منها، وكان نداً قوياً ولعب بروح أفضل، بينما أتيحت لنا فرص أيضاً، ولم تستغل من جانب اللاعبين وإن غياب الحمادي أثر كثيراً على الفريق في لقائه أمام الوصل، حيث تعرض للطرد في المباراة الأخيرة بين الفريقين بالدوري.
عدد اليوم
